رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاتجاه شرقا..لمحاكاة تجربة التنين الصيني

السيسي
السيسي

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زياراته المتبادلة على تغيير ميزان السياسة الدولية عن سابقيه، بتحقيق توازنات عبر الاتجاه شرقًا، والعمل على الاستفادة من تجارب دول شرق آسيا، المتمثلة في أكبر قوى اقتصادية بها، الصين، اليابان، كوريا الجنوبية.

مرتان، التقى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره الصيني، "تشي جين بينغ"، بداية من ديسمبر 2014، أتبعها لقاء آخر في مايو 2015، على هامش مشاركة الرئيسين في احتفالات روسيا بالذكرى السبعين لاحتفالات النصر، بالإضافة إلى زيارة مرتقبة للرئيس السيسي، لبكين، سبتمبر المقبل؛ للمشاركة في احتفالات الصين بذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية، بدعوة من الرئيس الصيني.

لم تكن الصين وحدها، محل نظر السيسي، بل كانت زيارة رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي"، لمصر منتصف يناير، دليل آخر على تعدد محاور الرئيس لإنعاش الاقتصاد المصري، كما استقبل السيسي تشونج هونجون، رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية، كما سبق والتقى على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في سبتمبر 2014.
 
السفير عبدالرءوف الريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن "الرئيس يسعى لتقوية علاقاته الطيبة مع الصين؛ لأنها ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بعد أمريكا"، مشددًا على أن السيسي يضع شرق آسيا، نصب عينيه منذ توليه حقبته الرئاسية، واتضح ذلك في تبادل زياراته مع الصين، واليابان، وكوريا".
 
ولفت إلى أن "الرغبة في الاستفادة منهم في مجالات الطاقة والصناعة، يشكل الجزء الأكبر من حرص السيسي على دعم العلاقات مع دول شرق آسيا، موضحًا أن "مصر تريد تأن تصبح صنيعة لتجربة النمور الأسيوية التي اجتازتها هذه الدول حتى أصبحت من مصاف الدول النامية اقتصاديًا".

وأشار، أن السيسي ينطلق من قاعدة أن مصر دولة محورية في زياراته الخارجية، كما أن هذه الزيارات تأتي ضمن التحركات السلمية، لحماية أمن المنطقة بالكامل، موضحا أن الرئيس يعلم جيدا أن مصدر قوة أي دولة أو ضعفها هي علاقاتها الخارجية، لذلك فإن دول شرق آسيا تأتي ضمن اهتمام الرئيس بالسياسة الخارجية.

وأضاف، أن التكهنات السياسية بأن السيسي يتحرك شرقا من أجل محور صيني روسي، لا أساس له من الواقع قائلا: "لا يوجد ما يسمى محور صيني روسي في الأساس، فكل دولة منهما تختلف سياستها عن الأخرى، كما أن مصر تحرص أيضًا على دعم علاقاتها مع الولايات المتحدة".

وأوضح، رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رسم الخطوط الأولى وفتح باب التعاون مع هذه الدول وعقد العديد من الاتفاقيات، لافتًا إلى أن الحكومة هي الجهة التنفيذية المنوط بها السعي لترجمة الاتفاقيات التي برمها الرئيس إلى مشروعات وخدمات موجودة على الأرض.

ورأى الخبير الاقتصادي، أن مصر تسير في علاقاتها مع دول شرق آسيا من مبدأ "من جاور السعيد يسعد"، مؤكدا أن زيارات السيسي لزيادة الاستثمارات ولتنمية الاقتصاد.