رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انقسام سياسي حول دور السعودية في الوساطة بين مصر والإخوان

سلمان بن عبد العزيز،
سلمان بن عبد العزيز، العاهل السعودي

سادت خلال الفترات السابقة بعض التكهنات بمساعي الملك سلمان بن عبد العزيز، العاهل السعودي؛ لإجراء تفاهمات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجماعة الإخوان الإرهابية، في حوار يشمل كافة الأطياف السياسية في مصر.

وفي الوقت نفسه.. زعمت مصادر قيادية بجماعة الإخوان، قيام تركيا بدور الوسيط بين جماعة الإخوان والسعودية؛ لمطالبتها بالتدخل لتهدئة المشهد السياسي في مصر، عقب الحكم القضائي بإحالة أوراق مرسي وعدد من أعضاء جماعة الإخوان إلى المفتي.

وانقسم خبراء الشأن الإسلامي، حول مدى استجابة القيادة المصرية، لأي ضغوط بالمصالحة لتهدئة الأوضاع والمجتمع المدني الثائر.

وليد البرش، مؤسس حركة تمرد الجماعة الإسلامية، قال: "إن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بقيادة رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، لجأ للضغط السياسي لإثناء الدولة عن تنفيذ أحكام الإعدام ضد مرسي"، مؤكدًا أن الجماعة ماتت إكلينيكيًا وتحتاج إلى قبلة حياة.

وأوضح أن جماعة الإخوان فزعت كثيرًا من أحكام الإعدام التي طالت المعزول مرسي وقيادات الإخوان، وفزعت أكثر عندما تم تنفيذ الأحكام لعدد منهم في إشارة إلى إعدام المتورطين في "خلية عرب شركس"، مشددًا على أن الدولة لن تلتفت لهذه الضغوط، وسيتم تنفيذ أحكام الإعدام في حال صدورها.

ورأى سامح عيد، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن هناك شبكة من المصالح المتشابكة تربط السعودية وتيار الإخوان وتركيا، متمثلة في حزب الإصلاح اليمني، والذي يعمل لصالح التحالف في اليمن، السعودية تدرك جيدًا أنه القادر على الزحف بريًا ضد ميليشيات الحوثيين.

واستدرك أن السعودية ترتبط بالإخوان بشكل أو بآخر، ويلبي كل منهما طلبات الآخر، وتعد المصالحة وإثناء أحكام الإعدام عن المعزول والإخوان جزء من هذه المصالح المتبادلة، مشيرًا إلى أن هناك تفاهمات سبقت وطلبتها السعودية إضافة إلى ضغوطات عدد من الأطراف الدولية الأخرى، حيال أحكام الإعدام الأولى ضد قادة الإخوان، وكان رد السيسي حاسمًا بأن أحكام القضاء مستقلة.

مختار نوح، القيادي الإخواني المنشق، قال: "إن هناك كثير من التكهنات بتصالح الدولة مع الإخوان بوساطة سعودية بعد 30 يونيو، لكنه لم يثبت مدى صحتها"، قائلاً: "لا أصدق أن يكون هناك تصالح من الأساس".

وقال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، "إن الحديث عن المصالحة دعوة لها وجهه سياسية، وأن تقبلها من عدمه متوقف على الرئيس عبد الفتاح السيسي"، موضحًا أن السعودية هي الدولة الأنسب في القيام بهذا الدور؛ نظرًا لخصوصية العلاقات بين مصر والسعودية.

ولفت إلى ضرورة أن يتفاهم النظام المصري مع الإخوان، لإنهاء حالة الاحتقان بين الإخوان والدولة، وتخفيف حدة التوتر بين تيار الإسلام السياسي وحركة التوتر الإقليمي، الذي يشتعل في كثير من الدول العربية.

وأوضح أن السعودية تريد حالة من التوفيق بين مصر وتركيا؛ لعمل أكبر تحالف سني في المنطقة، وأن تهدئة الأوضاع بين الدولتين لن يأتي إلا بانفراجة سياسية بين الدولة والإخوان.