رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفـقًـا بكبار السن


إقرأوا معى هذا الإعلان.. وتعالوا معى إلى كلمة ٍ سواء:

«أنا شاب 26 سنة من الصعيد ومقيم بالقاهرة بكالوريوس تجارة، غير مدخِّن صبور وحنون أرغب بالعمل جليسًا لمسنْ فى المنزل، أجيد التعامل مع المسنـِّين وأيضا أجيد الطهى وجميع الأعمال المنزلية الأخرى!!، أرغب بالعمل ولكم جزيل الشكر رقمى».

.. هذا الإعلان المنشور على صفحات «الفيس بوك» وأحيانًا في إعلانات صفحات الجرائد القومية؛ على قدر مايحرك أحاسيس الشجن والحزن فى روحى، فإنه يحرِّك وبالقدر نفسه الإعجاب والتعجُّب ملايين الأسئلة الواجبة الطرح على الرأى العام فى بلادنا التى يعرض فيها «شاب بكالوريوس تجارة»العمل كجليس لأحد المسنين، تمامًا كما تعرض جليسات الأطفال أنفسهن للعمل مقابل مرتب يسد الحاجة إلى متطلبات الحياة.

وهنا تذكرت على الفور هذه الشريحة التى قد نسيناها كثيرًا فى زحمة أحاديثنا عن الإصلاح والتنمية والخطط المستقبلية للوطن وعن دور الشباب الفاعل فى تحقيق هذه الخطوط العريضة للأمنيات والأحلام. وعفوًا إن ذكرت عبارة «شريحة قد نسيناها «لأصحح العبارة إلى «شريحة قد تغافلنا عنها» وهى الشريحة التى تمثل حوالى 5% من السكان.. ألا وهى شريحة أصحاب الخبرة والشعر الأبيض وغالبًا الكثير من الأمراض ووهَن العظام وضعف الذاكرة، وهم كبار السن أو المسنِّين، وبتعبير أولاد البلد: الناس الكُبَّـارة! وهم بالفعل كبارة فى الخبرة فى معركة الحياة الطويلة، والمعارك الحياتية لابد أن تترك آثارها على الملامح والأجساد، وتترك بصماتها على جدران الأرواح المتعبة قرب نهاية المشوار.. ليعودوا منهكين بعد هذا الماراثون الطويل فى اتجاه المنعطف الأخير الذى قد يطول أو يقصُر، ولكنه بالتأكيد لن يحمل فى طياته الحيوية التى كانت فى أول انطلاق المسيرة.

وقفزت إلى ذهنى الآية الكريمة:اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ. سورة الروم «54»

لذا.. تجىء دعوتى للنظر بعين الرعاية من الدولة تجاه الذين وهبوا حياتهم لوطنهم بكل طاقاتهم، فلا يجب أن نتركهم يلهثون فى نهاية المشوار وضرورة إستصدار التشريعات التى تتيح الراحة وضمان الحياة الكريمة لهم ولأسرهم.

ولعل التجربة اليابانية خير شاهد على الرفق بهذه الشريحة المهمة فى حياتنا، إذ قامت الحكومة اليابانية بدراسة عن قيمة تكلفة الفرد المعيشية والمقارنة بينها وبين التكلفة عينها فى «سويسرا»، فاتضح أنها أقل كثيرًا عنها فى اليابان مع الخدمات العالية والأجواء الصحية النقية، فقامت بإرسال قوافل هؤلاء المسنِّين للإقامة الدائمة بسويسرا مع تكفل الحكومة بكل النفقات السنوية بدءًا من تذاكر السفر والإقامة إلى أن يقر الله أمرًا كان مفعولاً! فكان هذا أعظم تكريم وتعظيم لقيمة كل من خدم الوطن بأمانة.

فهل لنا اليوم هُنا فى مصرنا الحبيبة أن ننظر إليهم بعين العناية، لذا نطالب الدولة بإنشاء دور الرعاية المجهزة بأحدث التقنيات؛ لتكون بمثابة دور إقامة ومشفى على نفقتها من حصيلة دافعى الضرائب، يذهب إليها كل من يرغب معززًا مكرمًا مع استمرارية الرقابة الفعالة على هذه الدور، ومراجعة أسلوب التعامل مع روادها من المسنِّين، مع الاستعانة بطاقات الشباب الراغب فى العمل فى هذا المجال والمساهمة فى تخفيض حجم البطالة التى تفتك بأحلام الشباب، وبهذا نكون قد أصبنا عدة عصافير على شجرة مشاكلنا المجتمعية المتراكمة، ونرفع عن كاهل الأسرة المصرية معاناة تحمُّل تكاليف الشيخوخة والعجز التى تقتطع أكثر من ثلث دخل الأسرة فى الإنفاق على الأدوية والعلاج.. لنكون بحق قد رددنا بعضًا من الدين لمن أعطونا رحيق شبابهم.. فرفقًا بكبارنا!

أستاذ الدراسات اللغوية أكاديمية الفنون

لم أجد وثيقة تؤكد بالدليل الواضح حجم المؤامرة الكبرى التى سعت إليها الولايات المتحدة من أجل هدم وتفتيت الدولة المصرية منذ ٢٠٠٦ إلا كتاب الباحث والكاتب عمرو عمار الذى يحمل عنوان «الاحتلال المدنى.. أسرار ٢٥ يناير والمارينز الأمريكى».. يقول الباحث عمر وعمار فى الفصل الثانى عشر تحت عنوان «الإعلام رهينة فى قبضة الولايات المتحدة الأمريكية»: «فيما يخص الولايات المتحدة الأمريكية بالإعلام والصحافة المصرية كشف موقع ويكيليكس الشهير عن برقيات عديدة سربها نقلاً عن اتصالات دبلوماسية من السفارة الأمريكية تفيد سعى الولايات المتحدة الأمريكية لتمويل الصحف الخاصة، وخصخصة الصحف القومية وبيع الإذاعة والتليفزيون ضمن برنامج قالت إنه لتطوير الديمقراطية فى البلد العربى الأكثر سكانًا.

الاعتراف الخطير بتمويل أمريكا لصحف مصر خاصة كان جزءًا من رسالة بعثت بها السفارة الأمريكية بالقاهرة لوزارة خارجيتها ضمن إحدى وثائق السفارة التى سربت عبر موقع ويكيليكس ونشرتها «وكالة أمريكا إن أربيك» ومقرها أمريكا، ضمن آخر دفعة من الوثائق التى تم كشفها وهى الوثيقة رقم «cairo 135106» الصادر بتاريخ ٦ مارس ٢٠٠٦، وحملت تصنيف سرى، كتبها السفير الأمريكى فى القاهرة ريتشار دونى تقول: «إن أمريكا خصصت مبلغ ١٦ مليون دولار أمريكى «٩٧ مليون جنيه مصري» لبرنامج خصخصة وبيع الصحافة القومية، وأشارت البرقية إلى أن السفارة الأمريكية تجد طرفًا لدعم الصحافة الخاصة دون توضيح ماهية ذلك وقال نص البرقية: «هيئة المعونة الأمريكية بدأت برنامجًا من ١٦ مليون دولار لدعم الإعلام الخاص وتشجيع خصخصة الصحافة.

وأكد هذا التوجه برقية أخرى برقم «07ciro 3001» صادرة بتاريخ ١٠ سبتمبر ٢٠٠٧ حملت تصنيف «سرى» وختمت باسم السفير ريتشار دونى أيضًا، وجاء فيها فى الفترة ١٥ تحت بند الصحافة المستقلة: إن من أهداف الاستراتيجية الأمريكية فى مصر الدفع باتجاه إصلاحات سياسات تؤدى إلى خصخصة قطاع الصحافة المكتوبة وقطاع البث الإذاعى والتليفزيونى.

كاتب صحفى