رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لكم الله يا عرب


يحكى أن عصفوراً قد سقط فى حفرة عميقة وصغيرة.. حاول كثيرون إنقاذه فلم يستطيعوا.. اقترح واحد منهم «نمد له الخيط ونلف الخيط حول عنقه ونسحبه...» فرفض الآخرون الحل: لأن الحبل قد يخنقه... اقترح ثان «نلقى بورقة شجر طويلة ونضع على ورقها صمغاً فيلتصق به العصفور فنجذبه إلى أعلى».. واقترح ثالث «ليس علينا إلا الدعاء لعل الله قد يحقق معجزة وينقذه».. أما الآخرون فقد تأكدوا أن العصفور ميت لا محالة فأخذوا يبكون عليه ثم انصرفوا!!! فجأة... جاء شاب بزجاجة من الرمل الناعم وظل يلقى الرمل بصبر وبرفق داخل الحفرة لمدة ساعات حتى ارتفع الرمل داخل الحفرة العميقة الضيقة فارتفع العصفور وتم إنقاذه... هذه القصة تذكرنى بحال العرب الآن.. فقد سقطوا جميعاً داخل حفرة عميقة من الإرهاب والجهل والعملاء والفقر والحروب والانقسامات الداخلية!!!

استسلم البعض لهذا الوضع، وأصابهم اليأس وأخذوا يبثون روح اليأس والاستسلام بين شعوبهم فسيطر عليهم إحساس بأنهم ميتون لا محالة، فأخذوا يرثون حالهم، ويبكون منتظرين ساعة إعلان الوفاة!!! وأخذ البعض لا يفكرون إلا فى حلول واهية، تعمل على إرباك المشهد، وأصبحوا أداة من أدوات القضاء على أنفسهم دون أن يدركوا أنهم يقتلون أنفسهم، يشردون شعوبهم، يسقطون عروشهم بأيديهم!!!! واستسلم البعض للسلبية، فبدلا من أن يتحركوا نحو الوحدة وتشابك الأيدى مع أشقائهم للنجاة جميعاً، أخذ البعض يتضرع معجزة من السماء لإنقاذهم!! والبعض الآخر يرى فى التحالف مع أمريكا وحلفائها طوق النجاة لهم، لا يدركون بأنهم يلفون بذلك الحبل والمشنقة حول رقابهم بأنفسهم!!! وإن المعجزة لا تأتى إلا إذا غيروا أسلوبهم «لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»!!! والبعض الآخر فى انتظار معجزة... أن تتحول أمريكا من ثعبان وأفعى إلى ملاك بجناحين ينقذهم من إعلان النهاية!!!!

أما الوحيد الذى فكر بهدوء، بثقة، بترو، بتعقل، بدهاء، بفطنة وبذكاء، فى إنقاذ العرب والشرق الأوسط مستخدماً أسلوب زجاجة الرمل هو «السيسى»!! فهو يلقى الرمل داخل الحفرة العميقة بهدوء وبصبر وبتروٍ حتى يعلو الرمل من تحت قدمى العرب لتنهض بهم إلى أعلى فيرتفعون من القاع إلى القمة ويتم إنقاذهم!!!

لكن.. مَنْ مِن العرب يقرأ المشهد الحالى قراءة صحيحة مثل السيسى؟ وتلك هى المشكلة التى يواجهها السيسى فى الخارج، فجميعهم يتحدثون عن قوة عربية مشتركة لكنهم يعانون من «حالة تخبط عربى» واضحة.. للأسف، هم يتبعون سياسات ومواقف مختلفة متضاربة لا تساعد على وحدتهم وعلى إنقاذ الوطن العربى من التقسيم. أما فى مصر... «السيسى» يحاول أن ينقذ العصفور برفعه من القاع إلى مستوى الأرض بالقيام بمشروعات قوية عملاقة مثل «مشروع قناة السويس الجديدة»، مشروعات قومية عديدة لتقوية البنية التحتية.