رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اختفائه الأخير.. شكوك بالانقلاب على أمير قطر

جريدة الدستور

منذ حضوره قمة كامب ديفيد في الولايات المتحدة الأمريكية 14 مايو الماضي، مع قادة دول الخليج والرئيس الأمريكى باراك أوباما، اختفى الشيخ تميم بن حمد، الأمير القطري، عن الساحة، في موقف غريب يثير العديد من التساؤلات.

حالة من الترقب تشهدها قطر، لمعرفة السر خلف هذا الاختفاء، وانقطاع أخباره عن وسائل الإعلام، التي اعتادت على أن تفرد له خبرا يوميا في الصفحة الأولى.

وفى الوقت الذى اختفى فيه الأمير تميم، يظهر فيه اسم أخيه الأصغر الأمير عبد الله بن حمد؛ حيث تتعمد جميع الصحف الرسمية فى البلاد نشر صورة يومية له فى الصفحات الأولى، ويزيد الأمر غرابة غياب "تميم" في حفل تسليم الدكتوراة الفخرية للشيخة "موزة" والدته.

وانقسم خبراء الشأن السياسي حول هذا الاختفاء المفاجئ، ففي الوقت الذي اعتبره البعض بمثابة مؤشرات انقلاب على "تميم" باعتبار أن قطر هي وكر الانقلابات الرئاسية، اعتبره البعض الآخر أمرا طبيعيا.

قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك ثلاثة تيارات في السياسة الداخلية لقطر تنازع الأمير "تميم" صلاحياته ومهامه، ويمثل التيار الأول والده الأمير "حمد" فالبرغم من إفساحه المجال لابنه وترك منصبه بعد تدخلات من الشيخة "موزة" والدة تميم والزوجة الثانية لـ"حمد"، إلا أنه مرتبط بصورة أو بأخرى بتطورات الأوضاع في الداخل القطري، ويرى هذا التيار أن "تميم" ليست لديه الخبرة الكافية للتعامل مع الأوضاع الداخلية في قطر، مما يستتبع تدخلا مباشرا منه في إدارة الأوضاع.

وأضاف: أن الأمير حمد موجود في السلطة، رغم محاولات ابنه تميم إبعاده من خلال طرح اسمه كأمين عام لجامعة الدول العربية أو توليه أحد المناصب الدولية، وهو ما فشلت فيه قطر.

وأوضح فهمي، أن التيار الثاني هو التيار الأصولي في السياسية الداخلية لقطر، ويعتمد على الصقور من جماعة الإخوان، ولديها توجهات راديكالية لدفع الأمير "تميم" باتباع توجهات أكثر تشددا تجاه ما يجري في العالم وخاصة مصر، وتبني سياسة أكثر تشددا من السياسة الراهنة، وليس مجرد الاحتفاء بوجود بعض قيادات إخوان مصر هناك، ولكن تقديم الدعم لهم في مصر.

وأشار إلى أن التيار الثالث، هو التيار المعتدل ويمثله الأمير "تميم" نفسه باعتباره جيل الشباب، الذي يرغب في إدارة قطر ويرى أنها قادرة على أداء دور أفضل في المنطقة إقليميا ودوليا، ويحظى بدعم كبير من الشيوخ وأجهزة الاستخبارات.

واستبعد أستاذ العلوم السياسية، أن يكون هناك انقلاب على "تميم" واعتبره أمرا غير وارد، لأنه يسيطر على أجهزة المخابرات، كما أن أسرة والدته الشيخة "موزة" تسعى إلى بقاء ابنها في السلطة معتمدة على نفوذ أسرتها، التي لها دور كبير في السياسة القطرية.

ورأى أن الاختفاء لا يعني وجود انقلاب، فهو أمر طبيعي، ومن الوارد أن يقوم "تميم" بإجازة دون الإعلان عن ذلك لاعتبارات أمنية.

فى السياق ذاته، قال محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية: إن هناك خبايا وخلافات كثيرة داخل الأسرة الحاكمة لا تظهر على الساحة الإعلامية، فلديهم قدرة على إخفائها، وريما يعكس اختفاء "تميم" الخلافات بشكل علني.

واعتبر أن حدوث انقلاب على الأمير القطري، أمر وارد ومعهود في قطر، فسبق أن انقلب تميم نفسه على والده، لكن ربما يكون اختفاؤه أمرا مؤقتا لإجرائه عملية جراحية على سبيل المثال.

وقال أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه لا يمكن التنبؤ بما يحدث في قطر، ولكن التاريخ القطري مترسخ فيه فكرة الانقلاب، فأمر طبيعي أن يخلع الابن أبيه والأخ أخيه، وسبق أن حدث ذلك.

وأوضح أن اختفاء الأمير "تميم" ربما يعكس غضب الأسرة الحاكمة عليه، وعدم رضائها عن أعماله وتصرفاته، بالتالي انقلبت عليه واختفى من المسرح.

وأشار سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن طول مدة اختفاء تميم تطرح علامات الاستفهام فيما يتعلق بمستقبل إمارة قطر، فليس خافيا على أحد أن نسبة كبيرة من أبناء الشعب القطري ترفض الأسرة المالكة، لأنها حولت قطر لقاعدة عسكرية أمريكية وبوق دعائي للفكر الأمريكي في الشرق العربي.

وأكد أن مستقبل قطر في خطر شديد، ومع غياب تميم يرجح أن يكون الشعب القطري قام بإجراء ضده، والأيام القليلة القادمة سوف تكشف عن ذلك، لافتا إلى أن ظهور الأخ الأصغر لتميم إشارة بالغة إلى أن الأخ الأصغر قام بانقلاب على أخيه الأكبر، وهو أمر ليس بالغريب، حيث تعد قطر وكرا للانقلابات الرئاسية.