رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيران.. إسرائيل جديدة


إن سلوكيات الفاشية والطمع واحدة هى : الاغتصاب، والعدوان، والتآمر، والاحتلال، والتعاون والولاءات المتغيرة بتغير المصالح والتى هى دائماً ذات وجوه متعددة، وإسرائيل منذ وجدت وهى تبحث عن حليف يقاسمها كره العرب، والعمل ضد مصالحهم ، ولا شك أن إسرائيل وجدت ضالتها فى إيران حيث إن كلاً منهما يسعى لتدمير وتفتيت العرب، وكلاً منهما يسعى لتكوين إمبراطورية زائفة على أنقاض الدول العربية، وكلا منهما نَعِم بتخاذل العرب وعدم قدرتهم على الاتحاد والدفاع عن مصالحهم .

وكما أن إسرائيل احتلت فلسطين عام 1948م، وأكدت هذا الاحتلال عام 1967م، وظلت تعربد، وتخرب، وتقتل، وتشرد، وتبنى المستعمرات دون حسيب أو رقيب، وهى تسعى بجميع الوسائل لتكوين إمبراطورية صهيونية تسمى إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، كذلك فعلت إيران فقد احتلت الأرض العربية بداية عندما احتلت منطقة عرب ستان عام 1925م، ثم عندما احتلت جزر دولة الإمارات العربية الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى منذ العام 1971، وهى الآن تعربد فى سوريا والعراق وتمارس جميع الجرائم التى مارستها إسرائيل من قبل، وقد تصاعد الخطر والتهديد الإيرانى ليهدد بقاء الدول العربية، ويشمل جميع المستويات والصعد داخل المجتمعات العربية مشجعاً، ومحرضاً، ومسوقاً، وممولاً، ومرشداً، ومنظماً للتعصب المذهبى والكراهية والفرقة والحقد ، ونشر ثقافة ولاية الفقيه الهادفة إلى إسقاط الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية على أنقاضها، وفى سبيل تحقيق ذلك تسللت الخلايا المخابرتية والميليشياوية التابعة مباشرة للحرس الثورى الإيرانى فى كل من سوريا، ولبنان، والبحرين، والكويت، والسعودية، ومصر، والأردن، والسودان، والعراق، وقطاع غزة، والضفة الغربية، وهيمنة إيران على مصادر تمويل وقرار وتسليح منظمة حماس واختطفت قضية العرب الأولى فلسطين .

وبالتالى يجب أن يعلم مفكرو، وساسة، وقادة، وحكّام كل الدول العربية، أن المشروع الفارسى المذهبى العسكرى، والتوسعى، الساعى لتصدير ثورة الخمينى بالقوة والإرهاب، وإلى امتلاك السلاح النووى وكل أنواع السلاح التقليدى الهجومى من صواريخ وغواصات وطائرات وغيرها، هو مشروع أولاً وأخيراً يستهدف ويهدد دولهم ومجتمعاتهم وأنظمتهم وثقافتهم وشعوبهم شأنه فى ذلك شأن إسرائيل، فإيران حقيقة هى إسرائيل جديدة.