رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القوة العربية المشتركة ضرورة لمجابهة الإرهاب


اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم السبت 27 يونيو مع كل من الدكتور نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة للاطلاع على مشروع البروتوكول الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة تنفيذا لقرار القمة العربية فى شرم الشيخ وكان ذلك من أهم نتائج تلك القمة والتى كان الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا للقمة العربية السادسة والعشرين. ولقد أكد الرئيس أن هذه القوة ليست موجهة ضد أى طرف، وليست للاعتداء ولكنها قوة للدفاع ضد التهديدات والتحديات التى تجابه الأمة العربية، كما أنها تضطلع بدور إنسانى من خلال المشاركة فى عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين فى حالات الطوارئ الناجمة عن اندلاع النزاعات المسلحة ووقوع الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى المشاركة فى عمليات حفظ السلم والأمن فى الدول العربية لمنع نشوب النزاعات المسلحة أو لتثبيت سريان وقف إطلاق النار. ولقد كان الاجتماع يوم السبت الموافق العاشر من رمضان والذى تزامن مع ذلك اليوم ذكرى معركة الكرامة، معركة أكتوبر المجيدة، التى تعتبر الوسام الذى يتحلى به صدر كل عربى قبل المصرى، فقد استردت مصر، واسترد العرب ثقتهم فى أنفسهم وقدراتهم وفى المقاتل المصرى الذى دائما هو صامد كالصخر، فياض بالشجاعة والتضحية والفداء. هذه الحرب التى اشتركت فيها قوات من أغلب الدول العربية، وكان من نتائج اتحاد هذه القوات هو ذلك الانتصار الرائع الذى مازال يدرس فى أغلب الأكاديميات العسكرية العالمية. وعند التخطيط لحرب أكتوبر المجيدة، واجه المسئولون كثيرا من المصاعب والمعضلات، واستطاعت العبقرية العسكرية المصرية أن تتغلب عليها، فتلاحظ أيضا أن مشروع البروتوكول الخاص بإنشاء القوة العربية المشتركة والتى تم التخطيط لإنشائها والإجراءات التنفيذية لظهورها للنور من قبل المتخصصين تحت رئاسة رؤساء أركان حرب القوات المسلحة للدول العربية لدراسة جميع جوانب إنشاء القوة واقتراح الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والمهام والحجم والتشكيل تمهيدا لطرح مشروع بروتوكول إنشاء القوة على اجتماع مجلس الدفاع العربى المشترك لإقرار إنشاء تلك القوة التى تحمى ولا تهدد، تصون ولا تبدد، تشد أزر الصديق من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، تصون الأمن القومى العربى. علما بأن مواجهة التحديات والتهديدات التى تجابه الدول العربية وخاصة بعد العمليات الإرهابية التى تعرضت لها دول الكويت وتونس والصومال ومصر وفرنسا واغتيال الشهيد هشام بركات، النائب العام، تؤكد أهمية وجود قوة عربية مشتركة وخاصة بعد تلاقى الإرادة السياسية لكل من القادة العرب والشعوب على إدراك حجم هذه التهديدات سواء الخارجية منها أو الداخلية على ضرورة إنشاء هذه القوة العربية المشتركة والتى من المتوقع أن إنشاءها سوف يثير حساسيات كبيرة لأطراف إقليمية ودولية، وسوف يحاولون الوقوف فى طريق اكتمال خطوات تشكيلها، مما يتطلب العمل على بعث رسائل للعالم بأن هذه القوة لن تكون غازية لأرض أحد، ولا معتدية على أحد، وأنها قوة دفاعية مع التأكيد على أن الإرهاب لا يهددنا وحدنا، ولكنه يهدد العالم كله، وبالتالى فهى مصلحة دولية للقضاء على الإرهاب.

مستشار كلية القادة والأركان