رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عيد العمال".. تضحيات ودماء خلّدها الاحتفال

جريدة الدستور

"يوم الانتصار .. رمز الكفاح والصمود من أجل لقمة العيش.. يوم التذكير بحقوق وواجبات الطبقة الكادحة والحفاظ علي كرامة العاملين" العديد من الرسائل يحملها الأول من شهر مايو من كل عام، في ذكري الاحتفال بعيد العمال.

بداية الفكرة:

بدأت فكرة "عيد العمال" في 21 من أبريل بأستراليا عام 1856، إضافة إلى اختياره كيوم للاحتفال في الذكرى الثانية لقضية هايماركت 1886، تلك الواقعة التي فتحت فيها الشرطة النار على أربعة من المضربين وقتلتهم، ليتجمع حشد كبير من الناس في ساحة هايماركت، في اليوم التالي، وظل الحدث سلمياً إلى أن تدخلت الشرطة لفض الاحتشاد، ألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً.

حادث "هايماركت" كان مصدرا لغضب الناس في أرجاء العالم، وفي السنوات التالية، ظلت ذكرى شهداء "هايماركت" في الذاكرة ضمن العديد من الإجراءات والمظاهرات الخاصة بالأول من مايو.

وتم الاحتفال بأول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية في الخامس من سبتمبر، عام 1882 في مدينة نيويورك، وفي أعقاب وفاة عدد من العمال على أيدي الجيش الأمريكي عام 1894، وضع الرئيس جروفر كليفلاند تسويات مصالحة مع حزب العمل باعتباره أولوية سياسية عليا.

وخوفاً من المزيد من الصراعات، تم تشريع عيد العمال وجعله عطلة وطنية من خلال تمريره إلى الكونجرس والموافقة عليه بالإجماع، فقط بعد ستة أيام من انتهاء الإضراب.

كما يعود أصل الاحتفال بهذا اليوم، إلى النزاعات العمالية في شيكاغو، التي كانت تستهدف خفض ساعات العمل في هاميلتون في الحركة التي تعرف بحركة "الثمان" ساعات، ثم في تورونتو في 1886، مما أدى إلى ظهور قانون الاتحاد التجاري.

وفي عام 1869 شكل عمال صناعة الملابس بـ"فيلادلفيا" وبعض عمال صناعة الأحذية والأثاث وعمال المناجم، في أمريكا، منظمة "فرسان العمل" كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل، واتخذ من 1 مايو يوما لتجديد المطالبة بحقوق العمال.

وفي عام 1889، أَعلن مؤتمر الأحزاب الاشتراكية العالمية الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس تأييده لمطالب حركة العمال في الولايات المتحدة الأمريكية التي نادت بتحديد وقت العمل بثماني ساعات فقط، حيث اختار المؤتمر أول مايو 1890 لتنظيم مظاهرات تأييداً لهذا القرار.

ومنذ ذلك التاريخ أصبح أول يوم من مايو إجازة باسم عيد العمال في كثير من دول العالم، تقوم الحكومات ومنظمات العمل بتنظيم استعراضات وإلقاء خطب وأنماط احتفالية أخرى فيه تكريما للفئات العاملة.

شكل الاحتفال بعيد العمال:

شكل الاحتفال بعيد العمال، تم إيجازه في المقترح الأول للعطلة: مسيرة تعرض في الشارع للجمهور، حيث "قوة وروح العمل الجماعي لدى المنظمات التجارية والعمالية"، يلي ذلك احتفال للعمال والأسر.

كما ظهرت الخطابات في وقت لاحق لرجال ونساء متميزين، لتأكيد مكانة العطلة الاقتصادية والمدنية، وفي وقت لاحق، وبموجب قرار من الاتحاد الأمريكي لاتفاقية العمل عام 1909، تم اعتماد يوم الأحد الذي يسبق عيد العمال كأحد العمل وتم تكريس جوانبه الروحية والتربوية للحركة العمالية.

ووفقاً للتقاليد، يتم الاحتفال بعيد العمال من قبل معظم الأميركيين، كرمز لبداية فصل الصيف، وتعد العطلة غالباً كيوم للراحة والمسيرات أو المواكب، والخطب أو المظاهرات السياسية هي أكثر خضوعاً للقيود عن الاحتفالات بالأول من مايو كعيد للعمال في معظم البلدان، وعلى الرغم من أن الأحداث يتم تنظيمها من قبل منظمات العمال، إلا أن في كثير من الأحيان يتم عرض مواضيع سياسية من قبل المرشحين للمناصب، وبخاصة في السنوات الانتخابية.

الاحتفال بعيد العمال

تحتفل روسيا في 1 مايو بعيد الربيع والعمل الذي أصبح عيدا رسميا في روسيا بعد ثورة أكتوبر عام 1917، وكان يسمى هذا العيد في الحقبة السوفيتية بيوم التضامن العمالي العالمي كباقي دول العالم، لكن تم تغيير اسمه في روسيا عام 1997 إلى عيد الربيع والعمل.

أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها تحتفل بعيد العمال في أول يوم اثنين في شهر سبتمبر من كل سنة.

وعادت تركيا رسميا بعد 30 سنة من الحظر، للاحتفال بعيد العمال إثر الأحداث المأساوية التي شهدتها عام 1977 عندما احتشد قرابة 500 ألف عامل تركي في ساحة تقسيم بمدينة اسطنبول وتم إطلاق النار عليهم، مما أسفر عن مقتل 36 شخصا.

ورغم الصبغة الرسمية لعيد العمال، إلا أن العديد من البلدان تجابهه بالحظر والمنع بالقمع، إذ قررت السلطات التركية منع النقابات العمالية من الاحتفال بعيد العمال في ميدان تقسيم الشهير وسط اسطنبول تحسبا من تحول الاحتفالات إلى مظاهرات ووقفات احتجاجية.

كما يعتبر الأول من مايو يعد إجازة رسمية في كل من البحرين، مصر، ألبانيا، أرمينيا، الأرجنتين، الجزائر، أوروبا، النمسا، بنغلادش، بيلاروسيا، بلجيكا ، البوسنة، البرازيل، بلغاريا، الكاميرون، تشيلي، تونس، كولومبيا ، الصين، كرواتيا، كوبا، فلسطين، قبرص، التشيك، الإكوادور، السلفادور، فرنسا.

كما تحتفل به في نفس اليوم أيضا: ألمانيا، اليونان، جواتيمالا، الهند، العراق، إيطاليا،إسرائيل، ساحل العاج، الأردن، كينيا، ليبيا، لبنان، ليبيا، مقدونيا، ماليزيا، مالطا، المكسيك، المغرب، موريتانيا، نيبال، نيجيريا، كوريا الشمالية، النرويج، باكستان، بنما، بولندا، الفلبين، البرتغال، رومانيا، روسيا، سنغافورة، كوريا الجنوبية، جنوب أفريقيا، إسبانيا، السويد، سوريا، تايلاند، تركيا، أوكرانيا، اليمن.