رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شرم الشيخ.. مدينة السلام تستعيد بريقها

شرم الشيخ
شرم الشيخ

"شرم الشيخ" أو مدينة السلام، واحدة من أجمل أربع مدن في العالم حسب تصنيف الـ BBC لعام 2005، تم بناؤها عام 1968 وتطورت بشكل سريع حتى أصبحت من أشهر مدن العالم، فهي أشهر مدينة سياحية في مصر، وتسمى أيضا "جوهرة سيناء".

تطور فيها النشاط السياحي بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة، ويلعب موقع شرم الشيخ كلمة السر في تميزها، فتقع بين خليج البحر الأحمر والعقبة، وتربط قارة آسيا وأفريقيا والتي تقع على حافتها مدينة شرم الشيخ.

بنيت هذه المدينة سنة 1968، وتطورت تطوراً سريعاً حتى أصبحت من أشهر مدن العالم، وتحولت من صحراء شاسعة وجبال شاهقة إلى مدينة عصرية خلال 10 سنوات فقط، ما أهل المدينة للفوز بجائزة منظمة اليونسكو لاختيارها ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة عالمية.

وتتوفر في شرم الشيخ بنية أساسية قوية من المرافق والخدمات، حيث تبلغ مساحتها نحو 424 كيلو متراً مربعاً، فهي أكبر مدن محافظة جنوب سيناء وتضم منتجعات سياحية ترتادها الأفواج السياحية من أنحاء العالم شرم الشيخ.

وتضم "شرم الشيخ" أكثر من 150 فندقا ومنتجعا، ومطاعم شرقية وغربية، ومقاهي ومدن ترفيهية، كما تحوي ملاهي ليلية وكازينو، ويربطها طريق دولي يصل بين السويس والعقبة مرورًا بشرم الشيخ، ويخدم المدينة مطار شرم الشيخ الدولي.
عقد بها عدد كبير من المؤتمرات وقمم السلام والعديد من المؤتمرات السياسية والعلمية والسياحية، زارها رئيس وزراء بريطانيا توني بلير في زيارته السياحية لمصر كما زارها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته في جولتهما في مصر، بجانب قادة كُثُر.
وكانت مركزًا للقاء الرئيس المخلوع حسني مبارك مع القيادة السياسية الإسرائيلية، وقد استضاف فيها عديداً من الشخصيات الغربية أيضًأ.
أهم المؤتمرات
عقدت بها "قمة السلام" لعام 1996 والتي حضرها قادة نحو 70 دولة ومنظمة دولية بينهم رؤساء مصر والولايات المتحدة روسيا وفرنسا والسلطة الفلسطينية ورؤساء وزراء ألمانيا وكندا واليابان وإسبانيا وإيطاليا وإسرائيل وملوك المغرب والأردن والسعودية وأمراء البحرين والكويت والأمين العام للأمم المتحدة.
قمة "المجموعة 15" والذي عقدت لأول مرة في مصر عام 1998 في شرم الشيخ وهذه القمة تعقد بالتناوب في أحد دول المجموعة.
اتفاقية "واى ريفر" بين الفلسطينيين الذي مثلهم الزعيم ياسر عرفات وبين إسرائيل الممثلة في رئيس وزارئها في ذلك الوقت إيهود باراك في سبتمبر 1999 وقد حضر عقد الاتفاقية الملك عبد الله ملك الأردن، والرئيس مبارك ووزيرة الخارجية الأمريكية مادلين اولبرايت.
قمة شرم الشيخ الثلاثية التي حضرها الرئيس مبارك والزعيم عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلى في كامب ديفيد.
قمة الرئيس مبارك وولى عهد السعودية الأمير عبد الله في شرم الشيخ لاستعراض الموقف العربي وعملية السلام والتعاون الثنائى.
القمة الثلاثية التي جمعت حسني مبارك والأمير عبد الله وبشار الأسد لمناقشة العملية المستمرة للسلام في الشرق الأوسط والتركيز على المجال السوري-الفلسطيني في المفاوضات.
قمة الرؤساء مبارك والأسد في عام 1998 لاستعراض العلاقات الثنائية وأخر المستجدات على المستوى السوري-التركي بخصوص "اتفاقية أضنا" الأمنية بين البلدين وقد تناولا الزعيمان عملية السلام واتفاقية استئناف المفاوضات على المسارين اللبنانى والسوري.
قمم ثنائية بين زعماء مصر والأردن لمناقشة الموقف المتدهور في الأراضى المحتلة وتمهيد الطريق لعقد قمة عربية.
قمة شرم الشيخ التي عقدت في 17 أكتوبر عام 2000 والتي اعتبرت قمة رائدة دعا إليها الرئيس مبارك بجانب دعوته للمجتمع الدولي والولايات المتحدة لوضع نهاية لأعمال العنف التي تقوم بها إسرائيل في الأراضى المحتلة.
قمة شرم الشيخ 2005 اقتصادية واستضافت شرم الشيخ في سبتمبر عام 2000 الملتقى الإستراتيجى لمنظمة التجارة العالمية، كما تم عقد عدد من المؤتمرات أيضا منها مؤتمر الدول المانحة عقد في الخامس من فبراير عام 2002، والقمة العربية العادية الخامسة عشر في شرم الشيخ في مارس 2003، القمة العربية-الأمريكية عقدت في شرم الشيخ في الثالث من يونيو عام 2003.
وشهدت شرم الشيخ تنظيم عدد من المعسكرات منها، معسكر عمل يجمع 150 مشاركاً من 20 دولة أوروبية وأفريقية وعربية في أغسطس عام 1997.
وفى عام 1998 معسكر أخر يضم 300 شاب من ثلاثين دولة وذلك في جو من الصداقة والحب من أجل السلام معبرين عن حرصهم على تحقيق السلام العالمي.
وفى عام 1999 انضمت خمسون دولة لتلك المعسكرات والتي أصبحت أحد معالم شرم الشيخ.
اللواء محمد علي بلال، الخبير الاستراتيجي، قال إن مدينة شرم الشيخ أسهل الأماكن التي يسهل تأمينها نظرا لطبيعة المكان الجبلية، فتوجد علي شاطئ الخليخ، بالإضافة إلى قلة الطرق المؤدية إليها، ما يساعد على تأمينها بشكل جيد.
ولفت إلى أن الطبيعة الأمنية ليس وحدها من مميزات المدينة، التي تتمتع بشهرة عالمية من الطبيعة الساحرة، بالتالي تحقق الراحة النفسية للوفود القادمة وتساعدهم على الأداء بشكل أفضل.
وأشار اللواء طلعت موسى، الخبير العسكري، إلى أن مدينة شرم تقع في جنوب سيناء وتحيط بها الجبال من جميع الاتجاهات والبحر ومياه الخليج، وإذا ما تم السيطرة على هذه المداخل وتأمينها، يؤمن من هو داخل المدينة.
وأكد أن طبيعة المدينة تجعل من السهل منع أي عمليات للتسلل داخل المدينة، خاصة إذا تم توزيع الأكمنة وأحكام السيطرة على المداخل والمخارج، مشيرا إلى أن المدينة مؤمنة بشكل كامل، وفي الإطار العام تتجه الحالة الأمنية في الدولة نحو الاستقرار نتيجة توجيه الضربات الاستباقية المتوالية لمعاقل الإرهاب.
وقال أن عيون العالم تتجه إلي شرم الشيخ والمؤتمر الاقتصادي، وما أعلن حتى الآن عن الحالة الأمنية يزيد من حالة الطمأنينة، فتم رفع أعلى درجات الاستعداد للحالة القصوى، وتأمين كافة الأهداف الحيوية والاستراتيجية، منذ أكثر من أسبوعين.

وعن تأثير شرم الشيخ كمقصد سياحي على تنظيم المؤتمر لفت معتز السيد، عضو المجلس الاستشاري للسياحة، ونقيب المرشدسن السياحيين، أن هذه المدينة معروفة بمدينة السلام واستضافة كبرى المؤتمرات في حقيبة مبارك، نظرا للبنية التحتية وحجم المدينة والتأمين الدائم لها ووجود مطار دولي يسمح بهبوط جميع أنواع الطائرات، بالإضافة إلى وجود مجموعة فنادق عالمية.
وقال إن المدينة تتميز بموقع فريد على ساحل البحر الأحمر، جعلتها المدينة المصرية الأولى والشرق أوسطية لإقامة المؤتمرات، بجانب سهولة التنقل فيها، فلا يمكن إقامة مؤتمر بهذا الحجم في القاهرة والإسكندرية وإلا توقفت حركة المرور لمدة أسبوع في هذه المحافظات، لذا اختيار مدينة شرم الشيخ لإقامة المؤتمر الاقتصادي جاء بشكل جيد.
وأضاف أن شرم الشيخ مؤمنة بشكل جيد على مدار العام نظرا لوجود عدد كبير من السياح بها، وكلها أسباب رئيسية لاختيار شرم الشيخ لإقامة المؤتمر.
وأكد إيهاب مرسي، رئيس ائتلاف دعم السياحة، أن اختيار شرم الشيح موفق من عدة جوانب، في البداية نجد أن سيناء أثير كثير من الحديث حولها وخاصة في مواجهة الإرهاب، لذا فإقامة مؤتمر بهذا الحجم في سيناء رسالة قوية بأن مصر كلها آمنة.
وقال إن حضور المؤتمر ما يقرب من 22 رئيس دولة 89 وفد من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى ما يقرب من 2000 شركة ومستثمر، رسالة قوية أن مصر على استعداد لاستقبال هذه الأعداد، وهي رسالة إيجابية أخرى عن مصر.
وشدد على أن اختيار شرم الشيخ لإقامة مؤتمر بهذا الحجم يجعلها تستعيد بريقها ومجدها كمدينة السلام والمؤتمرات، ساعدها على ذلك كونها أفضل منتجع عالمي وموقعها وطبيعتها الخاصة كمقصد سياحي عالمي، ما يشجع الوفود القادمة أيضا على تكرار الزيارة مرة أخرى مع عائلاتهم، فالمعروف أن سائح شرم الشيخ لا يكتفي بمروة واحدة ويكرر زيارته أكثر من مرة، بالتالي المؤتمر دعاية سياحية قوية ودفعة للمجال السياحي.
وأكد أن اختيار شرم الشيخ موفق كرسالة للسياحة والأمن وأخرى بأن سيناء جزء من مصر، معربا عن أمنيته بأن تستعيد المدينة مجدها كمؤسس لسياحة المؤتمرات سواء سياسية أو رياضية وطبية، فبها قاعة مؤتمرات ضخمة وعدد الغرف الفندقية اكبر من الغرف السكنية، وكل هذه الإمكانيات من شأنها إنجاح أي مؤتمر.