الخميس المقبل.. افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة والدعوة عامة لملايين البشر
دعوة عامة لملايين البشر في كافة أنحاء العالم؛ لحضور ومشاهدة ومتابعة مراسم افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، يوم الخميس المقبل، باعتباره الحدث الملاحي الأهم في القرن الحالي.
ويشهد حفل الافتتاح لفيف من قادة وزعماء ورؤساء العالم، وعدد هائل من المصريين والأجانب من ضيوف الحفل الذين وصلتهم بطاقات الدعوة، ومن لم يحالفه الحظ بحضور هذه المناسبة؛ لعدم وجود دعوة رسمية أو تواجده في بلاد وأماكن بعيدة عن مشاهدة الحدث ومتابعة فقراته لحظة بلحظة عبر القنوات الفضائية المختلفة والإذاعة والتليفزيون المصري، التي ستنقله على الهواء مباشرة.
وقد استدعت تلك المناسبة المرتقبة - التي بعثت الفرحة في نفوس المصريين من محبي بلدهم - الأغاني الوطنية الخالدة من ذاكرة الإذاعة، والتي أعدت في مناسبات مشابهة، فأطلقتها عبر الأثير لتشحذ الهمم، وتحي ماض يتواصل مع حاضر ومستقبل يتوج قدرة المصري على تحدى الصعاب ومواجهة الزمن، فكانت أغاني أم كلثوم الوطنية وأغاني الثورة التي شدا بها عبد الحليم حافظ، والتي لا تمل الأذن من سماعها مرارًا وتكرارًا.
وقامت البرامج الإذاعية والتليفزيونية بالتركيز على هذا الحدث الذي يعد علامة فارقة في تاريخ مصر الحديثة، وبثت عبر موجاتها وتردداتها فقرات من خطب الزعيم جمال عبد الناصر، والرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والمرتبطة بالموضوع نفسه، وهو "قناة السويس".
فكانت الخطبة النارية التي أعلن فيها الرئيس جمال عبد الناصر من ميدان المنشية بالإسكندرية، عن تأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية، قائلاً جملته الشهيرة: مادة واحد "قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية".
وكذلك خطبة الرئيس أنور السادات التي أعلن فيها إعادة فتح قناة السويس في ٥ يونيو عام ١٩٧٥، بعد إغلاقها لثمان سنوات كاملة أمام الملاحة العالمية، حيث وصل الرئيس أنور السادات إلى بور سعيد ثم إلى مبنى هيئة قناة السويس، وبمجرد وصوله إلى قناة السويس قدم للقوات المسلحة وثيقة تسليم القناة من القوات المسلحة إلى الإدارة المدنية لهيئة القناة، وبمجرد أن وقعها ركب المدمرة ٦ أكتوبر، وفتحت القناة.
وفي الخامس من شهر أغسطس الماضي، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن بدء العمل بمشروع قناة السويس الجديدة، قائلاً: "بسم الله وباسم شعب مصر العظيم، ووفاء بالعهد والوعد، واستكمالاً لمسيرة أجدادنا العظماء، ومتوكلاً على الله، نأذن نحن عبد الفتاح السيسي ببدء حفر قناة السويس الجديدة لتكون شريانًا إضافيًا للخير لمصر وللعالم أجمع، حفظ الله مصر وحفظ الله شعب مصر العظيم".
ومن المقرر أن يقود الرئيس السيسي قافلة بحرية عبر الممر الملاحي الجديد على متن يخت رئاسي، وبمجرد إعلانه عن افتتاح القناة، ستبحر سفينتان في اتجاهين متعاكسين لأول مرة في تاريخ القناة.
وقد تحولت شوارع وميادين مصر إلى أماكن مفتوحة للاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، حيث تزينت بالأعلام واللافتات التي تعلن عن موعد افتتاح القناة مذيلة بشعارات تعكس قوة وإرادة الشعب المصري في إنجاز هذا المعلم العالمي، والوفاء بالعهد والوعد، وإهداء هذا الإنجاز العظيم الذي تحقق بأموال المصريين وجهدهم وعرقهم للبشرية أجمع.
ولم تقتصر مشاركة المصريين عند حدود تزيين الشوارع والميادين، بل امتدت لمواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" بدعوات تطالب المصريين بوضع علم مصر في نوافذ وشرفات منازلهم، وإطلاق الزغاريد في الساعة العاشرة، صباح يوم الافتتاح الرسمي.
