رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. النص الكامل لكلمة الرئيس السيسي بافتتاح القمة العربية الـ26

 الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بكل قادة وزعماء العرب الحاضرين للقمة العربية المنعقدة بشرم الشيخ، حيث قال "أرحب بكم جميعا وأنقل إليكم تقدير ومودة الشعب المصري، الذي بذل وسيبذل أغلى ما يمكن ليصون استقلال مصر كرامتها".
وأعرب الرئيس السيسي عن كل الشكر والتقدير لدولة الكويت، لاستضافتها القمة العربية السابقة، والتي أضافت لبنة جديدة في العمل العربي المشترك.
كما أشاد الرئيس السيسي خلال كلمته بافتتاح القمة العربية الـ26، بأعمال الجامعة العربية طوال الدورة السابقة، ولإعدادها لاجتماع اليوم، داعيا الله أن يكلل بالنجاح والتوفيق وأن ترقى نتائج القمة لتطلعات الأمة العربية التي تعلق آمالا كبيرة على الجامعة العربية من تعزيز التعاون المشترك.
وتابع الرئيس السيسي "أستشعر عظم المسئولية للمشاركة الأولى في القمة كرئيس لمصر بيت العرب، ونتشرف باستضافة الدورة الحالية تحت عنوان "التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي" لمناقشة العديد من الملفات والقضايا التي تمثل خطرا يواجه الأمة العربية".
وأوضح السيسي أن الأمة العربية لم تتعرض لمخاطر مثل التي تشهدها اليوم، منذ تأسيسها، مشيرًا إلى أن الأمة العربية تعرضت للعديد من المحن، غير أن تلك التي تعانيها اليوم هي الأشد.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن القمة العربية التي تعقد اليوم في شرم الشيخ تمثل تعبيرًا عن الإرادة العربية للتصدي للقضايا التي تواجه الأمن القومي للأمة.
وأضاف السيسي، في كلمته أن الأمة العربية لم تستشعر يوما بتحديات وأخطار تستهدف وجودها على النحو الذي يواجهها اليوم، منوها إلى أن التحديات التي تواجهها الأمة اليوم يستهدف ترابط الدول ويسعى إلى التفرقة ما بين مواطنيها.
وتابع أن السماح بانتشار تهديدات الإرهاب سيكسر شوكة الأمة العربية، منوها إلى أن الإرهابيين استغلوا تطلعات المواطنين المشروعة لتفتيت الأوطان ويمارسون جرائمهم بكل جراءة تحت مظلة الدين مستهزئين بالقيم الإنسانية.
وقال الرئيس السيسي، إننا نحتاج إلى قوة عربية مشتركة للتعامل مع المستجدات الحالية بالعالم العربي، موضحًا أنها قوة عربية لا تنتقص من سيادة أي دولة، وتتسق مع ميثاق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وفي إطار من الاحترام الكامل وبنفس قدر رفضنا لأي تدخل خارجي في شئوننا، وفق الإرادة الحرة لشعوب.
وأوضح أن مصر ترحب بمشروع القرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب، والذي تم رفعه للقمة بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لتكون أداة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي.
وأضاف الرئيس السيسي، أن الأمة العربية لديها من الإمكانات ما يكفل لها المضي نحو مزيد من التكامل الذي لا تقتصر عوائده على الجوانب الاقتصادية فحسب بل علينا أن ننظر له لتأكيد الهوية العربية.
وتابع الرئيس السيسي، "يهمني أن أشيد هنا بالدور البارز الذي يقوم به البرلمان العربي في التعبير عن تطلعات واهتمامات الشعوب العربية وتكثيف قيمة العمل العربي المشترك، وأنوه بنتائج مؤتمر وزراء التنمية والشئون الاجتماعية العرب في أكتوبر الماضي، والذي اعتمد إعلانا يتضمن أوليات التنمية العربية لما بعد عام 2015".
وتابع "أكدت مرارًا على دور المؤسسات الدينية، في مواجهة الفكر المتطرف، مشيرًا إلى أن هناك ترحيبا عربيا واسعا بتأسيس قوة مشتركة للتصدي للتحديات الأمنية".
وأكد أن الأمة العربية في أمس الحاجة إلى فكر ديني وسطي، نظيره المتطرف الإرهابي، والذي يمثل خطرًا واضحًا على المنطقة بأسرها.
وأشار إلى أنه يجب تفعيل دور المؤسسات الدينية في التصدي للفكر المتطرف ومواجهة الإرهاب، منوها إلى أن تنقية الخطاب الديني من شوائب التطرف أصبح أمرا ملحا خلال الفترة الحالية.
وأضاف أن مؤتمر مواجهة التطرف والإرهاب الذي ينظمه الأزهر الشريف نموذج عملي لكل الجهود التي تبذلها الدول الإسلامية لتجفيف منابع الفكر المنحرف.
وتابع "أنه على الإعلام أن يدرك قيمة التراث الإنساني وأن ينشر الوعي في مواجهة التطرف".
واستطرد "هناك خطر إرهابي جديد غير تقليدي تواجهه الأمة حاليا، وهو ما تقوم به بعض الجماعات التي تستغل التقنيات الحديثة في نشر الفكر المتطرف، مشددا على ضرورة وضع مبادئ عامة للاستخدام الآمن للإنترنت".
وتعالى صوت الرئيس السيسي، مؤكدا أن الصد والردع هو حق للأمة العربية للدفاع عن أمنها القومي.
وقال السيسي بنبرة حاسمة، "إن الأمة العربية تحتاج إلى صد محاولات التدخل الخارجي بشؤون وحياة مواطنيها".
وأضاف، "واثق أننا جميعا وأمتنا العربية نعتقد أن هذا الصد وذلك الردع هو للدفاع عن أمتنا دون تهديد لأي شقيق وهو درع لوطننا وليس سيفا مسلطا إلا على من يباردنا بالعدوان".
وعلق السيسي على العملية العسكرية، التي يشنها التحالف العربي في اليمن، وقال إن الأحوال التي تلم بالبلاد، وضعت العرب أمام ضرورة إتمام هذه العملية العسكرية، للحفاظ على سلامة الشعب ووحدة أراضيها.
وأشار إلى أن الأزمة اليمنية تمثل خطرًا محدقًا بالأمة العربية، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في محاربة الإرهاب.
وأشاد السيسي بدور العملية العسكرية في الحد من خطورة الأوضاع في اليمن، قائلًا: "وجب سرعة التدخل للتصدي إلى هذا التهديد".
كما أعلن الرئيس السيسي تأييده لمجلس النواب الليبي، داعيًا المجتمع الدولي للاضطلاع بمسئولياته والتعامل مع هذا الأمر لتحقيق مكاسب سياسية لصالح الشعب الليبي.
وقال السيسي، "ليس من المنطق أن نطلب من الشعب الليبي أن يحيا تحت نيران الإرهاب لحين الوصول لحل سياسي".
وتابع: "ندعم البرلمان الليبي وحكومته الشرعية من أجل وقف العنف ومواجهة التنظيمات الإرهابية هناك، خاصة أننا نواجه خطرا إرهابيا جديدا يسيئ استخدام التكنولوجيا الحديثة لنشر الفكر المتطرف".
وقال السيسي، إن ظروف بعض الدول العربية الاقتصادية وبعض المشاكل المتعلقة بالبطالة والفقر أثارت المطامع الخارجية في ثرواتها، مشيرًا إلى أن هناك أطرافًا خارجية تتدخل في دول المنطقة لإثارة الأزمات.
وأضاف السيسي، أن هناك بعض الأطراف الخارجية تستغل هذه المشكلات للتدخل في شئونها بما يهدد أمنها القومي، فاستباحت واستهدفت شعوبها.
وتابع "أن المسئولية الملقاة على عاتقنا لمواجهة تلك التحديات الاقتصادية تتطلب منا منهجا للمعالجة يتميز بالمصاداقية والفعالية الأمر الذي ينبغي أن يدعونا للتفكير لاتخاذ إجراءات عملية جماعية ذات مخزى ومضمون حقيقي".
وأشار إلى أن انتشار الإرهاب والتطرف سيكسر شوكة الأمة وسيفرق جمعهًا، مؤكدا ضرورة التصدي للتحديات دون تأجيل وعبر أدوات ذات تأثير، قائلا "هذا التحدي لهوية الأمة العربية يجلب معه تحديًا آخر يمس الأمن المباشر للأمة، أننا رأينا كيف استغل الإرهابيون حاجات الشعوب لاختطاف الوطن".
وقال الرئيس السيسي، إن مصر ترحب بتحركات وجهود الحكومة العراقية، معبرا عن أمله أن تتمكن من تحقيق متطلبات الوفاق الوطني وأن تحفظ تلك الجهود الأمن القومي العربي.
وأضاف "أنه على الرغم من جسامة التحديات التي تواجهها أمتنا العربية سيظل اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية راسخا ومستمرا حتى نصل لحل هذه القضية، حيث يعتبر حلها أحد المفاتيح لاستقرار المنطقة، وعلى أطراف المجتمع الدولي أن يعي أن قلوبنا وعقولنا مفتوحة للسلام، ولابد من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من كل الأراضي الفلسطينية مع ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية".
كما نوه الرئيس السيسي إلى معاناة الشعب الصومالي فى ظل الاعتداءات الإرهابية المتكررة، مؤكدا دعمه للحكومة الصومالية بالكامل لاستكمال بناء دولتها.
وتابع "يجب أن نواجه التحديات وإلا تحولنا إلى مجموعة دول تلتف حول ماضيها، فمستقبل الأمة مرهون بما ستتخذه من قرارات في ظل تعاظم التحديات".
وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر تتابع باهتمام التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة، معلنا عن ترحيب مصر بالحوار القائم بين مختلف القوى السياسية لوقف حالة الاستقطاب، حتى تمر لبنان من تلك الظروف العصيبة التي تشهدها وتحقق الاستقرار المنشود.
وقال السيسي، إنه لا يمكن الحديث عن التحديات التي تواجه عالمنا العربي دون التأكيد على ثوابت الموقف حيال إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل، موضحًا أن ذلك يأتي من أجل أمان شعوبنا.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه سوف يعقد مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار خلال شهري أبريل ومايو المقبلين.
وأوضح أن انعقاد المؤتمر يمثل فرصة حقيقية للأمة العربية لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته للإسراع في اتخاذ خطوات عملية ومحددة لتنفيذ القرار الصادر عن مؤتمر مراجعة عام 1995، حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط.
وأكد الرئيس السيسي، أن مستقبل الأمة العربية مرهون بما نتخذه من قرارت والمطلوب من القادة العرب تقديم الكثير حيث تتزايد تطلعات الشعوب لتحقيق الرخاء وهو حق لها.
وأضاف، أن المسئولية الملقاة على عاتقه جسيمة وأمانة ثقيلة حتى لا نغدو اليوم مجموعة من الدول تلتف حول تاريخ مجيد ولكنها عاجزة عن صناعة المستقبل.
واختتم الرئيس السيسي قائلا: "أمتنا تستحق مننا الكثير عزة وكرامة لها وصونًا لمقدرتها، وتحيا الأمة العربية.. تحيا الأمة العربية.. تحيا الأمة العربية".