فى التزوير العلمى
من أشهر قصص الكذب والتزوير فى العلم ما نسبه لنفسه عالم الرياضيات الأغريقى «فيثاغورس» «571 – 495 ق.م.» فى نظرية المثلث قائم الزاوية والتى سبق أن تعلمها فى مكتبة الإسكندرية على أيدى علماء رياضيات مصر القديمة، ثم عندما عاد إلى موطنه سجلها باسمه!! فقد برع المصريون القدماء فى قياس الزاوية القائمة عند إنشاء مثلث تكون النسبة بين أبعاده 5:4:3 ومن هنا كانت النظرية الرياضية: «مربع طول الوتر يساوى مجموع مربعى طولى الضلعين الآخرين». فهى إذاً نظرية مصرية صميمة. أيضاً ما حدث لـعالمة فيزياء البيولوجى «روزاليند فرانكلين» «1920 – 1958» التى طورت أبحاثها للكشف عن الكود الوراثى DNA، ليسرق جهدها وهى على قيد الحياة المُشرف على عملها «موريس ولكينز»!! ليقدمه لكل من «جيمس واطسون» و«فرنسيس كريك» ليحصُلا على جائزة نوبل!! وتوفيت الباحثة الإنجليزية الشابة بسرطان الثدى. كذلك «توماس أديسون» «1847 – 1931» سرق جهد العالم الصربى «نيكولا تيسلا» «1856 – 1943» الذى اكتشف التيار المتردد، حيث لم يكن معروفاً فى ذلك الوقت سوى التيار المستقر «أو الساكن».
فى الجامعات، فإن القوانين الصارمة تقف بحزم أمام جرائم التزييف. فمتى حدث أن تمت ترقية أحد أعضاء هيئة التدريس إلى درجة الأستاذية الجليلة، ثم حدث أن تم اكتشاف أن أحد البحوث التى قام بها مزيفة أو مأخوذة من بحث آخر فإن الجامعة لا تتردد فى سحب درجة الأستاذية فوراً وإعادته إلى الدرجة السابقة مع منعه من التقدم للترقية مرة أخرى ومنعه من الإشراف على الرسائل الأكاديمية وبعض الأحيان يُمنع من التدريس وفى أحيان أخرى يتم فصله نهائياً من الجامعة. ليس هذا فحسب، بل إننا عندما نرسل بحثاً علمياً للنشر فى إحدى المجلات العلمية الكبرى فإننا نسجل تعهداً بأن هذا البحث لم يُنشر من قبل ولم يُرسل لمجلة أخرى فى نفس الوقت. أيضاً فى لجان الترقيات إن وجدت اللجنة أن العمل العلمى ضعيف لا يتم ترقية صاحبه وفى أحيان كثيرة يتم رفض جميع البحوث المُقدمة، وإن كان أحد البحوث مزوراً فإنه يتم مخاطبة جامعته لاتخاذ اللازم نحوه.
كيف نستأمن باحثاً مزوراً على تنشئة أجيال جديدة صانعة للمستقبل؟ ما الصورة التى يكون عليها الأستاذ المزور أمام تلاميذه؟ الأمانة منهج أساسى فى التعاملات بين البشر.