رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لم تنتظر دول الخليجية عدة ساعات لانعقاد القمة العربية حتى تضرب اليمن؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"جنت على نفسها براكش".. هذا المثل العربي، لخص الضربة العسكرية التي وجهتها دول مجلس التعاون الخليجي لمعاقل الحوثيين، فما قامت به الميليشيات الحوثية من أعمال استفزازية مستمرة بما فيها تهديدها لأمن الخليج، وإحكام قبضتها على مفاصل ومؤسسات الدولة اليمنية والتحرك نحو مدينة عدن، ورصد طائرات جوية للتحليق فوقها، وأرتال عسكرية لمهاجمتها، واستيلائها على مضيق هرمز وتوسعاتها الجنوبية جعل من الضربة العسكرية أمرًا محتومًا.

وأكد دبلوماسيون، أن قرار دول الخليج لضرب معاقل الميليشيات العسكرية في اليمن، جاء متأخرًا، لافتين إلى أن الأوضاع في اليمن لا تحتمل ساعات معدودة لانتظار اجتماع القمة العربية، لمناقشة هذا القرار والبت فيه، وأكدوا، أن تأخير الضربة العسكرية لمعاقل الحوثيين يوسع من مخاطر سياج المد الشيعي، فكان النداء الذي وجهه الرئيس اليمني عبدربه منصور بمثابة صمامم الأمان ونقطة الانطلاق لتأديب الحوثيين الشيعية.

وقال الدكتور محمود فرج، سفير مصر الأسبق بإيران، إن تداعيات الموقف فى اليمن العربي، واستشعار الخطر الخليجي لتطورات الأوضاع فى اليمن عجل من الضربة العسكرية، مؤكدًا أن عنصر الزمن مهم فى وقت تأزمت فيه الأوضاع، لتنبئ عن أخطار محققة في حالة الانتظار حتى عقد اجتماع القمة خلال ساعات قادمة.

وشدد، "مجلس التعاون الخليجى وما يمتلكة من قوات ردع، هو المعول عليه اتخاذ الإجراءات التي تخص أمن الخليج مع التنسيق مع الجامعه العربية"، مؤكدا أن التخوفات من الإجراءات البطيئة التى قد تتخذها القمة العربية لحصد الأوضاع، ومناقشة الإمكانية والطريقة التى تقوم بها هذه الضربة هى التى جعلت من القرار خليجى فقط.

وأشار، إلى تردى الاوضاع الداخلية فى محاصرة الحوثيين لمدينة "عدن"، مشددا على ضرورة بتر الأيدي العابثة في أمن منطقة الشرق الأوسط بكاملها، والمتمثل فى شبح النفوذ الإيرانى المخيف الذى امتد ليشمل معظم دول المنطقة حتى سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، لذلك لم تنتظر الخليج أن تخترق حدودها بنفوذ شيعية على نمط الدول الاخرى.
وأوضح، إيران تمد الحوثيين بمساعدات كبيرة، لافتا أن مد نفوذ الحوثيين فى اليمن هو جزء يتأصل من المد الشيعى الإيرانى فى المنطقة بأكملها.
وتابع، "التاريخ القديم والحديث لدولة إيران يشهد عليها بأنها دولة تمد نفوذها خارج حدودها، وبأطماعها فى الخليج"، مشيرا إلى المشاكل المتنوعة بين إيران والخليج، والمتمثلة فى المشاكل الحدودية وأخرى خاصة بالثروات الطبيعية "البترول".
قال السفير، رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية، إن الربة العسكرية التى وجهتها دول الخليج للحوثيين، كان يجب أن تكون من اليوم الأول الذى قامت به جماعة الحوثة بتهديد شرعية الرئيس عبد ربه منصور، موضحا الدور الذى قامت به دول مجلس التعاون الخليجى من خلال المبادرة الخليجية فى بلاد اليمن فى حل الصراع المسلح بين عبد الله صالح والمتمردين علية.
وأضاف، الدول الخليجية قدمت فرصة ذهبية لـ"على عبد الله صالح" فى وقف مسلسل الصراع والخروج الىمن له دون التقديم للمحاكمة، كما ضمنوا حقه فى ممارسة العمل السياسى العام، إلا أن عبد الله صالح قام بإحداث القلاقل وتشجيع الحوثيين بمساعدة مليشياته التابعة له، فى الاستيلاء على العاصمة "صنعاء" والمقرات الحكومية واحتجاز رئيس الوزراء والجمهورية.
ورأى، الدول الخليجية استشعرت الخطر فى محاصرة النفوذ الشيعى لها، كما أن سطوتهم على مضيق هرمز فى الخليج، والرغبة فى عودة الرئيس عبد ربه منصور لشرعيته، جعلت من الضربة العسكرية أمرا عاجلا.
وأشار، أن التجاوز الذى قامت به جماعة الحوثة بقيادة عبد الله صالح تجاوز غير مقبول، مؤكدا أن قرار الضربة العسكرية تم البت فيها منذ أسبوع بتنسيق من مجلس التعاون مع الولايات المتحدة، ودول أخرى لردع هذه القوة المدعومة من إيران.
وقال ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية، إن الضربة العسكرية فى اليمن هى أمر خليجى خالص، وأن الدول الخليجية تحركت عندما وجدت حدودها مهددة، كما ان التصعيد من جانب الحوثيين مؤخرا كان خطيرا، ولم يستطيعوا أن يتركوا حدودهم معلقة فى مهب ريح التهديد الحوثى.