رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أحداث ميدان التقسيم".. السقوط الكامل يدق أبواب الرئيس التركي "أردوغان"

الرئيس التركي أردوغان
الرئيس التركي "أردوغان"

تزامنًا مع احتفالات العديد من الدول بـ"عيد العمال".. كانت تركيا هي الدولة الوحيدة التي اشتعلت بها التظاهرات في "ميدان التقسيم" رغم إنذار الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وحكومته بعدم التظاهر، إلا أن إصرارهم دفعهم لاقتحام الميدان.
ولم تقف الشرطة التركية مكتوفة الأيدي أمام احتجاجاتهم، واقتحمت الميدان واعتقلت العشرات من المتظاهرين، ولجأت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المظاهرات.
وفي أول تعليق للرئيس التركي على الأحداث لم ينس ذكر مصر في حديثه فانتقد موقف الغرب المتناسي للأوضاع في الدولة المصرية، زاعمًا أن النقد يجب أن يوجه في حكم إعدام 2000 شخص من عناصر الإخوان.
الأمر الذي أرجعه بعض خبراء الشأن السياسي إلى ضعف أردوغان وحكومته، ومحاولته المستمرة انتقاد النظام المصري.
وصف أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، نظام أردوغان بالاستبدادي وامتداد للنظم الدينية في العالم التي تعتبر نفسها وصية على الدين ومتحدثة باسم الإله، بالتالي لا تقبل معارضة وتراها نوع من الخروج على الدين يجب مواجهته بالعنف.
وأكد أن التعامل مع التظاهرات بهذا الشكل، سقوط كامل لأردوغان، لأنه انتقد الأوضاع في مصر بسبب تصديها للمظاهرات مع الفارق الكبير، أنها كانت تظاهرات جماعات إرهابية متخمة بالذخيرة، بينما مظاهرات تركيا سلمية، فلم يحمل المتظاهرون إلا رايات سياسية وشعارات نضالية.
وأشار إلى أن انتقاد أردوغان لمصر دليل إفلاس له وتعبير عن غباء سياسي مطلق، لأن أردوغان لا يرى ما يفعله ولا يفهم ما حدود تصرفاته، متصورًا أن العالم يقف ضده لأنه عبقري ليس لأنه مستبد.
وأضاف في الوقت الذي بدأ العالم يدرك فيه أبعاد ما حدث في مصر، بدأ ينظر لتركيا نظرة مختلفة، بأن نظام الحكم استبدادي يلجأ للقوة للسيطرة على إرادة شعبه، مشيرًا إلى أن موقف الغرب إزاء ما يحدث في تركيا انتقائي لا يعتمد عليه، وغالبًا ما يكيل بمكاييل مختلفة.
وتابع، طالما أن النظام الذي يقمع يؤدى وظائفه في خدمة المشروع الغربي، سيتم التغاضي عن تجاوزاته، بانتقادات شكلية لكن في الجوهر لا يوجد موقف حقيقي، وأردوغان جزء عضوي من حلف الناتو والقوى الهجومية للغرب، لذا تنتهي الانتقادات بلا شيء.
وقال جمال أسعد، المفكر السياسي، إن ما حدث في ميدان تقسيم ليست المرة الأولى، لكنه يعبر عن اتجاه متصاعد وحالة من حالات الرفض الشعبي لنظام أردوغان، خاصة أن الأحزاب المعارضة ليست وحدها هي التي تقود المعارضة لكن هناك رجال شرطة تم دفعهم ورجال قضاء تم إقصائهم.
وأوضح أن المعارضة تتضمن كل طبقات الشعب التركي، وذلك نتيجة تصرفات أردوغان، بالإدعاء بديمقراطية مزيفة لا وجود لها.
سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، رأى أن منع "أردوغان" التظاهر في الميادين وغلق الحدائق بتركيا قبل عيد العمال تحسبًا لتظاهراتهم، نوع من الخوف ولد بسبب استبداده وفرض سيطرته على الشعب التركي، مشيرًا إلى أن قمع الحرية والتظاهر في تركيا ليس قاصرًا على ميدان التقسيم فقط، ولكنه طال ميادين أخرى في أنقرة، بشكل يعكس محاولته لفرض سيطرته بالقوة على الشعب التركي.
وأوضح أن هناك التظاهرات دائما تكون الأعنف في تركيا، لأن الشعب التركي يرفض وجود أردوغان وخطته الإصلاحية الوهمية، كما أن تركيا من أكثر الدول التي تعاني من فساد يقوم به الرئيس التركي.
وأضاف أن تلك التظاهرات شارك فيها عمال وموظفين ومواطنين من فئات الشعب التركي الرافض لأدروغان وسياسته، التي عزلت تركيا عن الدول الإسلامية والعربية، لافتا إلى أن قطاع المعارضة زاد في وجه أدروغان خلال الفترة الأخيرة، وهناك حالة من الضعف والهذيان تنتاب الحكومة التركية.
وتعجب "اللاوندي" من صمت جمعيات حقوق الإنسان العالمية التي لم توجه كلمة واحدة لأردوغان على ما حدث أمس، مرجعًا ذلك لأنها تكيل جميع الأمور بميزانين، فتتدخل فقط في شئون الدول العربية والإسلامية، وتصمت أمام تركيا لأنها عضو في حلف الناتو الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية.
وعن تعليق الرئيس التركي على تلك الأحداث، أكد أن أردوغان هو المدافع الأول عن جماعة الإخوان، وتعليقه يكشف عن محاولة فاسدة لإظهار مصر في صورة تشبه بلاده التي تعاني من ديكتاتورية.