رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب أطفال: "عوامل وراثية" و"مشكلات صحية خفية" وراء عدم تحكم طفلك في التبول

جريدة الدستور

ينتاب الأم حزنًا وقلقًا شديدًا عند وصول طفلها لسن الروضة، وهو لا يزال لا يستطيع التحكم في التبول، فتبدأ في حلقات من التوبيخ والتعنيف والمعايرة، وقد يصل لحد التهديد بالضرب؛ ظنًا منها أن حالة الطفل نتيجة "دلعه الزائد" أو عدم خوفه من العقاب، ولكن ماذا إن كان السبب غير ذلك، ويكون الطفل مريض حقًا دون أن تدري؟.

يقول دكتور محمد عبد الفتاح، طبيب الأطفال بمستشفى أبو الريش الجامعي للأطفال، إن التبول اللا إرادي للطفل لابد أن يتم الانتباه له والبحث وراء أسبابه عند وصول الطفل لسن أربع سنوات، دون القدرة على تحكمه في التبول سواء بالليل أو بالنهار، أو كليهما.

وأكد عبد الفتاح أن العامل النفسي يمثل نسبة كبيرة من أسباب تلك الحالة، سواء بالتدليل الشديد للطفل، لدرجة أنه لا يكترث بالصواب من الخطأ، أو باستخدام العنف في التعامل معه، فيكون السبب هو خوفه الدائم وفزعه، وغيرها من العوامل النفسية كإحساس الطفل بالوحدة، أو الغيرة، أو إحساسه بالنقص.


وأضاف: "إن العامل الجيني يلعب دورًا كبيرًا أيضًا في تلك الحالات"، موضحًا أن تعرض أحد الوالدين أو كليهما لمثل هذه الحالة في صغرهما، يرفع من احتمالات إصابة أحد الأبناء بها.

وأوضح طبيب الأطفال أن سن تحكم الطفل في البول يعتمد على نمط نموه الجسدي والعقلي، مشيرًا إلى أن تأخر النمو كما في حالات "متلازمة داون"، تأخر النمو الإدراكي، وحتى البسيط منه، مثل حالات فرط الحركة ونقص التركيز، وبعض الأمراض العصبية كالشلل الدماغي، غالبًا ما يصاحبها تأخر في التحكم في التبول.

واستكمل، أن إصابة الطفل بأمراض مزمنة مثل: مرض السكري، والإمساك المزمن، والتهاب المسالك البولية، قد تكون سببًا رئيسيًا في تلك الحالة، مشيرًا لاحتمالية أن يكون العامل الغذائي هو المسبب لذلك، مثل شرب الطفل للمشروبات المدرة للبول كالشاي، القهوة، والكولا، أو عدم انتظام نوم الطفل، أو نومه العميق.

ونصح عبد الفتاح الأمهات بضرورة التزام الهدوء وضبط النفس عند التعامل مع الطفل المصاب بتلك المشكلة، حتى لا يزداد الأمر سوءًا، مشددًا على ضرورة عرضه على طبيب مختص؛ للوقوف على الأسباب وبدء العلاج السليم، حتى لو تطلب الأمر اللجوء لطبيب نفسي للمساعدة.