رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبيل القمة المقررة..

صحف سعودية: زيارة السيسي للمملكة تعزيز للعلاقات ومواجهة للتحديات

السيسي
السيسي

اهتمت الصحف السعودية الصادرة صباح، اليوم، وكذا وسائل الإعلام المختلفة بالزيارة المقررة اليوم، للرئيس عبد الفتاح السيسي للرياض، والقمة المرتقبة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود، وما يتوقع أن تتناوله هذه القمة من مباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأشارت الصحف إلى أن تصريحات وزير الخارجية سامح شكري، على هامش زيارته العاصمة الصينية أمس، والتي أكد فيها أهمية هذه الزيارة للرئيس السيسي كونها الأولى، التي تجمع بين الرئيس المصري وخادم الحرمين الشريفين بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة، وأنها فرصة لتناول العلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية، التي تشكل تحديات لاستقرار المنطقة والأمن القومي العربي.

من جانبها وتحت عنوان "زيارة الرئيس المصري للمملكة تعزيز للعلاقات ومواجهة للتحديات" أكدت صحيفة "اليوم" السعودية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى المقررة اليوم للمملكة ولقاءه المرتقب مع أخية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود تجيء في ظروف دقيقة، وحرجة تمر بها الأمتان العربية والإسلامية.

وتندلع الأزمات في بعض الأقطار، وتشتعل الحروب في بعضها الآخر، وتمور موجات من الإهاب في البعض الثالث بما يحتم على المملكة ومصر أن تتباحثان في مختلف الأمور التي قد يوجد في أعقابها طوق نجاة يخلص العرب والمسلمين من أزماتهم وخلافاتهم الطاحنة، لا سيما أن البلدين يشكلان أثقالا سياسية واقتصادية حيوية يمكن توظيفها لحل كثير من الأزمات العالقة.

وأضافت: إن "زيارة الرئيس المصري وهي الأولى بعد تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد سوف، تبحث الكثير من الملفات الهامة، لعل أهمها دعم وتعزيز العلاقات الثنائية الحميمية والمتميزة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية، التي تهم الشعبين، وتؤدي إلى تحقيق أكبر قدر من المنافع والمصالح المشتركة بينهما، فالعلاقات السعودية – المصرية قديمة ولها أهميتها الكبرى في البحث عن قنوات جديدة من التعاون؛ لما فيه تقدم البلدين وازدهارهما، ونشر المزيد من الرخاء والرفاهية بين المواطنين في البلدين الشقيقين".

وتابعت: إنه "إضافة إلى ذلك فثمة ملفات هامة لابد من بحثها بين الزعيمين بشأن العديد من المستجدات الطارئة على الأوضاع الإقليمية، لا سيما فيما له علاقة بالتدهور الأمني في اليمن وأهمية العمل على تداركه تلافيا لوقوع آثاره السلبية على أمن منطقة الخليج والبحر الأحمر، لافتة إلى أن الأمر بحاجة ماسة لتدخل أخوي سريع من الجانبين السعودي والمصري للتوصل الى أفضل الحلول المؤدية إلى تسوية الأزمة اليمنية وحلحلتها قبل أن تتعقد الأمور.

وأشارت إلى أن بعض الأطراف والجماعات المتطرفة تحاول استغلال الفراغ الناشئ في اليمن الذي خلفه الاقتتال الداخلي للاضرار باستقرار اليمن واستقلاله من جانب وللاضرار بأمن دول المنطقة بأسرها من جانب آخر.

وأكدت أنه إزاء ذلك فإن زيارة الرئيس السيسى للمملكة لها أهمية خاصة في ضوء ما سيبحث خلالها من موضوعات ملحة، تشكل في واقع الأمر منطلقا هاما نحو دراسة الأوضاع الحالية المتردية في بعض الأقطار العربية، وإمكانية احتوائها تفويتا لكافة المحاولات المبذولة من أعداء الأمة العربية المتربصين بها الدوائر، في محاولة لبث الفرقة والانقسام بين أقطارها، وهو أمر يستدعي بالضرورة إجراء المزيد من التشاور والتفاهم وتوسيع دائرة التكاتف والتآزر؛ لمواجهة الأخطار المتسارعة المحدقة بالأمة العربية والتى تترجمها زيارة الرئيس السيسى الحالية للمملكة.

ونوهت إلى أن المواقف التاريخية المعروفة بين البلدين تمهد للمزيد من المناقشات الرامية؛ لمواجهة التحديات والمستجدات على الساحة العربية تحديدا.. مشيرة فى هذا الصدد إلى أن موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حينما تطوع في الجيش المصري إبان العدوان الثلاثي الغاشم على أرض الكنانة، وكذلك قيادته لحملة دعم النازحين المصريين حينذاك، وتضامنه المشهود مع مصر خلال حرب أكتوبر 1973م.

وقالت: "إنها مواقف أصيلة تدل دلالة واضحة على الأخوة الحقيقية والصادقة بين القيادتين السعودية والمصرية، وتدل من جانب آخر على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين بما يعود عليهما بسلسلة من المنافع والخيرات، ولا غرابة أن تكون تلك العلاقات القوية بين البلدين نموذجا حيا لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية – العربية، وبالتالي فان زيارة الرئيس المصري الحالية للمملكة لها أهميتها الكبرى في تعميق وتعزيز العلاقات بين البلدين من ناحية.

وكما أنها تجيء لإجراء المزيد من المشاورات والمباحثات مع الملك سلمان لإنقاذ المنطقة العربية من الانعكاسات المحتملة التي تمثلها صور الأحداث الجارية في بؤر التوتر، لا سيما ما يحدث في سوريا والعراق واليمن من ناحية ثانية، وكذلك مواجهة التحديات التي تمثلها ظاهرة الارهاب ومحاولة أصحابها الوصول إلى مختلف البقاع الآمنة في الوطن العربي لاصابة استقرار تلك البقاع في مقتل.

من ناحية أخرى، توقع الدكتور مصطفى الرفاعي، وزير الصناعة والتنمية المصرية الأسبق، أن يكون الملف الاقتصادي من أهم الملفات التي يبحثها الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال زيارته الرياض، اليوم.

وقال - في تصريح لـصحيفة "الاقتصادية" السعودية - إن الاقتصاد المصري يحتاج إلى مزيد من الاستثمارات وضخ رؤوس الأموال في ظل المشاريع التي يتم تنفيذها أو التي تحتاج إليها مصر، لافتا إلى أن السعودية تعد لاعبا رئيسا بالنسبة للمنطقة بأكملها، كما أنها تعد أكبر مستثمر عربي في مصر.

من جانبه، أكد المستشار أحمد زكي؛ الملحق التجاري المصري في الرياض، أن السعودية تعد أكبر دولة عربية مستثمرة في مصر، حيث تبلغ قيمة مساهماتها في المشاريع المقامة في مصر نحو 5.7 مليار دولار حاليا، بما يمثل نحو 27 في المائة من إجمالي استثمارات الدول العربية في مصر.

وأوضح أن مجمل الاستثمارات العربية في مصر يبلغ نحو 20 مليار دولار، لافتا إلى أن دولة الإمارات جاءت في الترتيب الثاني بمساهمات قدرها 4.5 مليار دولار بنسبة 21.4 في المائة، ثم الكويت في الترتيب الثالث ضمن قائمة أهم الدول العربية المستثمرة بمساهمات بلغت 2.7 مليار دولار بنسبة 11.2 في المائة.
وقدر زكي، حجم التجارة بين البلدين بنحو خمسة مليارات دولار، مشيرا إلى أنها ارتفعت في عام 2012 بنسبة 1.7 في المائة مقارنة بعام 2010، فيما حققت الصادرات المصرية زيادة قدرها 7.1 في المائة، بينما تراجعت الواردات المصرية من السعودية بنسبة 1.9 في المائة خلال الفترة المشار إليها، ما أدى إلى تراجع العجز في الميزان التجاري بنسبة 19 في المائة خلال الفترة ذاتها.

وأشار إلى أن ترتيب مصر جاء في المرتبة الـ17، ضمن قائمة الدول المصدرة للمملكة خلال عام 2012، بما يعادل 1.3 في المائة من واردات المملكة، كما جاء ترتيبها في المرتبة الـ24 ضمن قائمة الدول المستوردة من المملكة بما يعادل 0.7 في المملكة من صادرات المملكة.

ولفت إلى أن أهم السلع التي صدرتها مصر للمملكة، تمثلت في الكابلات الكهربائية، مواد البناء، السلع الزراعية أهمها الموالح والأرز والبصل والبطاطس والخضراوات والفواكه الطازجة، المواد الغذائية مثل: الأجبان والخضراوات المجمدة ومركزات العصائر، المنتجات الورقية، الأجهزة الكهربائية خاصة البوتاجازات والأفران، والأثاث والمفروشات.

فيما تمثلت أهم السلع التي استوردتها مصر من المملكة، في السولار، البوتاجاز، زيوت السيارات والمنتجات البترولية الأخرى، البتروكيماويات، والورق المقوى.

من جهتهم توقع خبراء ومحللون سياسيون، أن تتناول القمة السعودية المصرية المرتقبة اليوم الأحد بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي، 4 ملفات رئيسة في مقدمتها دعم وتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، مكافحة الإرهاب، الأزمات المتفجرة في سوريا واليمن وليبيا، وتفعيل التضامن العربي.
وتوقع رئيس وزراء مصر السابق الدكتور حازم الببلاوي، أن يحظى ملف استعادة التضامن العربي بجانب كبير من نقاشات القمة المرتقبة، وقال لـصحيفة "عكاظ" السعودية إن نتائج القمة ستنعكس على العلاقات الاقتصادية بالدرجة الأولى ومشاركة المملكة المحورية في مؤتمر شرم الشيخ التي كانت صاحبة فكرة عقده.

ورأى نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور يحيى الجمل، أن توقيت القمة مهم للغاية وسوف تصب نتائجها في مصلحة البلدين وقضايا المنطقة، وفي مقدمتها المواجهة الجادة للإرهاب ودعم التضامن العربي وإزالة الخلافات العربية.

واعتبر وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، أن زيارة الرئيس السيسي الرسمية الأولى للمملكة تؤكد مجددا عمق العلاقات بين البلدين الكبيرين، لافتا إلى أن أجندة القمة مفتوحة لمناقشة كل ما يتعلق بالشأن العربي، بيد أن الأوضاع الملتهبة في اليمن وليبيا وسوريا سوف تحظى بالنصيب الأكبر من المباحثات.

وتوقع مدير المركز الإقليمي للدراسات السياسية الدكتور عبد المنعم سعيد، أن تستحوذ الأزمة اليمينة وضرورة تداركها، تلافيا لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر، بصفة عامة، على جانب كبير من القمة.. وأشار إلى أن الوضع المتدهور في ليبيا سيفرض نفسه على الحوار، خاصة مع المساعي التي تبذلها مصر على الصعيد الدولي لرفع حظر التسليح المفروض على الجيش الليبيي، الأمر الذي مكن التنظيمات الإرهابية من فرض كلمتها بقوة السلاح الذي تملكه.

ولفت المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، إلى أن القمة العربية التي تستضيفها القاهرة في الثامن من مارس، ستكون ضمن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الزيارة، خاصة أن الوضع الحالي يتطلب أهمية التكاتف والتضامن العربي لمواجهة المخاطر المتسارعة التي تتعرض لها المنطقة من المحيط إلى الخليج.

وأشار الخبير الاستراتيجي اللواء سيد الجابري، إلى أن خطط مواجهة الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط، في الجانب العسكري والفكري والديني والاقتصادي، ستكون حاضرة في لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس السيسي، ولم يستبعد مناقشة فكرة تشكيل قوة عسكرية عربية؛ لمواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى رفع مستوى التنسيق بين القاهرة والرياض لدعم الحكومة الشرعية في ليبيا، والمشاورات الجارية حول مشروع القرار العربي في مجلس الأمن، وضرورة رفع الحظر عن تصدير السلاح للحكومة الشرعية، وتشديد الحصار على وصول السلاح للميليشيات المسلحة هناك قبل أن يستفحل الوضع أكثر من ذلك.

أما المحلل السياسي طارق التهامي، فرأى أن هناك العديد من الملفات التي يتوقع أن تبحثها القمة السعودية المصرية، لعل في مقدمتها المخاطر المهددة للأمن القومي العربي في ضوء تنامي ظاهرة الإرهاب، والوضع في اليمن جراء الانقلاب الحوثي، والتطورات في ليبيا وسوريا والعراق.. مشيرًا إلى أن هناك العديد من المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي، وهو ما يتطلب تحركًا جماعيًا مشتركًا لوقف محاولات نشر الفوضى في المنطقة العربية.