رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عاصفة الحزم" تثير الجدل الإقليمي والدولي

جريدة الدستور


تباينت ردود الفعل الدولية والإقليمية حول الضربة العسكرية التي وجهتها دول الخليج العربي بقيادة المملكة السعودية ومشاركة 10 دول عربية على اليمن فيما عرف إعلاميا باسم " عاصفة الحزم ".
وجاءت ردود الفعل متباينة منها ما جاء مؤيداً للقرار العربي، وآخر أكد على ضرورة الحوار واستئناف العملية السياسية، واحتمالات الرفض دخلت في السياق بحجة التدخل العسكري في شئون اليمن .
فكان للجانب الروسي موقف معارض للضربة العسكرية، وفي إطار الدعم الكامل لسيادة اليمن وحرمة أراضيه، وأعربت عن قلقها الشديد إزاء التطورات هناك، ودعت إلي وقف القتال فورا والعودة إلى الحوار.
وهو ما عبرت عنه الخارجية الروسية في بيان لها قائلة "عملية السعودية وحلفائها في اليمن لن تؤدي إلى تسوية الأزمة".
وأعربت بريطانيا هي الأخرى تأييدها للتدخل العسكري السعودي في اليمن، وفي نفس الوقت أكدت على أن الحل النهائي لما يحدث يجب أن يكون سياسيا.
كما أعرب الإتحاد الأوروبي عن قلقه من "تداعيات إقليمية خطيرة" واصفاً التحرك العربي بأنه ليس حلاً، وحث القوى الإقليمية على التصرف بمسؤولية .
هذا في الوقت الذي اعتبرت فيه فرنسا حملة "عاصفة الحزم" استجابة لطلب السلطات الشرعية اليمنية، ودعوة الرئيس هادي الدول العربية لوقف الفوضى داخل الأراضي اليمنية، مؤكدة علي وقوفها بجانب شركائها في المنطقة لاستعادة استقرار ووحدة اليمن.
وأبدت واشنطن تأييدها الضمني للعملية، وأكد بيان من البيت الأبيض أن الولايات المتحدة على اتصال بالرئيس اليمني وشركاء واشنطن بالمنطقة، وأن أوباما أجاز الدعم اللوجيستي ولمخابراتي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.

كما أشاد جون كيري وزير الخارجية بالعملية العسكرية ضد الحوثيين، مشيرا إلى دعم واشنطن بما في ذلك تأمين المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في اختيار الأهداف.
وفي موقف مغاير، أعربت الخارجية الصينية، عن قلقها بشأن الوضع المتدهور في اليمن، ودعت "هوا تشون يينغ" المتحدثة باسم الخارجية، كل الأطراف على الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن، وحل النزاع عن طريق الحوار.
وعلي الصعيد الإقليمي، صرح السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن وزراء الخارجية العرب يقومون بصياغة مشروع قرار سيتم عرضه بالقمة العربية يتعلق بالأزمة في اليمن، وأنه سيتم عقد جلسة تشاوريه أخرى لبحث تداعيات الأزمة في اليمن.
وكانت تركيا في مقدمة الدول التي أعلنت تأييدها لـ"عاصفة الحزم"، داعية " أنصار الله" ومن أسمتهم بـ" داعميهم الخارجيين" إلى وقف الممارسات التي من شأنها تهديد السلام والأمن في المنطقة..
وأكدت الجزائر أن الأولوية في اليمن يجب أن تكون للحل السياسي عبر الحوار، في الوقت الذي أعلنت فيه الخارجية التونسية أنها تتفهم التدخل السعودي بما أن أحداث اليمن تؤثر على أمن الخليج.
واعتبرت الأردن أن المشاركة في الحملة العسكرية مع دولة الخليج تأتي متسقة مع دعم الشرعية في اليمن، ورأي "بشار الأسد" في سوريا عملية "عاصفة الحزم" في اليمن "عدوانًا سافرًا".
أما الحليفة القوية إيران، طلبت وقفا فوريا للعمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، مؤكدة أنها ستبذل كل الجهود اللازمة للسيطرة على الأزمة، وقالت أن الحملة ستزيد تعقيد الوضع وتعوق جهود حل الأزمة بالسبل السلمية.
كما أدان حزب الله اللبناني الضربات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن، واعتبرها "عدوان ظالم" يسير بالمنطقة تجاه مزيد من التوتر.