رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ننشر نص كلمة الرئيس التونسي في القمة العربية الـ26

 الرئيس التونسي الباجى
الرئيس التونسي الباجى قائد السبسى

طالب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بمزيد من تفعيل آليات التنسيق بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب.

وأكد فى كلمته أمام الدورة 26 للقمة العربية المنعقدة فى شرم الشيخ، أن مشروع الجماعات الإرهابية فى المنطقة العربية مشروع واعد، وهو تقويض سلطة الدولة ونشر الفوضى وهو مشروع أشد خطرا وتأثيرا على أمننا واستقرارنا من التهديدات الأخرى.

وفيما يلى نص كلمة الرئيس التونسي:

"وأقول ربى أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعلنى من لدنك سلطانا نصيرا، صدق الله العظيم .. فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، معالى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أصحاب المعالي والسعادة حضرات السيدات والسادة.. يسعدنى بدايةً أن أتوجه بخالص عبارات الشكر والتقدير إلى أخى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة على استضافته قمتنا العربية ولما حظينا به من حفاوة استقبال وكرم منذ حلولنا بشرم الشيخ بهذه الأرض الطيبة التى تربطنا بها أواصل عريقة وعلاقات تعاون نتطلع لمزيد منها وتعزيزها خدمة لمصالح بلادنا وشعبينا الشقيقين متمنيا لكم دوام التوفيق ولمصر وشعبها التقدم والرقي، كما يسعدنى أن أعبر لأخى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة عن بالغ تقديرى للجهود التى بذلها طيلة فترة رئاسته لقمتنا فى دورتها المنقضية ولإسهاماته فى خدمة قضايا أمتنا العربية ليكون بحق قائد العمل الإنسانى ولا يفوتنى أن أنوه بالجهود المتواصلة التى بذلتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وعلى رأسها معالى الأمين العام الدكتور نبيل العربي للنهوض بالعمل العربى المشترك وتطوير آلياته وتفعيل مؤسساته".
"أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. قبل أيام طالت يد الإرهاب الغادر تونس باستهداف متحف باردو الأثرى أحد أهم معالم ذاكرتها الوطنية ورمزا من رموز انفتاحها على مختلف الحضارات الإنسانية وفي محاولة لضرب القطاع السياحى وخلفت هذه العملية الشنيعة شهداء تونسيين نترحم على أرواحهم الزكية وضحايا من السواح الأبرياء نعبر لأسرهم ودولهم عن أحرى تعازينا وخالص تعاطفنا ونشكر كل من ساندنا ودعمنا فى هذا الظرف الخاص".
"إن مشروع الجماعات الإرهابية فى المنطقة العربية مشروع واعد وهو تقويض سلطة الدولة ونشر الفوضى وهو مشروع أشد خطرا وتأثيرا على أمننا واستقرارنا من التهديدات الأخرى ويستدعى من دولنا التعبئة العامة واتخاذ كافة التدابير الكفيلة بدحره قبل استفحاله وانتشار آثاره المدمرة حفاظا على سلامة دولنا وأمن شعوبنا.. ومن المجدى فى هذا السياق مزيد تفعيل آليات التنسيق بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب لرفع هذا التحدى الكبير.. ذلك أن قناعتنا راسخة بأن كسب معركتنا الجماعية ضد الإرهاب رهينة اعتماد مقاربة شاملة للتركيز على التعاطي الأمني والقضائي الصارم وعلى استراتيجية استباقية تعالج أسباب الظاهرة من خلال تجديد الخطاب الدينى وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية ومقاومة الغلو والفكر المتطرف والكراهية ونشر قيم الوسطية والتسامح".
"أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. أننا نعبر عن بالغ قلقنا وانشغالنا لما آلت إليه الأوضاع فى اليمن مؤكدين دعمنا الكامل للسلطة الشرعية فى هذا البلد الشقيق والحفاظ على أمنه واستقراره واستقرار المنطقة ونحن إذ نتفهم تماما للإجراءات المتخذة من دول المنطقة لدعم الشرعية الدستورية فى اليمن تعبيرا عن الإرادة العربية فى حل الأزمة اليمنية بمنأى عن التدخل الأجنبى نهيب الأطراف اليمنية باستئناف الحوار لإيجاد تسوية سياسية وفقا نتائج مؤتمر الحوار الوطنى والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ونرحب فى هذا الصدد بمبادرة خادم الحرمين الشريفين باستضافة هذا الحوار فى الرياض".
"أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. أن ما تشهده منطقتنا من تحديات ومخاطر لا يمكن أن يشغلنا عن القضية الفلسطينية التى تظل قضيتنا الأم وهى تحتاج منا مزيدا من الدعم والمساندة قصد وضع حد لمعاناة أبناء شعبنا الفلسطينى لإيقاف الأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضى والأموال ومحاولة تهويد مدينة القدس ومن هذا المنطلق نجدد دعوتنا للمجتمع الدولى لتحمل مسئولياته لاستصدار قرارا أممي يعجل باستئناف مفاوضات سلام جادة ومحددة بسقف زمنى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية ولا يسعنى فى هذا الإطار إلا أن نسجل تأكيد الإدارة الأمريكية على لسان رئيسها باراك أوباما التزامها بحل الدولتين باعتباره خطوة إيجابية فى اتجاه دعم طموحات الشعب الفلسطينى فى قيام دولته المستقلة وتأمين أفضل ظروف الأمن والاستقرار بالمنطقة".
"أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. أن ما يحدث فى ليبيا الشقيقة مثير جدا للانشغال فى تونس بحكم علاقات الجوار المباشر وتأثيرات الوضع فى هذا القطر على أمننا واقتصادنا وإذ نؤكد وتؤكد تونس مجددا تضامنها الكامل مع ليبيا حفاظا على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها فأننا نجدد دعوتنا للحكومة الليبية ولجميع الأطراف السياسية الليبية للاحتكام إلى الحوار والالتزام به سبيلا لتجاوز الخلافات وأن يكون الحل نابعا من إرادة وطنية ليبية حرة تعمل على تغليب مصلحة والشعب الليبى وحقن دماءه وتفادى مزيدا من الفوضى والاضطراب الأمنى والسياسى ونرحب فى هذا الصدد بعودة الأطراف السياسية الليبية إلى طاولة الحوار برعاية مبعوث الأمم المتحدة ونعتبرها خطوة فى الاتجاه الصحيح يتعين دعمها ومساندتها معبرين مجددا عن استعدادنا لمساعدة الأشقاء الليبيين فى هذا الاتجاه من خلال آلية دول الجوار".
"أصحاب الجلالة والفخامة.. تستمر معاناة الشعب السورى الشقيق فى ظل تواصل عمليات القتل والعنف والدمار وغياب آفاق الحل السياسى وأننا نؤكد دعمنا للجهود الدولية الهادفة لإيجاد تسوية سياسية لهذه الأزمة التى خلفت عشرات الآلاف من القتلى وشردت الملايين بين نازحين ومهجرين وسط تدهور الأوضاع الإنسانية فى المخيمات وزيادة الأعباء على دول الجوار وفى هذا الصدد لا يفوتنى أن أشيد بمبادرة أخى صاحب السمو الشيخ صباح أحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت باستضافة المؤتمر الثالث للمانحين للاجئين السوريين ونأمل فى هذا السياق أن يسود الاستقرار كامل منطقتنا العربية حتى تتفرغ دولنا للتنمية وللبناء وتحقيق تطلعات شعوبنا فى العيش الآمن الكريم".
"أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. أن احتضان تونس للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية فى دورتها الرابعة نابع من إيماننا بأهمية كسب رهانات التنمية فى المنطقة العربية ونحن نتطلع إلى لقاء أشقاءنا قادة الدول العربية أملين فى دعمهم لتوفير مقومات النجاح لهذه القمة".
"وختاما آمل أن تفضى قمتنا إلى نتائج إيجابية على درب مزيد تعزيز تضامننا.. راجيا من الله تعالى أن يوفقنا فى جهودنا من أجل تحقيق غد أفضل لشعوبنا ودولنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".