رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التيليجراف: إبرام اتفاق نووي مع إيران يعني هبوط أسعار النفط إلى 20 دولار للبرميل

جريدة الدستور

اعتبرت صحيفة "التيليجراف" البريطانية أن انهاء العقوبات الإقتصادية على طهران يمكن أن يغير قواعد اللعبة في سوق النفط العالمي، موضحة ان في حال التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن ينخفض سعر البترول إلى 20 دولارا للبرميل.

وأشارت الصحيفة البريطانية على موقعها الإلكتروني الى ان رحلات الطيران ما بين طهران ودبي كانت تعج بالمديرين التنفيذيين للشركات الغربية خلال الأشهر الأخيرة قبل الرفع المحتمل للعقوبات الاقتصادية على طهران.

ولفتت الصحيفة إلى أن إيران – التي من المحتمل أن تكون واحدة من أكبر الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط - جمدت من قبل الغرب بسبب رفضها التخلي عن طموحاتها لتصبح قوة نووية.

ولكن التوصل إلى اتفاق ملزم من شأنه أن يخرج إيران من عزلتها يبدو قريب الحدوث، وذلك مع قرب توصل المفاوضين إلى شروط خلال المحادثات التي تعقد في لوزان، سويسرا حاليا.

وأوضحت الصحيفة أن من حيث السلع، فإن أكبر الأثر يتعلق باستئناف العلاقات الاقتصادية الطبيعية مع إيران الأمر الذي من شأنه أن يفتح صناعة النفط، لافتة الى أن طهران التي تعتبر عملاق نفطي نائم تم منعها من دخول الأسواق الدولية وحرمت من الحصول على التكنولوجيا الرئيسية والاستثمار الذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة هائلة في قدرتها على إنتاج النفط والغاز اذ تحتل إيران المرتبة التاسعة من حيث الاحتياطيات النفطية المؤكدة في العالم والتوصل إلى اتفاق نووي يمكن ان يفتح حقولها للاستثمار الأجنبي ويحتمل أن تتسبب في تغيير اللعبة في هذه الصناعة.

وأضافت الصحيفة أنه مع استمرار تعرض اسعار النفط للضغط من ما يقدر بحوالي مليوني برميل نفط يوميا من فائض العرض الذي يتم ضخه في الأسواق بجميع أنحاء العالم، فإن أي زيادة كبيرة في الإنتاج الإيراني ستؤدي بسهولة إلى إنهيار آخر في الأسعار.

وأشارت الصحيفة إلى أن سعر برميل النفط الخام انخفض منذ يونيو الماضي ليصل إلى 50 دولارا للبرميل ولكن ابرام اتفاق في لوزان لإعادة إيران مرة أخرى إلى المجتمع الدولي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى مزيد من انخفاض الاسعار الى نحو 20 دولارا للبرميل، لافتة إلى أنه قبل محادثات لوزان، قال وزير النفط الايراني بيجان نامدار زانجانه أن بلاد يمكنها بسهولة زيادة الإنتاج بحوالي مليون برميل يوميا في غضون أشهر من رفع العقوبات.

ووفقا لشركة بريتيش بتروليوم، فإن إيران كانت قادرة على ضخ أكثر من 4 ملايين برميل يوميا في عام 2011. وعلى الرغم من احتياطيات ايران الكبيرة من النفط والغاز فإن بعض المحللين يشككون في قدرة البلاد على زيادة الانتاج بشكل كبير خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن.

وقال تشارلز روبرتسون، كبير الاقتصاديين في رينيسانس كابيتال: "انه بعد سنوات من الاستثمار المنخفض، فإننا نشك في أنه يمكن لإيران أن تغرق فجأة الأسواق العالمية بالنفط: آخر مرة أنتجت أكثر من 4ر4 مليون برميل- التي انتجتها في عام 2011 -كان في عام 1978.

ومن جانب آخر أشارت الصحيفة إلى أن هناك عائقا كبيرا واحدا أمام حدوث زيادة كبيرة في انتاج النفط الايراني وهو عضويتها في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).. التي تسيطر على ثلث إمدادات النفط في العالم، وتحافظ على نظام للحصص سيتعين على طهران أن تتفاوض بشأنه، مستبعدة احتمال أن تكون المملكة العربية السعودية على استعداد لدعم أي زيادة في الصادرات الإيرانية، وهو ما سيؤدي الى توتر الاجواء في اجتماع وزراء المجموعة في فيينا في يونيو المقبل. وبحلول ذلك الوقت قد يتم بالفعل بيع برميل النفط مقابل 20 دولارا.