رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في "قاعة الامتحان" يذل المعلم ويهان القرآن

في "قاعة الامتحان" يُذل المعلم ويُهان القرآن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الهدوء المعتاد في قاعات الامتحانات، قاعدة سرعان ما ثبت عكسها تمامًا، بعد إثارة كثير من حالات الشغب والجدل، في الفترات الأخيرة، كان أكثرها ألمًا على الإطلاق، ما جاءت به ورقة الامتحانات من مغالطات نالت من مقام القرآن الكريم وسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
التطاول على القرآن والسنة لم تكن وحدها محلاً للجدل ومثار الغرائب في قاعة الامتحان، بل كان ضرب الطلاب معلميهم والتحرش بهم حدثًا يندي له الجبين.

امتهان القرآن والسنة:
"منزهان عن النقائص"، هكذا تنبض قلوبنا على صدق القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الخالية من كل نقيصة والمترفعة عن كل معيبة، ولكن ما رأته أعيننا في ورقة الأسئلة داخل قاعات الامتحان خلال الفترات السابقة، والتي نالت فيها من قامة القرآن والسنة، كان مثار لغضب وحنق قطاع عريض من الشعب المصري.
تعددت الأمثلة في مغالطات ورقة الأسئلة، كان منها ما جاء في امتحان التربية الدينية الخاص بسؤال الحديث النبوي في امتحانات الدبلومات الفنية ببني سويف (لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا)، فجاء في السؤال "سَلطه عليه" بدلاً من نص الحديث، "سُلطا على هلكته"، ما أخل بالمعنى.

التطاول على القرآن:
لم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها، للتطاول على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بل كانت أعظمها جرمًا، وأشدها وقعًا في النفس، ما جاءت به ورقة امتحان للبلاغة في الصف الثاني الثانوي الأزهري، في إحدى مدارس محافظة أسوان.

وسئل الطلاب في ورقة الامتحان، سؤالًا يطلب من الطلاب أن يبين العيوب التي أخلت بفصاحة الآية القرآنية، "وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ"، ما كان لها وقع الصاعقة من خلال اتهام القرآن بانتقاص بلاغته.
قاعات الامتحان، كانت أيضًا مثارًا لإهانة المعلمين وضربهم والتحرش بهم من جانب طلابهم.
"الإهانة والسب أو التربص بالمدرس لضربه" على هذه الشاكلة، تكررت حوادث ضرب الطلاب لمدرسيهم؛ بسبب منعهم من الغش في الامتحان، كان منها على سبيل المثال لا الحصر، ما اعتدى به طالب في الصف الثاني الثانوي الفني بـ"مدرسة حسين جلال الصناعية" بمدينة سمسطا بمحافظة بني سويف، حيث قام الطالب بسب وضرب مدرسه وشج رأسه، أثناء أداء امتحانات العملي بنهاية العام الدراسي، وعلى إثر هذه الإصابات، تم نقل المعلم للمستشفى.
الضرب والسب، وسائل للإهانة غير المقبولة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعلم جيل، ولكن ما كان فاق حدود الاحتمال، ما تعرضت له معلمة من قيام عدد من طلاب بالمرحلة الإعدادية داخل مدرسة الخليفة المأمون بالسويس، بالتحرش الجماعي بها داخل لجنة امتحانات؛ لرفضها السماح للطلاب بالغش في اللجنة أثناء أدائهم مادة التربية الدينية.
لاقى الاعتداء المشين على هذه المعلمة، استنكار الاتحاد العام لنساء مصر، مؤكدين أنها صدمة لكل إنسان مصري؛ لأنها تعكس ما وصلت إليه بعض الأجيال الجديدة في تلك السن المبكرة من انفلات أخلاقي وتراجع كافة القيم والسلوكيات السليمة التي تربينا عليها وألفناها.