رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يعني تواصل السيسي مع الشعب عبر البريد الإلكتروني

جريدة الدستور

بدأها بخطاب شهري، وتبعها بتخصيص بريد إلكتروني يستقبل من خلاله أسئلة واستفسارات المواطنين المتعلقة بالشأن المصري. خطوات تعكس سعي الرئيس عبد الفتاح السيسي وحرصه على التواصل مع الرأي العام، وقناعته بأن المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار السبيل الأهم في مسيرة التنمية التي تخوضها مصر، وضرورة إتاحة الفرصة لجموع الشعب المصري لطرح ما يدور في عقولهم وقلوبهم من استفسارات تخص الشأن العام.
سياسيون، وجدوا صعوبة في متابعة الرئيس كل الرسائل الواردة له عبر البريد الإلكتروني، مؤكدين ضرورة وجود فريق مهمته فلترة الرسائل، وتوجيها إلى الوزارات المختصة.
ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، قال إن تخصيص بريد إلكتروني هو نوع من أنواع التواصل، وعمل غير مسبوق أن يتواصل الرئيس مع شعبه عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، بما يفتح مجالات أكثر أمام السيسي ليتعرف علي ما يحمله أبناء شعبه من آمال وهموم.
ورأي أن البريد سيكون أداة اتصال جيدة بعيدا عن أي رقابة على الناس، وقد يتولى الرئيس متابعته بنفسه في بعض الأوقات، أو يكلف أحدا أوقات أخرى لمتابعته، لاستمرار التواصل خاصة في غيبة مجلس النواب.
وأوضح أن هذه الخطوة تؤكد امتلاك الرئيس لأدوات جديدة لم يمتلكها غيره، بمعنى أن يوجه خطاب للشعب مباشرة شهريا ولم تكن هذه الآلية متواجدة من قبل، بالإضافة إلى بريد إلكتروني، يعكس الحرص على التعرف ما يحمله المصريين.
واعتبره بهجت حسامي، المتحدث باسم تحالف الوفد، وسيلة من وسائل الاتصال ولابد من وجود فريق معاون يبرز أهم الرسائل وينقلها للرئيس للتوجه بسرعة لحل المشكلات، فضلا عن وجود جهاز إحصائي إذا تعددت المشاكل من نفس الجهة والموضوع يتم التدخل سريعا.
وشدد على أهمية التنفيذ والنتائج المترتبة على إنشاء هذا البريد، باعتباره أمرًا جيدًا للتواصل ويؤدي إلى خلق نوع من الارتباط أكثر بين الرئيس والمواطنين.
ورأى يسري العزباوي، الباحث السياسي، في تفعيل البريد استقبال لمشكلات لا تعد ولا تحصى، قائلا: "من الصعب أن يتابع الرئيس هذا الكم من المشكلات بنفسه، فلديه ما يقرب من 45 مليون مشكلة إذا فرضنا أن نصف الشعب سيقوم بإرسال الرسائل".
وأكد أنها خطوة جيدة للتواصل مع عموم المواطنين بشكل جيد، ولكن لابد من وجود جهة تتلقى الرسائل وتصنفها وتوزعها على الوزارات المختصة، مشيرا إلى أن نوعية الرسائل سوف تتحكم فيما يعرض على الرئيس إذا كانت متعلقة بشكاوى عادية أو مقترحات للتطوير.
وأوضح أن هناك فرق كبير بين صندوق شكاوى الرئاسة والبريد الإلكتروني، لأنه يسهل على المواطنين من مختلف المحافظات التواصل مع الرئيس دون أن يتحرك من مكانه، ودون أن يقطع رحلة بالساعات ليصل للقصر الرئاسي.
ووصف أحمد دراج، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، الخطوة بالشكلية، قائلا: "المطلوب خطوات عملية تعكس تفاعل حقيقي على الأرض، فما الهدف من وجود بريد يتابعه مجموعة من الموظفين".
وأشار إلى أن المشكلات كثيرة على الأرض والاستجابة شبة معدومة، متسائلا كيف يتعامل الرئيس مع هذا العدد الكبير من المواطنين، فالفرد الواحد لا يستطيع التعامل بسهوله مع بريده الشخصي؟، مطالبا بتغيير السياسات على الأرض وتغيير بعض الوجوه التي تنتظر صدور تعليمات لها حتى تتحرك.