رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون اقتصاديون: سلطنة عمان تنفذ خططا لتصبح من أهم المراكز اللوجستية الإقليمية والعالمية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تنفذ سلطنة عمان خططا تقود إلى أن تصبح من أهم المراكز اللوجستية الإقليمية والعالمية، لاسيما أنها بصدد تنفيذ مشروع استراتيجى لإقامة أحدث شبكة سكك حديدية فى العالم وتصل تكاليف تنفيذه إلى 15 مليار دولار، وذلك ضمن برامج استراتيجية التنمية المستدامة التى بدأ تنفيذها منذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضى وتستهدف تحقيق نقلات نوعية فى الاقتصاد العمانى على مراحل تدريجية من خلال الخطط الخمسية المتلاحقة التى تعمل على رفع مستويات المعيشة وتحقيق الرخاء فى مجتمع الوفرة، مع توفير فرص العمل للشباب.
وبهذا الصدد تم إنشاء عدد من الموانئ الكبيرة والدولية في السلطنة من بينها موانئ صلالة، والدقم، وصحار حيث تم اختيار مواقعها بعناية لتعزيز التجارة البحرية الدولية، ولتتمكن من القيام بدور أساسي في التجارة الإقليمية والدولية.
ولقد حققت المنطقة الاقتصادية في ولاية الدقم نقلة نوعية من خلال الخطوات المرحلية والاستراتيجية بعيدة المدى التي تتبعها حكومة السلطنة في تنميتها وتطويرها، لذلك فإنها برزت على الخارطة الاقتصادية العالمية لما تحقق بها من منجزات تنموية تحمل آفاق مستقبل رحب للولاية بشكل خاص والسلطنة بشكل عام من خلال المشروعات الاقتصادية والتجارية والسياحية التي ستقام بها.
يعد ميناء الدقم البحري أحد أهم المشاريع المنفذة حاليًا في قطاع الموانئ البحرية بالسلطنة فبعد تدشين التشغيل التجاري للرصيف الأول بالميناء فإن العمل في بناء الأرصفة التجارية المتبقية يتواصل من أجل تشغيلها في مطلع عام 2016 لتكتمل منظومة الميناء ويصبح أحدى المحاور الرئيسية لرفد الاقتصاد الوطني بالسلطنة خلال السنوات القادمة حيث يسهم في ربطها بالعالم الخارجي لتميز موقعه الاستراتيجي المطل على بحر العرب.
كما تكتسب إقامة مجمع الحوض الجاف لإصلاح السفن أهمية بالغة بعد أن أصبح قادرًا على استيعاب مختلف أنواع السفن والناقلات البحرية لتقديم خدمات الصيانة والإصلاح منذ افتتاحه الرسمي في 2012 وتؤكد المؤشرات والنتائج التي حققها خلال الفترة الماضية أنه سيواصل تحقيق المزيد من النجاح.
في مجال النقل البرى يبرز مشروع إنشاء طريق المخطط الشامل وبلغت تكلفة مدة أربعين مليون ريال عماني لربط مختلف المشاريع التنموية بالولاية ليسهم في انسيابية الحركة المرورية وسهولة التنقل بينها.
من الاستحقاقات الأخرى التي حظيت بها ولاية الدقم في مجال الكهرباء والمياه تنفيذ مشروع إمدادها بالمياه والذي بلغت تكلفته أكثر من 16 مليون ريال، في إطار الخطة التي تنفذها الحكومة لتلبية الطلب المتزايد حسب ما هو متوقع خلال المرحلة القادمة.
ويحظى المجال السياحي باهتمام كبير، حيث تم تدشين خط طيران مباشر بين مطار مسقط الدولي ومطار جعلوني، إضافة إلى إقامة مرافق فندقية ذات جودة عالية ما حقق تطورًا كبيرًا سيسهم في إثراء الحركة السياحية بالولاية، إلى جانب فتح المجال للمستثمرين المحليين والعالميين للتنقل والإقامة مع وجود تلك العوامل المساعدة في خدمات النقل الجوى والفندقة.
على خلفية ذلك يتواصل العمل فى تشييد مطار جديد بالدقم وتترقب الشركات طرح الحزمة الثالثة من المشروع والخاصة بقاعات المسافرين والشحن.
كما تشهد المنطقة الاقتصادية جملة من المشاريع الأخرى من أهمها إقامة مصفاة النفط ومن المتوقع استكمالها في عام 2018 حيث تؤدي إلى تعزيز مكانة السلطنة في مجال الصناعات البتروكيماوية وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين وإتاحة المجال أمامهم لتطوير مهاراتهم وخبراتهم في قطاع البتروكيماويات الذي يشهد نموا لافتا واكتسب أهمية استراتجية كبيرة عالميا.
تعتزم حكومة السلطنة أيضا إنشاء منطقة الصناعات السمكية وهي تعد إحدى الإضافات التنموية الرائدة حيث ستعمل على تنمية الثروة السمكية من خلال المشروعات التي ستقوم عليها الصناعات والمنتجات السمكية، فضلا عن إيجاد مركز تصدير إقليمي إلى الأسواق الخارجية.
ويؤكد المحللون الاقتصاديون انه يوما بعد يوم تتضح ملامح النقلة النوعية المستقبلية للمنطقة الاقتصادية بالدقم خاصة بعد تدشين مجمع الخدمات اللوجستية في الميناء.
كما تم وضع حجر الأساس للمنطقة الصناعية الجديدة والتي ستشهد انطلاقة حقيقية لإقامة مشروعات كبيرة تسهم في التنويع الاقتصادي، حيث تستوعب المرحلة الأولى عددا من الصناعات الهامة خصوصا تلك التي تعتمد على الموارد الطبيعية المتوفرة بالمنطقة والمواقع المحيطة بها كالمعادن التي تم اكتشافها بكميات اقتصادية مما يتيح المجال لإقامة صناعات تعدينية تزيد من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
تساهم جملة هذه المشاريع فى جلب الاستثمارات من داخل وخارج السلطنة في كافة القطاعات الإنتاجية، بالإضافة إلى فتح المجال لتوفير فرص عمل جديدة في مختلف المجالات.
على ضوء ذلك ستصبح المنطقة ركيزة أساسية في خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 – 2020) والخطط التالية لها، للإسهام في تنويع مصادر الدخل القومي، وتعزيز مكانة السلطنة كموقع ومركز لوجيستي حيوي ليس في المنطقة فحسب وإنما على المستوى العالمى أيضا.
توضح التقارير الاقتصادية أن السلطنة تركز في الوقت الحالي على ميناء الدقم بحكم موقعه ومساحته الشاسعة، ومن ثم فإنه لا توجد أية نية في الوقت الراهن لإنشاء ميناء للحاويات بمحافظة مسندم يطل على مضيق هرمز، ولكن يتم التركيز على مشروعات لتطوير عدد من الموانئ القائمة، ومنها ميناء خصب بمحافظة مسندم، وذلك وفق رؤية تحقق التكامل بين الموانئ العمانية، من صلالة حتى خصب، وتتيح المزيد من الفرص لتنشيط الأداء الاقتصادي في مختلف محافظات السلطنة، وبما يتوافق مع الأولويات الوطنية أيضا ومع البدء في اتخاذ الإجراءات الخاصة بمشروع إنشاء السكك الحديدية في السلطنة وربطها بشبكة الطرق ومحاور النقل في دول مجلس التعاون الخليجي،ولذلك فإن مستقبلا كبيرا ينتظر محافظة الوسطى عامة، والمنطقة الاقتصادية بالدقم تحديدا، التي ستكون مجتمعا اقتصاديا وصناعيا وتجاريا وسياحيا كبيرا ومتطورا يحقق الخير لأبنائه وللاقتصاد العماني وللمنطقة من حوله أيضا.
في سياق متصل وقع وزراء خارجية كل من سلطنه عُمان، وإيران، وتركمنستان، وأوزبكستان على وثيقة مذكرة تفاهم لمشروع اتفاقيه عشق أباد المتعلقة بإنشاء محور دولي للنقل والعبور بين الدول الأطراف فى الاتفاقية .وقد استضافت سلطنه عمان اجتماعا مهما شارك فيه وزراء خارجية الدول الأربع في إطار المشاورات المستمرة حول تنميه العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال إنشاء ممر للنقل والعبور، وتم خلال الاجتماع مناقشة مجموعه من القضايا المتعلقة بتطوير التعاون المشترك إلى جانب استعراض المبادئ الأساسية لسياسات النقل العابر بهدف تمهيد الأرضية المناسبة والضرورية الكفيلة بتفعيل قوانين ونظم مرور تتسم بالكفاءة لتسهيل عمليات نقل البضائع والطاقة من سلطنه عمان إلى دول آسيا الوسطى.
يأتى توقيع الاتفاقية تحت مظلة الرعاية العمانية فى إطار تنفيذ السياسات التى يوجه بتفعيلها دائما السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان والتى تعكس الاهتمام العميق بدعم العلاقات مابين السلطنة ومختلف دول العالم مع تفعيلها المستمر ومن هذه المنطلقات يؤكد السلطان قابوس دائما أن سياسات السلطنة أساسها الدعوة إلى السلام والتعاون المشترك الإيجابي لصالح كافة الشعوب.