رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد هجومها عليه:

اعتراف "كيري" بإرهاب الإخوان.. محاولة لتبييض الوجه و5 أسباب وراء التغيير

كيري
كيري

"هناك أدلة على أن قيادات جماعة الإخوان وراء أعمال إرهابية في مصر".. تصريح ناري مفاجئ خرج به "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد على هامش الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي أمس، مؤكدًا أن بلاده تقف مع الجانب المصري ضد الإرهاب.

لا تمر العلاقات المصرية الأمريكية في الوقت الحالي بأفضل أحوالها، فمنذ ثورة 30 يونيو يشوبها التوتر والتناقض في التصريحات، وبالرغم من أن أمريكا هي الداعم الفكري والسياسي الأكبر للإخوان، إلا أن الجماعة انقلبت عليها وشنت هجوما كبيرا بعد هذه التصريحات.

وطالبت مها عزام، رئيس ما يسمي بالمجلس الثوري التابع لجماعة الإخوان في تركيا، الولايات المتحدة بأن تعيد النظر في سياستها تجاه مصر، وتسعى لدعم الجماعة والتدخل لوقف الأحكام على قيادات جماعة الإخوان، وهددتها أن سياستها ستؤدى إلى حالة عدم استقرار بالمنطقة، وتفاقم الفوضى.

خمسة أسباب تمثلت في "قوة مصر، ضعف الجماعة، الانتخابات الأمريكية، الشعور بالخطر، المصلحة" اعتبرها خبراء الشأن السياسي والدبلوماسي، أسباب تغيير الموقف الأمريكي من جماعة الإخوان، واصفين التصريحات بأنها محاولة لتبيض الوجه.

اعتبر السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، محاولة لتبيض الوجه، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الأمريكية ليست في أحسن أحوالها، فهناك اختلافات كثيرة في الرؤى والتناول والإدارة والمفهوم.

وأوضح أن أمريكا ومصر تتفقان على وجود الإرهاب في المنطقة، وتختلفان في وسائل وطريقة محاربته، فالحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي استعرض أفكار ووقائع الأحداث وقراءات سياسية من الجانبين، لكن التغير الفعلي للسياسيات سوف يستغرق جهدًا وفعلًا كبيرًا.

ولفت إلى أن هناك تغيرًا ملحوظًا في الخطاب الأمريكي تجاه مصر، لكن لا يتم ترجمته إلي مواقف حقيقية على أرض الواقع، فمازالت أمريكا تفكر وتقتنع بأهمية وجود تيارات إسلامية لها في المنطقة، وهي قناعة ثابتة لا تتغير.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية تسعى دائمًا لأن تدرج الحكومة المصرية تيار جماعة الإخوان ضمن فصائلها، بصفتهم تيار إسلامي معتدل وفق النظرة الأمريكية، ويخدم مصالحها في الشرق.

وتابع أن مصر تبذل جهدا كبيرا، لإيضاح حقيقة جماعة الإخوان، فتقدم أدلة دامغة ووقائع على الأرض، من تصريحات لقيادات الجماعة وخطابات تحث على العنف والتحريض، إلى جانب العمليات الإرهابية واستهداف قيادات الدولة المصرية.

وأوضح أن تصريح "جون كيري" يشير إلى أن الطرف الأمريكي قد وصلت إليه الرسالة، وأقر بأن هناك أفعال إرهابية تقوم بها جماعة الإخوان، مما يدل على نجاح وقوة الجانب المصري؛ لأنه نجح في تغيير القناعة الأمريكية.

وشدد على ضرورة أن تغير أمريكا منظورها تجاه الجماعة في مصر بشكل حقيقي، لأن ذلك الاعتراف يعد خطوة جادة ومهمة ويعتبر تطور في العلاقات المصرية الدولية بشكل عام.

ورأى مروان يونس، مستشار التخطيط الدولي والسياسي، أن العلاقات المصرية الأمريكية بذلك التصريح انتقلت إلى مساحة أخرى، حيث كانت أمريكا تدعم جماعة الإخوان في الداخل والخارج سواء على المستوى التنظيمي أو الفكري والتي تعتبر العدو المصري منذ البداية.

وقال إن الأهمية التي حظيت بها مصر في الفترة الأخيرة على المستوى الدولي؛ أدى إلى ممارسة ضغط على الدول الغربية وقواها لتغير موقفها، بعدما علمت أن مصر أقوى من جماعة الإخوان.

وتابع أن الأمر يشبه ما حدث في ألمانيا والتي اعترفت بالواقع الذي تعيشه الجماعة وأنها سبب الإرهاب في المنطقة، مشيرًا إلى أن العلاقة ستشهد تغيرًا كبيرًا في المرحلة المقبلة، لكن مصر لن تكتف بمزيد من التصريحات ولكن يجب العمل على أرض الواقع.

واستبعد أن يكون ذلك التصريح بداية لتغير النظرة الأمريكية تجاه قضية الإرهاب، لأن لها أذرع إرهابية عديدة في المنطقة لا تستطيع الاستغناء عنها، كما أنها تستثمر أموالها في تلك التنظيمات.

وأشار إلى أنها محاولة لأن تظهر أمريكا نفسها بأنها رافضة للإرهاب بكل صورة وتحاربه في المنطقة، وكذلك الوصول إلى حل تفاهمي مع الشرق الأوسط بشكل عام، ومع مصر بشكل خاص.

وذكر أن التعامل الأمريكي لاسيما أفعال الرئيس "باراك أوباما" خلال الفترة الأخيرة حاولت الاكتساء بالنضج في التصرفات، لأنها تعد فرصته الأخيرة مع اقتراب الانتخابات في بلاده، فتحاول إيهام المواطن الأمريكي أن بلاده تقدم اقتراحات لمحاربة الإرهاب.

ووصف هذه التصريحات بأنها محاولات تقليدية واهية، ولا يوجد فعل أمريكي حقيقي، لافتًا إلى أن الجانب الأمريكي اعتبر جماعة الإخوان كارت خاسر ولن يأتي بجديد.

وقال ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن الإدارة الأمريكية تهاجم جماعة الإخوان علنًا ويرسلون لها رسائل سرًا، لذا فالموقف الأمريكي لا يؤتمن، مشيرًا إلي أن الجماعة أدركت أن هناك تغيرات في الموقف الدولي والإقليمي لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي، لذا فهم يشعرون بالخطر من التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي.

وأكد أن أمريكا لن تتخل عن الجماعة، فأمريكا تتبع سياسة برجماتية تلعب بما تكسب به، وهى أدركت أن الإخوان يخسرون الآن.

وعن الهجوم الإخواني علي الإدارة الأمريكية، أشار حسين عبد الرازق، القيادي بحزب التجمع، إنه لا حقيقة لما يسميه البعض بانقلاب في السياسة الأمريكية أو تغير جذري، فقط أمريكا تدرك أهمية الدور المصري في المنطقة وأن الحكم القائم يحظي في الوقت الحاضر بتأييد شعبي واسع، بالتالي من مصلحتها التعامل معه وتوثيق العلاقات قدر المستطاع.

وأوضح أن تصريحات كيري لا تعني أن أمريكا ستدير ظهرها لجماعة الإخوان، وإنما السياسة الأمريكية دائما تتحرك علي أكثر من محور وأحيانًا علي محاور متناقضة.

وتوقع أن يحدث نوع من التحسن في العلاقات المصرية الأمريكية مع استمرار وجود خلافات حول ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان والعلاقة مع جماعة الإخوان وحلفائهم، وفي نفس الوقت يستمر الدعم غير المعلن لجماعة الإخوان مع الاعتراف بوجود تورط في بعض العمليات الإرهابية، بما يتفق مع السياسة الأمريكية المراوغة.

واعتبر الهجوم الإخواني نوع من الضغط، بعد أن رأت الجماعة أن أمريكا بدأت تحسن علاقتها بالنظام المصري وتوجه انتقاد للجماعة، فكان من الطبيعي أن تقلق وتحاول تضغط سواء باتصالات غير معلنة مع الإدارة الأمريكية أو بمثل التصريحات في محاولة حتى لا تدير أمريكا ظهرها بالكامل للجماعة.