رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خيراً فعلت يا «محلـــــــب»


بتاريخ 22 أكتوبرمن العام الماضى.. كتبت مقالاً بعنوان «رسالة إلى وزير الداخلية» ناشدت فيه المسئولين بضرورة زرع كاميرات داخل وخارج المصالح والمبانى الحكومية.. وحتى الأهلية المهمة لمساعدة رجال الأمن فى حصرالإرهاب ومعرفة هوية عناصره وسرعة إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم.

 وسعدت جداً حينما قرأت تصريح وزارة الداخلية نقلاً عن رئيس الوزراء بــ «تشكيل لجنة لمنظومة كاميرات مراقبة تأمين فى المحافظات لتسهل على الشرطة ضبط مرتكبى الجرائم بشكل أسرع».

وذكرت فى المقال أن لقاءً ودياً جمعنى بلواء شرطة.. وهو من أقرب الناس إلى نفسى وقلبى نظراً لنظافة يده وإخلاصه وتواضعه ووطنيته.. ودار بيننا حوار هادف عن أعداء مصر وسبب لجوئهم إلى الأساليب الإرهابية التى نالت من أبناء الوطن ومؤسساته.. كان جوابه حاضراً ومختصراً لتقديم علاج شاف-واف نتيجة خبرته وعلمه وثقافته الأمنية والعامة فى هذا المجال وغيره.. من ضمن ما قاله لى عن الوسائل العلمية والعملية للقضاء على إرهاب الجماعة التى خانت بلدها وربها ورسولها.. هى أن ُنعجل بوضع كاميرات فى الشوارع الرئيسية والمبانى الحيوية والتجارية على مستوى مصر.. ثم عاجلنى بسؤاله: هل تعرف كيف تم القبض على المُتهم ُمحسن السكرى فى قضية المطربة اللبنانية المغمورة سوزان تميم؟.. أجبته: لا.. قال : «منذ أن وطأت قدما «السكرى» مطار دولة دبى الشقيقة والكاميرات كانت ترصده.. سواء هو أو غيره إلى أن غادرها متجهاً إلى القاهرة .. ومن ثم استطاع أمن «دبى» أن يتعرف عليه من بين آلاف الزائرين كما تابع جميعنا تفاصيل هذه القضية .. إذا لو استطعنا العمل بنظام الكاميرات فسوف نقضى تماماً على هذا الإرهاب فى أقرب وقت ممكن». سألته: وهل لدينا الميزانية الكافية لتعميم تلك التجربة على مستوى مصر خصوصاً فى ظل الوضع الاقتصادى الحالى؟.. أجابنى بأن «لديه تجربة شخصية مع رجال أعمال وأثرياء محترمين أبدوا استعدادهم لشراء ماتحتاجه محافظاتهم من كاميرات على نفقاتهم الخاصة». وقبل أن أطرح عليه سؤالى الثانى قال لى إن « مصر مليئة بالشرفاء الذين يخافون على وطنهم».. وأضاف: «فقط كل المطلوب أن يتبنى الإعلام حملة توعية لهذا المشروع القومى.. وأنا متأكد أن نتائجه ستُبهر العالم»..ُهنا انتهى لقائى مع صديقى الضابط الوطنى المحترم .. وبدأت أُفكر فى هذا الأمر.. وصممت على كتابته.. عسى أن يقرأه وزير الداخلية أو أى مسئول آخر.. فعن نفسى لا يساورنى الشك فى أن هذه الوزارة مليئة بالقيادات الواعدة التى ُتريد تطوير هذا الجهاز الحيوى، لكى نقضى على ما تبقى من البُؤر الإرهابية من ناحية.. ومن الناحية الأخرى لكى نواكب النظام الأمنى العالمى حتى يأتينا السائح الغربى والعربى على السواء وهو مطمئن على نفسه وأهله.. نضيف إلى ذلك أن الاستقرار الأمنى يهيئ المناخ المناسب للاستثمار الأجنبى.. وما أحوجنا إليه فى هذه الفترة الحرجة التى يمر بها الاقتصاد المصرى بعد أن جرَّفه اللصوص والعملاء والخونة.

أخيراً.. أكرر طلبى ومناشدتى للسيد الرئيس المشير «عبد الفتاح السيسى».. والسيد وزير الداخلية بسرعة البدء فى هذا المشروع على مستوى الجمهورية الآن وليس بعد.. فكارثة مثل التى وقعت أمام مبنى دار القضاء العالى من عناصر الإرهابية.. كشفت قصوراً أمنياً ملحوظاً فى المناطق المكتظة بالأهالى.. ناهيك عن تفجيرات مديريتى أمن القاهرة والدقهلية.. والعديد من الأماكن الحيوية الأخرى.. ومن العيب - حقاً- أن نترك مثل هذه الأماكن وغيرها دون كاميرات لكشف المجرمين وتقديمهم إلى العدالة.. مش كده ولا إيه؟