رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسي.. و"تقوية" علاقات مصر الخارجية

السيسي
السيسي

منذ انتخابه رئيسًا لمصر، في الثامن من يونيو 2014، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على (تمتين) علاقات مصر الخارجية، واستعادة مكانة مصر في دائرتها العربية والأفريقية والإسلامية وتنويع علاقاتها مع القوى الدولية المختلفة.

كانت الجزائر، هي المحطة الأولى لجولات السيسي، في 25 يونيو 2014، في زيارة قصيرة، بحث خلالها مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة ليبيا وسوريا، بالإضافة إلى الساحل والصحراء، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، قبل أن يغادر للمشاركة في الدورة العادية الثالثة والعشرين للقمة الأفريقية، في العاصمة الغينية الإستوائية "مالابو"، في أول مشاركة مصرية رسمية في أنشطة أفريقية بعد قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي باستئناف أنشطة مصر في الاتحاد الأفريقي.

وفي السابع والعشرين من يونيو، كانت أول زيارة رسمية للرئيس إلى السودان، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس عمر البشير، بحث خلالها مع البشير، دعم وتنمية العلاقات بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين المصري والسوداني.

وفي العاشر من أغسطس 2014، جاءت زيارة المملكة العربية السعودية، تم الاتفاق خلالها على العمل معًا للنهوض بالأمة العربية والإسلامية وتحقيق التضامن وتعزيز العمل العربي المشترك ونشر قيم الإسلام الصحيحة.

وفي الحادي عشر من أغسطس 2014، كانت روسيا الاتحادية، أول دولة غير عربية يزورها السيسي، بحث خلالها مع الرئيس فلاديمير بوتين، تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

ثم كانت أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقمة المناخ في سبتمبر بنيويورك، أول نشاط دولي جماعي يشارك فيه الرئيس، بدأه بإلقاء كلمة المجموعة العربية أمام قمة المناخ.

وخلال زيارته لنيويورك، التقى السيسي، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتم الاتفاق خلال اللقاء على تطوير العلاقات المصرية الأمريكية، ودفعها إلى آفاق أرحب بما يحقق مصالح الطرفين والشعبين، وإطلاق آلية الحوار الإستراتيجي على مستوى وزيري الخارجية في وقت يتم الاتفاق عليه.

وفي الرابع والعشرين من سبتمبر، ألقى الرئيس كلمته التاريخية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في حضور زعماء العالم، وهي الكلمة التي حرص فيها على تحية جموع المصريين، الذين احتشدوا في نيويورك للترحيب به، وأشار فيها إلى أن العالم بدأ يرى حقيقة ما جرى في مصر، وطبيعة الأوضاع التي دفعت الشعب المصري، بوعيه وحضارته، إلى الخروج منتفضًا ضد قوى التطرف والظلام، واختتمها هاتفا: "تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".

وشهد شهر نوفمبر، أول جولة أوروبية للرئيس، وكانت إيطاليا هي المقصد الأول له، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، كما التقى رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، وعددًا من كبار رجال الأعمال الإيطاليين، وزار دولة الفاتيكان، حيث التقى البابا فرانسيس بابا الفاتيكان.

وبعد إيطاليا، كانت فرنسا المقصد، حيث تم استقباله، بمراسم رسمية عسكرية، وخلال الزيارة أجرى محادثات مع الرئيس فرانسوا أولاند، والذي أكد على أن بلاده تريد أن تكون شريكًا لمصر، وأنه من المهم أن يتواكب مع عملية التحول الديمقراطي في القاهرة، ضخ استثمارات أكثر.

ومع منتصف ديسمبر من العام الماضي، توجه الرئيس إلى الأردن، للتشاور مع الملك عبدالله بن الحسين، في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى التباحث في عدد من الشؤون الخارجية للمنطقة العربية.
وقبل نهاية العام، اختتم الرئيس زياراته الخارجية، بالتوجه إلى الصين، في أول محطة آسيوية غير عربية، حيث عقد محادثات مع الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، ورئيس الوزراء "لي كه تشيانغ".
شهدت الزيارة، توقيع الجانبين اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة، وعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لدعم التعاون بين الجانبين.
واستهل الرئيس نشاطه الخارجي، هذا العام، بجولة خليجية، بدأها بزيارة الكويت، في منتصف يناير، حيث التقى الشيخ صباح الأحمد الصباح، وبحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن الكويت إلى الإمارات، حيث بحث الرئيس جلسة مباحثات موسعة مع الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ووفدي البلدين .
وفي اليوم التالي، ألقى السيسي، الكلمة الرئيسية أمام قمة الطاقة بالإمارات والتي تعرض فيها لإستراتيجية الطاقة في مصر، وأكد فيها على تقدير مصر لأهمية التعاون مع الأشقاء وشركاء التنميـة في كافـة المجالات بما فيها قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة.
وفي ذات اليوم، توقف الرئيس في طريق عودته للقاهرة بمدينة الرياض؛ للاطمئنان على صحة خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.

وصوب المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، توجه الرئيس في الحادي والعشرين من يناير، إلى سويسرا، حيث ألقى كلمة في المنتدى، أكد فيها على ضرورة أن تتضافر الجهود للقضاء على الإرهاب.
وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، أجبرت الرئيس على إلغاء نشاطه، وقطع زيارته لسويسرا، والتوجه صوب المملكة؛ لتقديم واجب العزاء، في وفاة الملك عبدالله.

ومع نهاية يناير، توجه الرئيس إلى أديس أبابا، العاصمة الإثيوبية، لرئاسة الوفد المصري، المشارك في أعمال القمة الإفريقية الرابعة والعشرين، حيث عقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع رؤساء عدد من الدول بمقر الاتحاد الأفريقي.
وسجل شهر مارس، أول زيارة للمملكة العربية السعودية، في عهد الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز، حيث بحث الزعيمان، عددًا من القضايا الإقليمية، ذات الاهتمام المشترك، وأمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر.
ومن السعودية، إلى الخرطوم، مرة أخرى، حيث بحث السيسي مع الرئيس السوداني عمر البشير، سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

ثم اتجه الرئيس إلى أثيوبيا، للتوقيع على إعلان مبادئ اتفاق سيد النهضة بين مصر وأثيوبيا والسودان، في حضور البشير، وهايلى ماريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا.
وفي اليوم التالي، ألقى كلمة أمام البرلمان الأثيوبي، أكد فيها على أن مصر الزاخرة بالإمكانيات والطاقات وبخبرات وقدرات أبنائها وبما لديها من العلاقات الممتدة والمتشعبة إقليميًا ودوليًا ومن الانفتاح على العالم في مختلف المجالات.. على استعداد لأن تستثمر بكل دأب في مشاركة فعالة مع أشقائها في أثيوبيا ومن أجلهم.

وفي التاسع والعشرين من أبريل، بدأ الرئيس جولة أوروبية، استغرقت يومين، وشملت قبرص وإسبانيا، بحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية وكذلك القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
في مستهل جولته بقبرص، عقد الرئيس جلسة مباحثات مع نظيره القبرصي نيكوس أناستسياديس، حول تعزيز العلاقات الثنائية، ثم عُقدت قمة ثلاثية بين السيسي، والرئيس القبرصي، ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، لبحث دعم التعاون الثلاثي في شتى المجالات وخصوصًا الطاقة ومكافحة ظاهرتي التطرف والإرهاب في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.

وفي ذات اليوم، وصل الرئيس إلى مدريد حيث أجرى مباحثات ناجحة مع الملك فيليب السادس، ملك أسبانيا، تناولت مجمل أوضاع العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها في كافة المجالات، ثم عقد جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء الأسباني.
وفي الثاني من يونيو، زار الرئيس السودان، في جولة صغيرة للمشاركة في تنصيب الرئيس السوداني عمر البشير، ثم توجه من بعدها إلى ألمانيا، في زيارة رسمية امتدت ليومين، حيث أقام الرئيس الألماني يواخيم جاويك، مراسم استقبال رسمية، بقصر الرئاسة الألماني.

ثم عقد جلسة مباحثات مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وتم التوقيع خلال الزيارة على عدد من الاتفاقيات والاستثمارات في مجال الطاقة، ثم توجه الرئيس من بعدها إلى المجر في زيارة امتدت لساعات، عقد خلالها لقاء مع رئيس الوزراء، وتم منحه الدكتوراة الفخرية.