رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علاقات مصر بقطر: ما فرقه الإخوان.. جمعة "الحوثيون"

السيسي وتميم
السيسي وتميم

"جماعة الإخوان الإرهابية" كانت أهم الأسباب التي أدت إلى توتر العلاقات المصرية القطرية في الفترة الأخيرة، ولاسيما عقب سقوط الرئيس المعزول "محمد مرسي"، فكان الدعم الكامل الذي لاقته الجماعة من قبل قطر ووصفها في الوقت نفسه ثورة 30 يونيو المصرية بالانقلاب، أدى في النهاية إلى وصل تلك العلاقات إلى طريق مسدود، أعادت "عاصفة الحزم" التي استهدفت جماعة "الحوثيين الإرهابية"، فتحه من جديد.
فتلك هي المصالح السياسية التي أصبحت تحرك مواقف الدول وتحدد شكل العلاقات بينهم، حيث بدأ ذلك التوتر على يد جماعة الإخوان الإرهابية عقب ثورة 30 يونيو وسقوط المعزول واتهامه و10 آخرين من كوادر وأعضاء جماعة الإخوان، بالتخابر مع دولة قطر عبر تسريب وإفشاء وثائق ومستندات، صادرة عن أجهزة سيادية كانت بحوزة مؤسسة الرئاسة، تتعلق بالأمن القومي والجيش.
وتلاها رد قطري عنيف أوضح أن السلطة القطرية تدعم كوادر الإخوان بشكل كبير، حيث وصف وزير خارجية قطر "خالد العطية" اتهام المعزول محمد مرسي بالتخابر مع قطر بأنه "كارثة"، مؤكدًا أن بلاده لا تدعم الإخوان المسلمين بلد تدعم مصر، جاء هذا في حوار مع جريدة "الحياة" الدولية.
"اعتبار مصر جماعة الإخوان إرهابية" كانت المحطة الثانية التي سجلت بها جماعة الإخوان بصمة أخرى لها في توتر العلاقات بين البلدين، حيث أطلقت وزارة خارجية قطر بيان انتقدت فيه القرار المصري في ديسمبر اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
وللمرة الثالثة كانت جماعة الإخوان هي السبب الرئيسي أيضًا في توتر العلاقات المصرية القطرية، حينما أعربت الدوحة عن دعمها لجماعة الإخوان، ورحبت باستضافة قياداتها؛ ما دفع الدولة المصرية، لسحب سفيرها من الدوحة.
كما أن احتضان الدوحة للشيخ يوسف القرضاوي، المعروف بتأييده المطلق لجماعة الإخوان الإرهابية بشكل غير مباشر، أضاف توتر جديد في العلاقات المصرية القطرية.
وفي سبتمبر الماضي، قررت الدوحة إبعاد عدد من قيادات الإخوان، من بينهم عمرو دراج، وزير التخطيط المصري السابق والقيادي بحزب الحرية والعدالة، ومحمود حسين أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، وجمال عبد الستار القيادي بالجماعة، وحمزة زوبع المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، وعصام تليمة القيادي بتحالف دعم الشرعية، بالإضافة إلى الداعية وجدي غنيم.
وجاءت من بعدها أزمة جديدة وهي إعلان قطر ترحيبها بعودة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية التى كانت قد غادرت قطر، في خطوة دلالية على أن قطر تدعم الإرهاب وتدعم قيادات الجماعات الإرهابية وتوفر لهم ملاذًا آمنًا بعيد عن الملاحقات القضائية المصرية.
وجاء الدور بعدها على قطر كي تقدم على نفس الخطوة وتعلن سحب سفيرها لدى مصر"سيف بن مقدم البوعينين" على اختلاف الأسباب، فكان تلك المرة للتشاور على خلفية تصريح مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية.
اتهم فيه الدوحة بدعم الإرهاب وجماعة الإخوان الإرهابية، بعد تحفظها على عبارة "التفهم الكامل" لمجلس الجامعة، بسبب توجيه مصر ضربة عسكرية ضد مواقع لتنظيم "داعش" بليبيا.
ووصفت قطر البيان بأنه "الموتور" الذي يخلط بين ضرورة مكافحة الإرهاب وبين قتل وحرق المدنيين بطريقة همجية، وأنه يجب عدم الزج باسم قطر في أي فشل تقوم به الحكومة المصرية لأن قطر داعمة وسوف تظل دائمًا داعمة لإرادة الشعب المصري واستقراره.
فمن الملاحظ أنه منذ سقوط نظام الإخوان والعلاقات المصرية القطرية يسودها الخلاف إلا أن الأزمة اليمنية جاءت لتوحد المواقف السياسية، وتجعلهم جميعًا يعملون من أجل هدف واحد وهو محاربة الإرهاب.
"عاصفة الحزم" العملية الجوية التي شنتها المملكة العربية السعودية صباح يوم الخميس الماضي على معاقل الحوثيون في اليمن، كانت بمثابة "محطة لقاء" بين القوات المصرية والقطرية من جديد، حيث شاركت كلا البلدين في التنسيق وتقديم الدعم العسكري لليمن.
فأعلنت وكالة الأنباء القطرية أن دولة قطر تدعم عملية "عاصفة الحزم" العسكرية عبر مشاركتها بأكثر من 10 مقاتلات حربية، كذلك أعلنت الرئاسة المصرية عبر التلفزيون المصري، عن تحريك عددًا من القطع البحرية العسكرية من السويس باتجاه جنوب البحر الأحمر للمشاركة في العملية، إلى جانب إعلان وزارة الخارجية المصرية أنها شاركت في الحملة جويًا.