رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العقلاء يتعلمون من أخطائهم وأخطاء الآخرين


من العجب العجاب أن يسير بعضهم فى طريق مظلم لا نهاية له ولا نتيجة إلا الدمار وكثرة الأخطار، ويهجر الطريق الصحيح أمامه أو بجواره، ومن الأعجب، أن يبحث أولئك الواهمون عن فتاوى أو أدلة يرونها شرعية، على الاستمرار فى هذا الطريق المظلم، ظناً منهم أو خداعاً، بأنه الطريق إلى الجنة أو استعادة الشرعية، حتى لو كانت شرعية سياسية. كثرت بيانات تحالف دعم الشرعية لرفض الثورة التى أسموها انقلاباً.

وكثرت أفرع تحالف دعم الشرعية، لإيهام العالم الغربى خصوصاً بأنهم منتشرون فى جميع محافظات مصر، ولا يزال يصدرون بيانات لا قيمة لها ولا جوهر، عن تبنى فعاليات جديدة تنتهى دائماً بالفشل، مع شىء من الدمار. يسمون أنفسهم ومن يخاطبونهم تارة بالشرفاء، وكأن مصر خلت من شرفاء إلا تحالف دعم الشرعية، ويحملون الرئيس السيسى كل أوزار العالم، ويستدعون الشهداء على مبدأ عاصم عبدالماجد «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار»، فلا شهداء إلا قتلاهم، يخدعون أنفسهم بأن الثورة مستمرة، ويدعون فى بياناتهم إلى النصر والقصاص، ويدعون فى بياناتهم إلى ثورة «لاتبقى ولا تذر» كما جاء فى بيانات ثورة المصاحف للجبهة السلفية «نوفمبر 2014» التى عضدها التحالف، وتصدى لها الشعب من قبل الأمن. نعم لبيك يا أقصى، ولكن الأقصى ليس فى سيناء أيها الجاهلون حتى بالجغرافيا.

بيانات التحالف، تزعم أن الحكم على الرئيس المعزول مرسى، حرب ضد الإسلام، ومن العجيب أن تحالف دعم الشرعية بالبدرشين، أصدر بياناً له بعنوان «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها» ونحن مع العنوان، ولكن من يثير الفتنة النائمة؟ ولماذا لم يشترك الجميع فى وأد تلك الفتنة حتى لا تستيقظ. لقد أيقظتموها أيها العقلاء؟. من يحاول استثارة الدنيا «العالم الغربى بشكل خاص» ضد مصر والنظام فى مصر؟ ومن الذى يرسل الإعلام التكفيرى والفتاوى التكفيرية من تركيا وغيرها ومن يمول ذلك الإعلام؟ ومن يخطط له؟ أسئلة كثيرة لا يعقلها إلا العقلاء. توبوا إلى الله أولاً، واعتبروا من أخطائكم وحتى أخطاء غيركم، ثانياً: هل تظنون أنكم سترسلون الطوفان على مصر وشعبها ونظامها «ثورة لا تبقى ولا تذر»، ماذا أنتم فاعلون بعدها؟ أهذا كل حلمكم؟ أين أحلام التنمية ومشروعات النهضة؟ أين يقف معظم الشعب الذى تظنون أنه معكم؟ هل هناك عاقل فى بياناته يقول: فإننا فى مصر نقاوم احتلالاً عسكرياً صهيونياً يتماشى مع الاحتلال الصهيونى ويسخر كل إمكانيات مصر لخدمة أسياده الصهاينة ثمناً لبقائه فى السلطة المغتصبة؟.

كما يقول البيان «يأتى هذا الأسبوع الثورى الجديد بينما يسخر القاتل الفاشل كل إمكانيات الدولة للاحتفال بمشروع وهمى هو تفريعة قناة السويس الجديدة التى تضاف إلى 6 تفريعات سابقة لم تشهد أعمالها أى احتفالات، بينما ينفق هذا السفيه ملايين الجنيهات لشراء كلاب حراسة وتنظيم حفلات لتفريعة تقل عن بعض سالفاتها». تباً لهذه اللغة، لغة تحالف دعم الشرعية وتهديداتهم؟ لقد أسأتم إلى الإسلام الذى تنسبون إليه أولاً، وأسأتم إلى شعب مصر الذى اختار السيسى عن حب واقتناع فى الانتخابات الشرعية واختاره زعيماً حتى قبل الانتخابات، كما كان قد اختار مرسى قبل فشله، وفشل الإخوان مع حلفائهم فى السلطة، وتحول بعضهم إلى عصابات إرهابية تكفيرية، كما قادهم شعارات زعمائهم فى رابعة والنهضة «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار». تباً لكل من يعمل على تدمير مصر، وتباً لكل من يلعب فى أيدى المخططات الأجنبية وفى أيدى منفذيها. الإصلاح له طرق أخرى يعرفها الشعب، والشعب يثق فى قواته المسلحة وفى قيادته. الإصلاح واجب، والخروج من التخلف والفساد والإهمال والإرهاب الجديد يحتاج إلى رؤية وعمل واصطفاف، وليس إلى شتائم وسباب، أتقنتموه للأسف الشديد من خارج الوطن. الثورة مستمرة ولكن على الإرهاب وستنجح الثورة، وسنقبر الإرهاب قريباً بمشيئة الله تعالى.. والله الموفق