رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ًتزامنًا مع الاحتفال بعيد العمال

بالفيديو.. عمال المشروعات الصناعية نواة لـ"ثورة الجياع"

جريدة الدستور

يحتفل العمال اليوم بعيدهم، في جميع أنحاء العالم ، ودائما ما تشهد هذه المناسبة خروج مظاهرات عارمة تحتاج بعض العواصم العالمية للمطالبة بتعديل أوضاعهم المالية.

ولم تكن مصر ببعيدة عن الأوضاع العالمية، حيث طالب عمال شركة المشروعات الهندسية والصناعية في مدينة نصر، بمستحقاتهم المالية المتأخرة منذ 6 أشهر، على الرغم من أن الشركة تعتبر من كبرى الشركات في مجالها، فالعمال ليس لهم مطالب مثل باقي العمل سواء منح أو مكافآت ولكنهم يطالبون فقط بالحصول على مستحقاتهم مما دفعهم للدخول في إضراب مفتوح.

فلم ينظر أحد، للعمال بعين الرأفة، بعد أن تقدموا بالعديد من الشكاوي إلى السلطات المختصة ولكن كانوا يضربون بشكواهم عرض الحائط، ما أدى إلى تشرد 2300 عامل وأسرهم، وأصبحوا بمثابة قنابل موقوتة تهدد بـ "ثورة جياع".

قال إبراهيم حسين بيومى، محاسب وعضو مجلس إدارة بشركة المشروعات الصناعية والهندسية، إن الشركة كانت قطاع عام حتى جاء برنامج الخصخصة في التسعينات وتم اختيارها ضمن الشركات التي طرحت ضمن البرنامج على أنها اكتتاب عام.

وتابع، بأنه عقب خصخصة الشركة تم تشكيل أول مجلس إدارة من اختيار المستثمرين، وقام بعمل ثلاث مراحل للمعاش المبكر وكانت تشمل عام 1999 / 2000 / 2001، وعقب هذه القرارات خرج منها عدد كبير من العاملين وأكثرهم السيدات وكان الهدف منها إعادة هيكلة الشركة.

وأضاف بيومى، أنهم توجهوا إلى الشركة القابضة لحل مشكلتهم ففوجئوا، بأن القابضة لا تمتلك سوى 10 % من الأسهم فقط، مشيرا إلى أن العمال كانوا صابرين على الوضع حتى جاء إليهم محاسب الشركة قائلا: "أنا ماعنديش فلوس أدفعها للناس دي"، وعقب ذلك توجه العمال إلى الكثير من المسئولين وتقديم الشكاوي ولكن كانوا يضربون بها عرض الحائط.

وأوضح بيومى، أن العمال اعتصموا أمام الشركة منذ يوم، الأحد، الماضي وحتى الآن، ولكن فوجئ العمال أمس بشخص يخرج من سيارة أمامهم حاملا سلاحًا ناريًا وأطلق رصاصة كادت أن تودي بحياة أحد العاملين، وعلى الرغم من تمركز عدد كبير من قوات الشرطة بالقرب منهم لم يتمكنوا من القبض عليه.

عمال مصر بلا عيد

" بتقولي النهاردة عيد عمال"‼ بهذة الجملة عبر "محمد أحمد" أحد عمال الشركة عن غضبه استنكاره لما يحدث. وقال، عيد عمال إيه اللي يشرد العيال، مبقاش فيه عيد عمال"، مضيفا، أنه كان يهتف أمس أثناء اعتصامهم قائلا "شرد شرد في العمال.. ولع ولع في العمال.. واسمه عيد عمال"، مؤكدا أن الشركة ساهمت في العديد من إنشاء المشاريع الكبرى كمحطات كهرباء وغيرها.

وروى "أشرف عبد السلام"، أحد العاملين، الأضرار التي وقعت عليه نتيجة عدم صرف مستحقاته المالية منذ 6 شهور، قائلا "أنا غضبت مراتي وقعدت عيالي من المدارس وبقيت ببات في الشغل"، مضيفا أن الأوضاع تدهورت مع بعض الأشخاص الأخرى ووصلت إلى حد الانتحار، حيث أكد أن أحد العاملين حاول الانتحار من الطابق السابع، ولكن ما أنقذه أنه دخل في غيبوبة الكبد.

"هو مفيش عيشه كريمة للإنسان في البلد ديه، ده في ناس مربية الكلاب وبتربيها أحسن مننا".. هذه الكلمات ترددت على لسان أحد العاملين والدموع تتساقط من عينيه، حيث إنه مريض بالكبد ولم يتلق العلاج بسبب عدم امتلاكه المال، ولم يستطع الذهاب إلى منزله لأنه يدين لأشخاص بالمال ولا يقدر بالسداد، مضيفا أنهم يعاملون معاملة سيئة من قبل إدارة الشركة قائلا "ما يروحوا يضربونا ويعدمونا بالنار في ميدان عام أحسن"، مناشدا الرئيس السيسي أن ينظر لهم بعين الرأفة ويحل مشكلاتهم.

وأضاف على عقاب أحد العاملين، أن القروض من ضمن المشاكل التي يعاني منها العمال بسبب عدم صرف مستحقاتهم المالية، حيث إنه هناك العديد من العمال الحاصلين على قروض من البنوك ولم يدفعوا القسط منذ شهر نوفمبر وحتى الآن، ومعرضين لدخول السجن.

وعلق على قرار إحالة أي عامل للمعاش المبكر في حال مشاركته في أي اعتصام، بأنهم لا يعطلون مصالح المواطنين أو المؤسسة حتى ينطبق عليهم القرار وهم حريصون على سير حركة العمل قائلا "اللي هيعطل مصالح المواطن أو الشغل أثناء الاعتصام أنا هدبحه".

وتابع عقاب، أنه يحذر الرئيس السيسي من تشرد حوالي 2300 عامل من الشركة، وإذا لم تحل مشكلتهم سيضربون عن الطعام، وبذلك هم بمثابة قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت، مضيفا أنه من الممكن قدوم ثورة جديدة وهي "ثورة الجياع".