رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيهم ستختار للدخول؟


يحكى أن امرأة خرجت من منزلها، فرأت ثلاثة شيوخ جالسين فى فناء منزلها، فقالت فى نفسها لابد أنهم مساكين بحاجة للطعام، فقالت لهم: «أرجوكم تفضلوا بالدخول».. فسألوها: هل رب البيت موجود؟! فأجابت: لا إنه بالخارج.. فردوا الثلاثة: إذن لا يمكننا الدخول.. وفى المساء عندما عاد زوجها أخبرته بما حدث فقال لها: اذهبى إليهم واطلبى منهم الدخول، فخرجت المرأة وطلبت منهم أن يدخلوا، فرفضوا: نحن لا ندخل المنزل مجتمعين، فسألتهم: لماذا؟! فأوضحوا لها قائلين: هذا اسمه «الثروة» وهذا اسمه «النجاح» وأنا «المحبة» ادخلى لزوجك وتناقشى معه من منا يريد أن يدخل منزلكم.

دخلت الزوجة وأخبرت الزوج، فغمرته السعادة، وقال: فلندع «الثروة» للدخول فسيمتلئ منزلنا بالأموال.. فخالفته زوجته وقالت «عزيزى.. لم لا تدع «النجاح»؟ فقال زوجة ابنهما: أليس من الأجدر أن ندعو «المحبة».. خرجت المرأة وسألت «المحبة» للدخول فنهض «المحبة» وبدأ بالمشى نحو المنزل.. فنهض الاثنان الآخران وتبعاه والزوجة مندهشة!!!.. فسألتهم: لقد دعوت المحبة فقط فلماذا تدخلان معه؟ فرد الشيخان: لو كنت دعوت «الثروة» أو «النجاح» لظل الاثنان الباقيان خارجين، ولكن كونك دعوت «المحبة» فأينما ذهبت «الثروة» و«النجاح» معها.. صدقتم.

ماذا يحدث إذا جاء «الثروة» و«النجاح» و«المحبة» إلى منزلك.. أيهم ستختار للدخول؟ كن صادقاً مع نفسك وأجب عن هذا السؤال فكم واحداً منا يجد سعادته فى المحبة والعطاء وليس فى أرقام الحسابات فى البنوك؟ من منا يطبق مقولة «غاندى» تتوقف السعادة على ما تستطيع إعطاءه وليس على ما تستطيع الحصول عليه.. من منا يجد سعادته فى إسعاد الآخر مهما أخطأ الكثيرون فى حقه ومهما كان قلبه ينزف منهم؟ من منا يعمل بالمقولة «كل شىء ينقص إذا قسمته على اثنين إلا السعادة فإنها تزداد» ويعطى كثيراً حتى لو حرمه الآخرون؟! تذكر أن السعادة كالعبير عليك نثرها فى كل مكان.. عليك أن تدرك قيمة ما تملك من نعم منحها الله لك.. عليك أن تتفائل حتى فى لحظات حرب الوجود التى تعيشها مصر الآن.. تفاءل مهما طالت رحلة الأحزان، الدموع، فلابد أن تأتى لك السعادة بألف طريقة.. لابد للقطار أن يقف يوماً فى محطة السعادة ليستقل مسافراً حالماً جديداً مثلك ليصل بها إلى الرضا، فحاول أن تلحق بهذا القطار.. لا تضيع عمرك لأنك تبيع أيامك السعيدة وعمرك وأنت شاب لتشترى المال.. وحين تكبر تبيع المال لتشترى أياماً سعيدة تعيشها.. واعلم أنك لا تستطيع إيقاف الساعة على لحظات سعادتك، فلابد أن تمر عليك ساعات الحزن والألم.. يارب.. يا خالق السعادة ارزقنا بفيضٍ منها فنحن بحاجة إليها... موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله