رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في 2015 لم تزل هناك قرية في مصر معزولة عن العالم الخارجي

جريدة الدستور

واحة "أم الصغير" ‬التابعة لمركز ومدينة سيوة بمحافظة مطروح، ما زالت تعيش في القرون الوسطى، ولا تمت بصلة إلى العالم الذي يحيط بها، يسكن الفقر بيوتها،‮ ‬ وتراه مرسومًا ‬على وجوه أهلها،‮ ‬حيث لا طبيب ولا دواء‮ ولا كهرباء ولا إنترنت، مع الانعدام الكامل لأبسط الخدمات.

انقطاع شبكة المحمول هي علامة الوصول إلى الواحة، والانعزال التام عن العالم، بعد قطع مسافة 150 كم من مدينة مطروح، ومثلها تقريبًا من نقطة "بئر النص" في اتجاه الواحة، بشرط أن تحصل على تصريح دخول، حيث نقاط التفتيش التابعة للقوات المسلحة.

واحة الجارة "أم الصغير" هى أصغر قرية مصرية، حيث يصل عدد سكانها إلى حوالي 600 نسمة ومساحة 135 كيلو متراً مربعاً، وتحوى حوالي 105 منازل جميعها من الطين ومادة الكرشيف مغطاة بشرائح من الطاقة الشمسية تستخدم لإنارة البيوت، المسقوفة بجريد النخيل.

يقول عبد الله جمعة، مزارع 54 عامًا، وأحد سكان الواحة، أنه يوجد طبيب ولا مستشفى ، فقط توجد سيارة إسعاف، والبلح والزيتون هما المحصولان الوحيدان اللذان تنتجهما الواحة، وتوجد مدرسة واحدة للتعليم الأساسي بها حوالي 120 تلميذًا وتلميذة.

يضيف خالد نصر، مدرس بالواحة، أن اتصالك بالعالم ينقطع وأنت في الطريق إلى الواحة، وعليك ألا تفكر في الاتصال بأحد، وأن تحتفظ بهاتفك في الحقيبة حتى العودة بعد أسبوع على الأقل، لعدم وجود شبكة محمول، ويوجد جهاز تليفون أرضي واحد يستخدمه أهالي الواحة، وجهاز ثريا يستعمل في طلب الإسعاف في حالة الطوارئ أو الاتصال بالخارج.

ويؤكد سامي محمود، مدرس، ‬لكي تصل إلى "قارة أم الصغير" تحتاج 3 ساعات بالأتوبيس، منها ساعة ونصف من مطروح، وعقب ذلك تستقل سيارات القوات المسلحة مع جنود الجيش بطريقة ودية لكي تصل الواحة على بعد أكثر من 120 كم، ويحتاج الأمر قبلها الحصول على تصريح من الجهات العسكرية، وهو أمر يتم من المخابرات في واحة سيوة. ‬

ومنذ أعوام قرر محافظ مطروح الأسبق اللواء أحمد حسين، تخصيص سيارة إسعاف بواحة الجارة، لنقل المرضى إلى مستشفى مرسى مطروح ، ومع ذلك تصعب عملية الإسعاف لطول المسافة، وبخاصة الحالات الحرجة.