رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

7 سنوات.. ويزال "يوسف شاهين" المدافع عن الحريات مثيرًا للجدل

جريدة الدستور

"إذا أردنا أن نعرف الفنان الملتزم فهو الذي يتقبل مسؤوليات اختياره بسلبياته وإيجابياته".. جملة قالها المخرج العالمي يوسف شاهين فلخص بها شرطا لا يمكن بدونه أن يصبح الفنان ملتزمًا - من وجهة نظره - واليوم تحل علينا الذكرى السابعة لوفاة "المجنون" .. "العاشق" .. "المثير للجدل"، الذي قدم ما أزعج العالم، فنتذكر أقواله الشهيرة وما قدمه للسينما المصرية طوال مشواره الفني ورحلته مع المرض التي انتهت بوفاته في السابع والعشرين من يوليو 2008.

وحين استعرض شاهين مشواره مع السينما بكل سلبياته وإيجابياته، وبكل ما قدم من إضافات وما حصل عليه من عذابات، قال: "أستطيع القول إنني أخذت من السينما بقدر ما أعطيتها، وأن رحلتي مع السينما المصرية كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها".

وكان "بابا أمين" أول الأفلام التي أخرجها شاهين فلم يكن عمره يتجاوز الأربعة وعشرين عامًا، واعتمد فيه على الفانتازيا التي كانت غريبة عن السينما المصرية؛ حيث صور حياة شخص بعد الموت.

كما أخرج ستة أفلام قصيرة وهي: عيد الميرون، سلوى، الانطلاق، القاهرة منورة بأهلها، لكل سينماه.

ومن أفلامه التي كسر فيها تابوه الجنس وأثارت ضجة كبير "هي فوضى" و"الرئيس عمر حرب"، أما تابوه الدين فقد كسره في فيلم "حسن ومرقس".

وأخرج شاهين العديد من الأفلام التي لن ينشها أحد ومنها: "ابن النيل، المهرج الكبير، صراع في الوادي، أنت حبيبي، رجل في حياتي، المصير، الآخر، سكوت هنصور، الأرض".

العالمي يوسف شاهين قدم الكثير للسينما المصرية، وحصل على جوائز عدة ومنها: التانيت الذهبية من أيام قرطاج السينمائية عن فيلم "الاختيار" عام 1970، والدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي عن فيلم "إسكندرية.. ليه؟" عام 1979، وأفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "إسكندرية كمان وكمان" عام 1989، ومهرجان أميان السينمائي الدولي عن فيلم "المصير" عام 1997، والإنجاز العام من مهرجان كان السينمائي عن فيلم "المصير" عام 1997، وفرنسوا كالية من مهرجان كان السينمائي عن فيلم "الآخر" عام 1999.

وعن رحلته مع المرض، أصيب يوسف شاهين مساء 15 يونيو 2008، بنزيف متكرر بالمخ، وفي 16 يونيو 2008 دخل في غيبوبة وأدخل إلى مستشفى الشروق بالقاهرة، وطالب خالد يوسف باستئجار طائرة خاصة لنقل شاهين إلى فرنسا أو بريطانيا لتلقي العلاج، وتم نقله على متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلى باريس؛ حيث تم إدخاله إلى المستشفى الأمريكي بالعاصمة الفرنسية، ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر.

وتوفي شاهين عن عمر ناهز 82 عامًا بمستشفى المعادى للقوات المسلحة بالقاهرة، بعد دخوله في حالة غيبوبة لأكثر من ستة أسابيع، وأقيم له قداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثوليك بمنطقة العباسية بالقاهرة، ودفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينته الإسكندرية التي عشقها وخلدها في عدد من أفلامه.

ونعاه قصر الرئاسة في مصر وفرنسا، ووصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ"المدافع عن الحريات".