رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد.. "قيادة الثورة" وذكريات الضباط الأحرار تتحول إلى أكوام تراب

جريدة الدستور

تحول مقر مجلس قيادة الثورة، الذي كان شاهدًا على تاريخ تحول مصر من الملكية إلى الجمهورية إلى "خرابة"؛ فقد أصبح المبنى الذي أنشئ تحت رعاية الملك فاروق في 1949 على الطراز اليوناني القديم بميزانية بلغت 118 ألف جنيه، مهجورًا تسكنه الخفافيش والحيوانات.

"الدستور" رصدت مبنى قيادة الثورة الذي يرجع عمره إلى 65 عامًا، فوجدت داخله قد امتلأ بالرمال وتلال القمامة والأعمدة الخرسانية، وتحولت الأربعين غرفة المكون منها والممر الذي شهد حركات الضباط الأحرار داخله وبصماتهم فيه وذكرياتهم إلى أكوام من التراب، كما تشوهت معالم المبنى الذي وصلت مساحته إلى 3200 متر مربع؛ فتغير شكل طوابقه الثلاثة والحدائق التي أحاطت به.

الملك فاروق ‏عندما تأسس هذا المبنى في عهده، لم يتصور‏ أن هذه البقعة الهادئة الواقعة على ضفاف النيل في منطقة الجزيرة بالجيزة، ستشهد أحداثاً درامية تطيح به من حكم مصر والسودان.

وكان‏ ‏المبني‏ ‏فى‏ ‏البداية‏ ‏مرسى‏ ‏للسفن‏ ‏واليخوت‏ ‏الملكية‏، ‏وكان‏ ‏من‏ ‏المفترض‏ ‏أن‏ ‏يسلم‏ ‏للملك‏ فاروق ‏فى ‏يوليو‏1952م، ولكن شاءت الأقدار ألا تطأ أقدام الملك المبنى، فقد قامت ثورة 23 يوليو، التي أجبرت الملك على الرحيل والتنازل لولي عهده الأمير فؤاد لحكم مصر والسودان، فتحول المبنى بعدها إلى متحف زعماء الثورة.

وفي 23 يوليو 1952، أحاطت أربع دبابات ومدرعات مزودة بأسلحة سريعة الطلقات المبنى، ومع ذلك استطاع الضباط الأحرار إصدار الأوامر بعدم خروج السيارات ومنع التجول داخل المبنى، والقبض على قادة الجيش، الذين كانوا يدبرون للقضاء على حركتهم، واستطاع الضباط الأحرار الاستيلاء على المبنى بالكامل وأذاعوا فيه بيان الثورة.