رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آن أوان الدعم النقدى يا سادة


الكروت الذهبية فهى مفسدة كبرى ولا أى فرن يصرف لأى مغترب ولا رغيف واحد مدعم دون البطاقة ومع ذلك مع كل صاحب فرن كارت ذهبى يضيف لحسابه ما بين خمسة آلاف وحتى ألفى رغيف يومياً دون وجه حق وهى حرام حرام وبعلم الوزير.

فى لقاء لنا هذا الأسبوع مع الجماهير فى إحدى قنوات التليفزيون المصرى الحكومية للحديث عن التحول إلى الدعم النقدى أو الإبقاء على الدعم العينى على السلع الغذائية أو النظام المسخ الحالى الذى يجمع بين الدعمين، فللفرد خمسة عشر جنيها من السلع التموينية على البطاقات لكن بشرط أن تشتريها من البقال التموينى دون غيره وأن تعطيه ربحاً فورياً وخصماً 10% على السلعة وجنيهين على كل بطاقة تموين فى نظام فاسد ومفسد يأخذ من المال العام للدولة ويعطيها للتجار سحباً من جيوب الغلابة الخاوية ومن بصلة الفلاح وقطعة جبنته. فى هذا اللقاء فتحوا الاتصالات التليفونية مع عشرات المواطنين من جميع المحافظات قبلى وبحرى وكان الإجماع ساحقاً ومفاجئاً للتحول للدعم النقدى والمناداة بإنقاذهم من هذا النظام الفاسد المفسد الذى وضعه وزير التموين الحالى. قال أحد المتصلين: «نبوس أيديكم أدونا الفلوس ونشترى إحنا براحتنا سواء السلع التموينية أو الخبز وأنقذونا من الفساد الحالى فالرغيف أصبح أسوأ من مثيله من قبل فلا وزن مضبوط ولا استدارة ولا نوعية ولا دقيق جيد والأفران والمطاحن جمعت الملايين من الأموال الحرام، وبيسرقونا عينى عينك!! نروح نصرف عشرين رغيف نلاقيها متسجلة خمسين؟! نرجع للفرن يقول النظام والماكينات صينى وخربانة! وأحياناً وحياتك العشرين رغيف يتسجلوا مائتى رغيف ونصرخ بأعلى صوت ولا مجيب فالوزير وموظفوه مع الأفران ضد الفقراء والغلابة، وبعد ماكان الصرف لغاية الساعة ستة بالليل أصبح الآن حتى الثالثة عصراً لأن نظام الصرف بالماكينة الإلكترونى يفسد ويعطل بعد الساعة الرابعة عصراً، وكمان الطوابير رجعت ثانى بشدة بسبب تكرار عطل الماكينات فى الأفران، ونسيب الفرن العطلان ونروح غيره نلقاه عطلان أيضاً فى حين أن المحافظات التى لم تطبق هذه المنظومة أكثر راحة وبلا طوابير ولا زحام ولا مغالطات وسرقة يومية. ضيف على كده كمان أن بطاقات الخبز تباع علناً أمام الأفران بمائة جنيه للبطاقة والسريحة بتوع رغيف الرصيف بيصرفوا بيها الرغيف المدعم بشلن ويبعونه بثلاثين قرشاً على الرصيف، أما الكروت الذهبية فهى مفسدة كبرى ولا أى فرن يصرف لأى مغترب ولا رغيف واحد مدعم دون البطاقة ومع ذلك مع كل صاحب فرن كارت ذهبى يضيف لحسابه ما بين خمسة آلاف وحتى ألفى رغيف يومياً دون وجه حق وهى حرام حرام وبعلم الوزير.

أما فى السلع التموينية فقد كان الإجماع على التحول للدعم النقدى كاسحاً كاشفاً لفساد غير مسبوق، فقد قال أحد المتصلين إن الوزير حرم الغلابة فى شهر رمضان الماضى من السلع التموينية كلها وهو شهر الاحتياج الأقصى للفقراء لهذه السلع بسبب تسرعه فى تطبيق منظومة غير مدروسة ولم يخزن لها احتياجاتها من الزيت والسكر والأرز وبالتالى عاش الفقراء شهراً فضيلاً غاية فى البؤس بسبب هذا الزفت المسمى الدعم السلعى، وفى أزمة الزيت الحالية ليس من المستبعد أيضاً أن يحرمنا الوزير من الزيت أو الأرز فى رمضان المقبل بعد أقل من شهرين ليروج لزيوت التجار، ولو كان الدعم النقدى مطبقاً لاشترينا ما نستحقه من الغذاء من محلات الجملة ونصف الجملة وهى أقل سعرا وبمراحل من السلع التموينية!! تصور يا أستاذ – هكذا قال المتصل- برطمان الصلصة أبو اثنين جنيه ونصف عند البقال التموينى بثلاثة ونصف وبأربعة يعنى بيسروقوا الدعم منى عينى عينك لأ يا سيدى أعطونى فلوسى وأنا أشترى بيها من الأماكن التى تعطينى تخفيضات وتجذبنى إليها.

متصلة قالت: يا دكتور السلع التموينية دلوقتى إذعان واستغلال، نروح للبقال التموينى يقول مافيش زيت ولا أرز خدوا تونة ومسحوق غسيل وبرطمانات صلصة صايصة!! نعمل بيهم إيه وعيالنا جعانة وفى أنتظار الأرز والزيت أليس هذا استغلالاً؟! هل لوكان الدعم نقدياً ألم يكن هذا البقال سيوفر كل احتياجاتنا حتى يضمن شراءنا منه للسلع الغذائية فيستفيد ونستفيد؟!

يا كل هؤلاء وياحضرات المسئولين لقد جاء أوان الدعم النقدى وإلغاء وزارة التموين أسوة بوزارة الإعلام والتى أُنشئت منذ الحرب العالمية الثانية وكلبشت ولا تريد أن تحل عن سمانا وليس لها مثيل فى العالم على الأقل تحمينا من فشر والادعاءات الكاذبة لأمثال هذا الوزير!! هل تتذكرون الفرخة أم خمسة وسبعين وكيلو اللحمة أبو جنيه هل طبقت على أرض الواقع؟! هل تتذكرون الوعد باستقبال قمح هذا العام فى الشون الأفقية والذى لم يحدث؟ هل تتذكرون تحويل زيوت القلية إلى وقود حيوى؟ هل تتذكرون مدينة السياحة والتسوق وشراء القمامة من الشقق؟! وعود بلا رابط أو ضابط ولا أحد يحاسب أو يقول عيب واختشى.

كلية الزراعة جامعة القاهرة