رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العمل الخيرى


فعل الخير من الصفات الأساسية التى دعت إليها جميع الأديان، وقد عبّر الإسلام عنه بلفظ الخير، والبر، والإحسان، والرحمة، والصدقة، وتفريج الكُربة، وإغاثة الملهوف، والإعانة، وغير ذلك من الألفاظ التى تشترك جميعها فى معنىً واحد وهو: المساعدة أو التطوير والتنمية، فعلى سبيل المثال لا الحصر أمر سبحانه وتعالى فى سورة الحج آية 77 بفعل الخير بقوله: «وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، وذمّ سبحانه وتعالى الإنسان الذى يمنع الخير واعتبر ذلك من صفات غير المؤمنين فى سورة ق الآيات 23 : 25 : «وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ، أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ، مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ»، وأكد الإسلام أن السعى لفعل الخير والدعوة له لا يستثنى منه أحد حتى الفقراء أنفسهم فكل إنسان أياً كانت حالته مطالبٌ بفعل الخير والدعوة له، قال رسول الله فيما رواه عنه البخارى ومسلم : «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ».

للعمل الخيرى فى الإسلام خصائص من أهمها الشمول ، بمعنى أن المسلم يقدم الخير والعون لكل من هو فى حاجة إليه، فعندما يتكلم القرآن مثلاً عن اليتامى، والمساكين، وابن السبيل، والمريض، والأرملة، وصاحب الشيخوخة، يصفهم فقط بالاحتياج والضعف، ولا يذكر أى صفة دينية أو غير دينية لهم بمعنى أن أى طفل يتيم يجب رعايته، وأى مسكين رجل كان أو امرأة يجب مساعدته، فلا شروط لتقديم العون والمساعدة والأصل فى ذلك قول الله لرسوله فى سورة الأنبياء آية 107: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» فرحمة الإسلام للعالمين وهى تشمل الإنسان والحيوان والنبات أى جميع المخلوقات .- هذا وعلى الرغم من كثرة الجمعيات والمؤسسات الخيرية فى بلدنا، وعلى الرغم أيضاً من أن حصيلة أموال الزكاة والصدقة فى مصر قد تزيد عن حصيلة أموال الضرائب، إلا أن المجتمع لا يستفيد منها الاستفادة المرجوة، أولاً: لسيطرة جماعات التطرف والإرهاب على معظم أموال الزكاة والصدقة واستخدامها فى تمويل أهدافهم الإجرامية والمشبوهة، وثانياً : للعشوائية التى تحكم عمل هذه المؤسسات والتى يترتب عليها الإهدار وعدم الاستغلال الأمثل لهذه الأموال .

نحن فى حاجة إلى إصدار تشريعات تربط بين رؤية الدولة الإصلاحية والتنموية وبين عمل المؤسسات الخيرية، مع الأخذ فى الاعتبار الحفاظ على استقلالية المجتمع المدنى.

برلمانى سابق