رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جسر الصداقة".. أول تعاون عسكري بين مصر وروسيا منذ 43 عامًا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"جسر الصداقة 2015".. مناورة بحرية لأول مرة منذ عام 1972، بالاشتراك بين الجانب المصري والروسي، تهدف إلى مساعدة الجيش المصري كي يكون مسلحًا ومجهزًا بدرجة عالية من الفاعلية والمناورات سواء السلمية أو الحربية، وهي مناورة بحرية مشتركة تستمر عدة أيام في المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط ناحية سواحل الإسكندرية.

وتعتمد المناورة المقامة بين البلدين في البحر المتوسط على سفن بحرية تابعتين للبحرية الروسية والمصرية، بجانب عمليات من الدعم الجوي لحماية الممرات البحرية من التهديدات التي تحيق بها، كما ستعمل السفن أيضًا على تنظيم كل أنواع الحماية والدفاع بالبحر والتدريب على إطلاق النار.
ودفعت البحرية الروسية، في مناورتها مع مصر، بالطراد الصاروخي "موسكو"، والذي تعتمد مهمته الأساسية على مهاجمة حاملات الطائرات والقطع البحرية الكبرى، حيث لقب بـ"قاتل حاملات الطائرات"، حيث تبلغ سرعته 2.5 ماك - 3000 كم بالساعة - ورأس حربي يبلغ وزنه 950 كجم.
كما مدت البحرية الروسية القوات المصرية بسفينة الانزال الصاروخية ذات الوسادة الهوائية "ساموم"، والتي تعتبر الأسرع على مستوى العالم وهي مزودة بوسائد هوائية تمكنها من الارتفاع فوق سطح الماء، كما أنها مزودة بأنظمة صاروخية مضادة للسفن والغواصات وصواريخ طوربيد، ونظام دفاع جوي صاروخي مضاد للطائرات والصواريخ المجنحة من طراز كروز وتوماهوك وسواهما، بجانب الناقلة "إيفان بوبنوف"، والقاطرة "إم ب-31".

وتساهم روسيا بالطراد حامل الصواريخ موسكفا، والسفينة الحربية سموم، وسفينة الانزال ألكسندر شابالين، وناقلة الوقود إيفان بوبنوف، وزورق قطْر.. أما مصر فتساهم بالفرقاطتين طابا ودمياط، وناقلة وقود، وزورقي دورية، ومقاتلتين من طراز إف-16.

 قال اللواء محمد علي بلال: "إن تلك المناورة تثمن دور روسيا الفعال في العلاقات المصرية الروسية، والتي تشارك فيها بأربع قطع بحرية إلى جانب حاملة صواريخ"، مشددًا على أن مصر تحاول من خلالها أن ترتقي بالمستوى العسكري والحربي للقوات المسلحة والجيش إلى أرقى درجات الاستعداد القتالي من خلال التدريب مع والتعرف على أحدث أنواع الأسلحة الجديدة.

وأضاف: "إنه مما لا شك فيه أن السلطات الروسية تحاول تعويض التدريبات العسكرية البحرية التي كانت ستحدث مع الولايات المتحدة الأمريكية وتوقفت"، مشددًا على أن ذلك اختيار ذلك التوقيت أعطى الإشارة لجميع الدول أن مصر على استعداد لتبادل الخبرات العسكرية والمناورات، وهو الأمر الذي دفع المجر لطلب التعاون العسكري من مصر".
وأوضح، أن زيارة الصين لمصر وبعدها الاتفاق على المناورة البحرية مع روسيا ينذر ببداية علاقات عسكرية جيدة بين مصر والصين؛ لأن كلًا من الصين وروسيا يسيران في الاتجاه نفسه.

وتوقع مزيد من التعاون في الفترة المقبلة بين مصر وروسيا؛ لأن الزيارة التي قام السيسي أدت إلى إبرام اتفاقيات عديدة بين الجانبين كان من بينهم المناورة البحرية "جسر الصداقة"، مشددًا على أهميتها بالنسبة للجانب المصري لمواجهة الإرهاب في تلك الفترة؛ لأنها ستضمن تبادل الخبرات والأسلحة العسكرية بين الجانبين.

وقال نبيل فؤاد، الخبير الإستراتيجي، "إن المناورة المصرية الروسية ليس لها علاقة بمكافحة الإرهاب، فهي نوع من التعاون بين القوات المسلحة المصرية والروسية، وكان التعاون قائم قبل عام 1973، وتوقف عندما طرد الرئيس الراحل أنور السادات الخبراء الروس".
وأشار إلى أن الرئيس السيسي بدأ يعيد التعاون مرة أخرى، ليس فقط مع روسيا وإنما مع عدة دول منهم الولايات المتحدة الأمريكية واليونان والسعودية والإمارات، لافتًا إلى أن هناك أوجه كثيرة للاستفادة من هذه المناورات، كالتعرف على المعدات العسكرية الحديثة، خاصة وأن روسيا ثاني دولة مصدرة للسلاح في العالم ومتقدمة تكنولوجيا، فضلاً عن التدريب والتخطيط المشترك، حتى نتمكن من التعرف على فكرهم، ثم مناورة بين الجانبين نتعرف خلالها على التكتيكات وخلافه.

وأضاف: "إن روسيا تحقق استفادة كبيرة هي الأخرى من المناورة البحرية، حيث يهمها التواجد في البحر المتوسط بصفة دائمة؛ لأنها ليس لها موانئ على البحر المتوسط، فقط لها نقط ارتكاز موجودة حاليًا في سوريا، ومصر ترفض وجود أي قواعد أجنبية علي أرضها منذ التعاون مع الروس في الستينيات والسبعينيات، لكنها تسمح بتعاون مشترك وتقدم تسهيلات بحرية".

وتابع: "إن من خلال هذه المناورة يمكن أن تسمح لها مصر بوجود نقطة ارتكاز لها، بتغيير قطع غيار للسفن الخاصة بها وإعادة التموين بالوقود والغذاء والحالات الطبية، وهي تسهيلات تمنحها مصر لدول كثيرة تلتقي سياستنا معها".
وتوقع اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري، أن تعود المناورات المصرية الروسية لسابق عهدها، خاصة وأن مصر معتادة على المناورات الكبيرة بهذا الحجم، وسبق أن خاضت ممكن مناورات وتدريبات مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد أن هذه المناورة ستؤثر بشكل إيجابي على الكفاءة القتالية للقوات المسلحة، والتعرف على عقائد مختلفة في الإستراتيجيات العسكرية، موضحًا أن التدريبات المشتركة تتفاوت نسب الاستفادة منها طبقًا لقدرة الدول المشاركة عسكريًا وتكنولوجيا وقدرتها على العمل الإستراتيجي.