رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حادث الكرنك والدور الشعبى البطل


فى الأسبوع الماضى نجحت قوات الشرطة فى إحباط هجوم إرهابى استهدف المنطقة السياحية بمحيط معبد الكرنك بالأقصر، وتمكنت بفضل الله من التعامل باقتدار مع العناصر الإرهابية والقضاء على اثنين منهم وإصابة الثالث والقبض عليه مع ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والمفرقعات كانت بحوزتهم ولو تمكنوا من استخدامها لكانت النتائج كارثية فى كل الاتجاهات...

...وإذا كان الأداء الأمنى فى هذه الواقعة جيداً وهو ما يستحق التحية والتقدير، فإن ما يستحق الإشادة ويدعونا للتفاؤل والثقة فى الانتصار على كل قوى الإرهاب، هو ذلك الدور الشعبى الذى برز فى هذه الواقعة وكان له الدور الأكبر فى إحباط الجريمة وتمثل فى سائق التاكسى الذى استقله الإرهابيون حين استشعر بفطنته هوية ونوايا هؤلاء الإرهابيين، فبادر بعد إنزالهم وبمنتهى الشجاعة والإقدام والوطنية بإبلاغ الأجهزة الأمنية الموجودة بالمنطقة، فكان ذلك حجر الزاوية الذى أنقذ المنطقة من كارثةٍ محققة.

لقد كان هذا المواطن البسيط نموذجاً للمصرى الأصيل الذى تعوّل عليه القيادة السياسية فى مواجهتها لكل التحديات الداخلية والخارجية، ولقد سبق أن تحدثت باستفاضة عن الدور الشعبى فى حربنا المقدسة ضد الإرهاب، ولا أجد غضاضة فى إعادة التذكير بمحاور هذا الدور فى النقاط التالية : «1» ترسيخ القناعة الشعبية بأنها حربٌ للدفاع عن الدين بقدر ما هى للدفاع عن أمن وسلامة الوطن، فالدول التى تحاربنا باستخدام تلك الجماعات الإرهابية تحرص على إقران أعمالها المتوحشة بالدين بغية استعداء شعوب العالم للإسلام، بل وبغية زعزعة العقيدة ذاتها فى نفوس المسلمين أنفسهم، وبالتالى فإن حربنا ضد الإرهاب هى بحقٍ جهادٌ فى سبيل الله . «2» الحفاظ على التجانس والتلاحم الشعبى معنوياً وفكرياً، وتماسكه وتوحده بإرادةٍ صلبة خلف قيادته السياسية المخلصة، لأن الظهير الشعبى المتكاتف هو الذى يزلزل الأرض تحت أقدام المعتدين والمتآمرين. «3» الحرص الدؤوب على العمل واتقانه وزيادة معدلاته، إيماناً بأن ناتج هذا العمل أياً ما كانت نوعيته، يشكل القوة الاقتصادية الوطنية التى تدعم الدولة فى مواجهة تحدياتها الداخلية والخارجية الجسيمة ومن أهمها مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره. «4» الإدراك والقناعة بأهمية ترشيد الاستهلاك كأحد الروافد الرئيسية لتعظيم القدرة الاقتصادية الوطنية. ويجب ألا نهوّن أو نحقّر من أى سلوكٍ فى هذا الإطار، فحُسن استخدام كل قطرة مياه داخل منازلنا وعدم إهدار شعاع الكهرباء فيما لا يفيد وقصر استهلاك وقود سياراتنا فى المهام الضرورية فقط، كلها سلوكيات بسيطة تصب فى رصيد القوة الاقتصادية للدولة. «5» تعضيد وشائج الأسرة ومداومة تبصير أبنائنا بالمرحلة التى يمر بها الوطن والمخاطر التى تحيط به، حتى لا ينحرفوا إلى مستنقع الأعداء وينزلقوا إلى براثن أعمالهم الإرهابية . «6»اليقظة واستنهاض الحس الأمنى لدينا جميعاً، والإسراع بإبلاغ الجهات المسئولة بما قد يتيسر لنا من معلومات أو ظنون عن العناصر الإرهابية وأعمالها . «7» مقاطعة المنتج الأجنبى بقدر الإمكان مهما كانت جودته، وإيثار نظيره المصرى بما يزيد من قيمته. «8» عدم الإصغاء لقنوات الإعلام الأجنبية لأنها إحدى أدوات الحرب الإرهابية وأنها لا تبثُ إلا سموماً فى باطن الكلام المعسول. «9» تنمية محاور التكافل الاجتماعى فيما بيننا، والمساهمة المادية بقدر المستطاع فى أوجه الخير والمشروعات القومية . «10» التسلح بالإيمان والقيم النبيلة وتصحيح المعوج فى ضوء ذلك سواءً من سلوكياتنا الشخصية والاجتماعية أو توجهات الدولة الرسمية وممارساتها، حتى تصير الجبهة الداخلية عاصية على إختراق الأفكار المتطرفة ولا تكون بيئةً خصبة للاستقطاب الإرهابى. إنَّ محاور هذا الدور الشعبى تحتاج مزيداً من التوعية وتلك رسالة الإعلام الوطنى.

حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا جميعاً سواَءَ السبيل.