بالصور..تحذير هام لا تأكل هذا الخروف لأن فيه سم قاتل

كل عام وأنتم بخير.. نحن الآن في انتظار عيد الأضحى المبارك الذي ينتظره المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بفارغ الصبر لإقاة شعائر الحج والاقتداء بنبي الله إبراهيم عليه السلام بذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين تقرباً إلى الله عز وجل واقتداءً بهدي نبيه.

ومع قدوم عيد الأضحى تنتشر لحوم الأضاحي بشكل غير مسبوق طوال العام وكأنه كرنفال للماشية والأغنام التي تحاصر الشوارع والميادين وتحولها إلى حظيرة مواشي وسط فرحة المواطنين الذين لا يبدون تذمراً من هذا "الوجود المكثف" بل أنه يشعرهم بالسعادة غم الزحام والروائح الكريهة التي تنبعث من هذه الحيوانات.

لكن مع هذا تحدث بعض السلبيات غير المقبولة والتي ترقى إلى مرتبة الجريمة الخطيرة، حيث يقوم أصحاب هذه المواشي بتغذيتها على مقالب القمامة والقاذورات وذلك توفيراً لثمن إطعامها من البرسيم والفول وحتى "العيش الكسر" وهذا بدوره يتسبب في كوارث صحية خطيرة تنقل الأوبئة والميكروبات لمن يتناول لحومها.

وقد التقطت عدسة "الدستور الإليكتروني" صورا لمئات الخراف يتم إطلاقها على مقالب الزبالة للحصول على طعامها من بين المخلفات الملوثة والتهام الحشرات مما يصيبها بأمراض خطيرة أبسطها البروسيللا والحمى القلاعية والتي تنقلها بدورها للإنسان الذي يصاب بالأمراض القاتلة عند تناولها.

حكيم.. صبي لا يتجاوز عمره الثانية عشر، ورث مهنة تربية الماشية أبا عن جد، التقيناه قرب أحد مقالب الزبالة المنتشرة في شوارع محافظة الجيزة التي ترفع شعار "دائما نظيفة"، فاقتربنا منه وسألناه: لماذا تطلق حيواناتك في هذا المكان القذر، أليس هذا خطأ؟ فرد بكل ثقة، يا بيه مين اللي قال ان ده مكان قذر دي الزبالة بتاعته بتتغير كل يوم.

فقلنا له أليست هي في النهاية زبالة يعني حاجة لا تنفع نؤكلها للحيوانات، فعاجلني بصدمة مدوية: طب إيه رأيك انت فاهم غلط مش كل حاجة بتترمي في الزبالة "بايظة".. دانا نفسي ساعات بالاقي فيها حاجات "شغالة" باكلها.

أما أم صبحي، الست الجيزاوية، فقد أكدت أنها تطلق ماشيتها في مقالب الزبالة لكنهم يعرفون صالحهم جيدا فهم يتجنبون أكل الطعام الحامض عن طريق حاسة الشم ولا يأكلوا إلا الخبز الجاف غير المعفن وهو غير ضار بهم، كما أكدت أنها تقدم لماشيتها البرسيم والفول وهذا يطهر المعدة.. على حد قولها.

أما في منطقة "الخصوص"، التابعة لمحافظة القليوبية، فكان المشهد أكثر خطورة حيث شاهدنا مئات الرؤوس من الخراف وقد أطلقت على مدفن للقمامة يقع على الطريق الدائري تملأه جثث الكلاب والحيوانات النافقة وتفوح منه روائح تزكم الأنوف وتصيب بالإعياء فيما راحت الأغنام تأكل وترتع، وبطبيعة الحال سنتناول نحن لحومها في العيد وبالهنا والشفا.

أمراض خطيرة

وبصورة عامة تشير أغلب الدراسات إلى أن لحوم وألبان الماشية التي تتغذى على الفضلات تحمل أمراضا وفيروسات خطيرة قد تتسبب في الإصابة بالأورام في مرحلة لاحقة إذا لم تتمكن الأمعاء من التعامل معها بصورة جيدة، كما أنه تحمل بين أنسجتها ميكروبات وديدان دقيقة جدا تتحول عند تخمرها بالمعدة إلى أمراض تدمر المعدة والقولون.

ويقدم الخبراء نصيحة مهمة لمن يشتري رؤوس الأبقار والماشية حية سواء في عيد الضحى أو غيره من المناسبات، حيث يتوجب تغذية هذه الحيوانات بمعرفة مشتريها لمدة لا تقل عن 40 يوما حتى يتم تنقية أنسجتها مما يعلق بها من ميكروبات أو فيروسات ولتكوين أنسجة سليمة خالية من الأمراض، أما الألبان فيجب غليها لمدة لا تقل عن 15 دقيقة قبل تناولها.