رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

الدكتور مشتاق و عم قنديل

جريدة الدستور

كان يجلس مهموما حزينا في مكتبه يندب حظه التعس على الكارثة التي حدثت له ، لا يعرف ماذا يفعل هل يستقيل أم ينتظر حتى تتم إقالته من منصبه ؟ كانت الدنيا سوداء شديدة الكأبة في هذا اليوم يريد أن ينعس قليلا و لكن عقله و قلبه في حرب شديدة الوطيس ،يسمع طرقات خافتة على باب حجرته ثم ينفتح الباب ليدخل عم قنديل بشعره الأبيض المنكوش يحمل صينية الشاي و يتجه بها إلى المكتب ليضعها في هدوء ثم يتجه نحو الباب ليهم بالخروج كما دخل .
- انتظر يا عم قنديل أريدك قليلا
- تحت أمرك يا دكتور مشتاق
- أريد أن أفضفض معك قليلا فأنا مخنوق
- سلامتك يا دكتور من كل خنقة ، ماذا حدث ؟
- هل تصدق يا عم قنديل بعد خمسة عشر عاما من العمل و الجهد و التعب يأتي ولد صغير لكي يتحداني و يأخذ منصب مساعد رئيس مجلس الإدارة و يتساوى معي في مكانتي و مقامي بين الموظفين؟ دي اخرتها بعد كل هذه السنوات من الخبرة ؟ هو كل واحد عامل نفسه فاهم كلمتين يبقى خلاص نرقيه؟ طيب يبقى يورينا كيف سيعمل بمفرده ؟ هو مفكر انه يستطيع أن يتحرك من غير ما اكون راضي عنه ؟ سأجعله مهمشا مجهولا لا يسمع عنه أحد ، أنا أصدرت تعميم الأن على جميع الموظفين ممنوع أحد يذهب لمكتبه أو يرسل له أي أوراق أو أي تنبيهات لحضور اجتماعات المؤسسة.
- ( يضحك عم قنديل و ينظر له دكتور مشتاق بغيظ و استغراب)
- ما الذي يضحكك يا عم قنديل ؟ يبدو انك كبرت و الخرف أكل عقلك .
- لا يا بيه مش الخرف إلي أكل عقلي و لكن عجائب الدنيا .
- ماذا تقصد ؟ ما هو العجيب في كلامي ؟
- منذ خمسة عشر عاما أتذكر الدكتور حافظ الله يرحمه و هو يحكي لي نفس الكلام و كان مهموما جدا مثلك تماما و أصدر تعميم على جميع الموظفين بعدم التعامل مع سعادتك و تهميشك في حضور الاجتماعات و الفعاليات ، لأنه كان خائف جدا من أن تجلس مكانة و تأخذ منصبه ، و سبحان الله مرت الأيام و ها أنا أسمع منك نفس الكلام عن موظف جديد . لو سمحت أنا عندي سؤال يا بيه هل شهادة الدكتوراه التي تحصلون عليها هي السبب في زرع فيروس الكراهية و ضيق الأفق في قلوبكم أم أن هذا الفيروس مصدره الكرسي الذي تجلسون عليه؟
- لا تتكلم هكذا أيها المخرف .. تأدب !
- أنا المخرف ! بل أنتم من ضاعت عقولكم حتى تتصوروا أن الدنيا باتت ضيقة لا تتسع إلا لكم أنتم فقط ؟ ما الذي يمنع أن يجتهد الجميع و يتميز الجميع ؟ ما الذي يمنع أن تكون ناجح في عملك كرئيس لقسم أنابيب الغاز و يكون الموظف الجديد ناجح كمساعد لرئيس مجلس إدارة ماكينات الغزل و النسيج ؟ لماذا هذا الحقد و التحسس الدائم من نجاح الأخر ؟ الدنيا بها مليارات من البشر و كل منهم يريد أن ينجح و يحقق ذاته فلماذا تضيقون ما هو واسع فسيح رحب متسع للجميع ؟
- يا خسارة يا عم قنديل كنت مفكرك مخلص لي و لكن يبدوا ان الموظف الجديد اعطاك أكثر مني.
- لا يا سعادة الدكتور المحترم . الموظف الجديد مات في حادث سيارة الأمس في الليل .
- ماذا !؟ كيف حدث هذا ؟
- لا تستغرب يا بيه ، و لا تفرح ، فالدنيا دائما تشغل الناس بها ليتنافسوا فيها حتى تأتي لحظة و تخطفهم الأقدار إلى دار الحقيقة حيث لا تنافس و لا حقد و لا حسد . أنا خارج يا بيه و هتركك يمكن ربنا يهديك .
...............................................
( سؤال للأستاذ الفاضل المحرر :)
كيف يمكن ان تنشر مقالاتي في باب أراء الكتاب ؟ ما هي الطريقة ؟ ماذا الذي يمكن ان أفعله لتحقيق ذلك ؟
شكرا جزيلا
[email protected]