رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم عيسى: السعودية "منبع الإرهاب والتطرف".. وإعلام المملكة: "مفيش فلوس يا حبيبي"

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى

رغم هدوء العلاقات المصرية السعودية، إلا أن "كلمة واحدة" قد تفجر أزمة بين البلدين، في ظل الهجوم الذي يخرج من قبل الإعلام المصري مستهدفًا المملكة العربية السعودية من آن إلى آخر، فأصبحت شغلة الإعلام الشاغل هي هدم العلاقات المصرية مع دول الجوار.

"السعودية منبع للإرهاب والتطرف" جملة قالها الإعلامي "إبراهيم عيسى" خلال برنامجه "30/ 25" على فضائية "أون تي في"، فجّر من خلالها أزمة مثيرة للجدل بين الإعلام المصري والسعودي، تعددت أطرافها ما بين الهجوم وإلقاء التهم السياسية، التي أفضت إلى وجود أزمة كبيرة في الإعلام السعودي.

كان هجوم حاد قد شنه "عيسى" في حلقته أول أمس، حول الأزمة السورية وانتقاده كلمة وزير الخارجية السعودي "سعود الفيصل"، الذي شن هجومًا على رسالة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في القمة العربية بشأن الملف السوري، ومطالبة السعودية وقطر بعدم رحيل الرئيس السوري "بشار الأسد عن الحكم"، فخرج "عيسى" يقول إن تمويل الجماعات الإرهابية في سوريا كان على يد "السعودية وقطر" الداعمين الكبار للإرهاب في الشقيقة سوريا.

ولم يكتف بذلك بل قال الإعلامي إن السعودية وقطر قاموا بتمويل جماعات تابعة للقاعدة وداعش، وما تشده سوريا ما هو إلا إرهاب قطري سعودي، لذلك هي متمسكة بالحل السياسي ورافضة لرحيل الأسد، الذي لم يعد المستبد الوحيد في الوطن العربي.

وتابع عيسى، أن السياسة الهادئة التي تتبعها السعودية وقطر تجاه سوريا فشلت فشل ذريعًا، وإن كانت قوات الأسد تقتل في الشعب السوري، فإن أموال دول الخليج العربي -على رأسهم قطر والسعودية- تشارك في عمليات القتل بدورها.

وواصل "عيسى" هجومه بقوله: "عايزين إيه تاني من الشعب السوري، اللي قطعته قوات الأسد، والأموال السعودية القطرية والدعم الخليجي والإرهابيين اللي مولتهم قطر وتركيا والمعارضة".

كما اتهم "عيسى" السعودية أنها تتبع الفكر الوهابي الذي يحض على الإرهاب، وأن المؤسسات الدينية بالسعودية وفتاوى "ابن باز" التي تمنع قيادة المرأة هي من تدعم الإرهاب في الدول العربية، وغالبية الإرهابيين ومفجري أنفسهم في العراق وسوريا هم من السعوديين.

المعركة التي بدأها عيسى، تبعها ردود أفعال عنيفة حتى من قبل الإعلام المصري، كان على رأسهم الإعلامي "خالد أبو بكر" مقدم برنامج "القاهرة اليوم"؛ حيث شن بدوره هجومًا كبيرًا على "إبراهيم عيسى".

وبدأ هجومه بعرض تصريحات على جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية تحت عنوان "العداء السعودي ضد روسا يجعل مصر عالقة في المنتصف" عرض خلاله أن هناك أزمة سعودية مصرية أوشكت على الاقتراب بسبب المواقف المتعارضة بشأن سوريا وروسيا على السواء.

وهاجم عيسي قائلًا: "مش أي حد يقول كلمتين في الإعلام، مهما كان حجمه الثقافي، نسمع له، مش هسمح لأي حد أنه يبوظ العلاقات المصرية السعودية سواء إعلام أو غيره".

كذلك رجل الأعمال المصري "نجيب ساويرس" دخل في إطار اللعبة؛ حيث رفض هجوم "عيسى" على المملكة العربية السعودية، وكتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لا أوافق على أي تجاوز في حق المملكة لأنهم أهلنا".

كما أصدرت قناة "أون تي في" لصاحبها "نجيب ساويرس" بيانًا، رفضت فيه ما تردد عن إهانة القناة للسعودية، وأكدت أنها تكن كل التقدير والاحترام للسعودية، وأنها لا تسمح ولا توافق على أي تجاوزات ضد أشخاص أو دول تقدر دورهم على المستوى العربي والإقليمي.

ونفت القناة ما تم تداوله بشأن تجاوزها ضد المملكة، وأنها تكن كل التقدير والاحترام للسعودية شعبًا وحكومة وملكًا، وأنها لا تسمح ولا توافق بأي تجاوزات ضد أشخاص أو دول تقدر دورهم على المستويين العربي والإقليمي.

أما الإعلام السعودي فلم يهدأ بدوره عن تلك التجاوزات، فخرج الناشط "أسد أبو فهد" السعودي موجهًا سؤالًا للمهندس "ساويرس" على صفحته بموقع "تويتر" قائلًا: "أخ نجيب ربما سترد على كلامي أن تقول لديك حرية إعلام، ولكن ما يفعله إبراهيم عيسى يشوه المحبة والأخوة بين المملكة ومصر، وهل هذه حرية إعلام؟!".

فكان رد "ساويرس" عليه: "لم أطلع على الحلقة وطلبت نسخة وأوعدك بالتعليق بعد رؤيتها، وأنا لا أوافق على أي تجاوز في حق المملكة لأنهم أهلنا".

كذلك المعارض السعودي، "كساب العتيبي" كتب بدوره على صفحته بموقع "تويتر": "بعد كلمة الفيصل بدأ إعلام الـ CC وخاصة "أبو حمالات" إبراهيم عيسى يستهزئ إلى حد الشتم بالموقف السعودي، لا تسامُح في وقت الحرب".

أما الكاتب السعودي "صالح الشيحي" أفرد أحد مقالاته بجريدة "الوطن" السعودية ليدير من خلالها معركة ضارية ضد ما قاله "عيسى" تحت عنوان "مفيش فلوس"، وجه فيه رسالة للإعلامي المصري بقوله: "إبراهيم عيسى وعلى بلاطة يريد فلوس والأغنية تقول مفيش فلوس يا حبيبي مفيش فلوس، وتساءل هل تراه فات عليه أننا الصوت الأعلى والأقوى ولسنا من رواد سوق النخاسة الإعلامية؟".

وتابع هجومه بقوله: "كنت دومًا أحرص على تجاهل هذه النوعيات الرديئة من الكائنات الحية فالعرب تقول لا تجادل الأحمق فيخطئ الناس في التفريق بينكما، فأجمل طريقة للتعامل مع هذه الكائنات من واقع تجربة هو التجاهل طالما أنك تعرف غايته فدعه ينبح، فالزمن لا يرجع إلى الوراء، ونباح الكلاب لا يمكن أن يغير".

وأضاف أن وزير الخارجية السعودي رجل محترم لكن "إبراهيم عيسى" لا يفهم تلك الكلمات فيجب أن ينزل الرجال منازلها، واختتم الشيحي مقاله وهو الأعنف على الإطلاق بقوله: "مرة أخرى أقول للفهلوي إبراهيم عيسى مفيش فلوس يا حبيبي مفيش فلوس".

"جمال خاشقجي" كاتب سعودي بارز ومقرب من دوائر السعودية لم يقف مكتوف الأيدي أمام ذلك التراشق الإعلامي، فوصف ما قاله "عيسى" بالتجاوزات غير المقبولة في حق المملكة العربية السعودية.

وكتب "خاشقجي" على صفحته بموقع "تويتر": "تجاوزات الإعلامي المصري إبراهيم عيسى على المملكة والأمير سعود الفيصل أمر يستلزم تدخلًا، لو كان الإعلام هناك حرًا لما قلت ذلك ولكنه إعلام النظام".

كان مربط الفرس الذي دخل من خلاله الإعلامي "يوسف الحسيني" إلى ذلك؛ حيث شن هو الآخر هجومًا مضادًا على الإعلامي السعودي "جمال خاشقجي"، وحذره من الدخول في صدام مع الإعلام المصري.

فقال في إحدى حلقات برنامجه "السادة المحترمون": "لا تدخل في مكايدة كلامية لأنك مش هتتحمل على الإطلاق أي هجوم من أجدد صحفي في مصر وأنت تعلم جيدًا أن تجربتك معانا صعبة قبل كدة".

وأضاف "الحسيني": "الإعلام المصري إعلام حر ومستقل ومش إعلام النظام، لأنك إنت اللي إعلام النظام خليك في نفسك وتفرغ لمقالاتك".