رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطرس غالى.. براءة.. ارجع تانى!!


إنها جريمة العصر.. الاعتداء على أموال التأمينات وتبديدها وتحويلها إلى حزمة ورق بضمان الخزانة العامة.. مئات المليارات.. اعتدى عليها تحت مسمع وبصر كل الحكومات.. ولم تستطع حكومة واحدة أن تعترف بالحقيقة.. لكن كل الحكومات كانت تعلن كلمة واحدة «إن أموال التأمينات آمنة»!! دفعت الملايين الفاتورة كاملة.. من الجوع والفقر والمرض.. تساقطوا من شدة الآلام. ولم يحزن عليهم أحد.. حتى الدموع تحجرت فى عيونهم منكسرة الآلام.
تبدا الجريمة منذ عام 2006 عندما أتى «يوسف
بطرس غالى » وزير مالية مبارك الأسبق والهارب فى حوارى لندن والمتمتع بحصانة اللجوء السياسى.. بنائبه «محمد معيط» ومنحه ملف أموال التامينات ومنذ هذا التاريخ أصبحت أموالنا تحت السيطرة الكاملة لمعيط.. وظل فى موقعه مع كل وزراء المالية بعد الثورة حتى أبريل 2013.. ارتفعت ديون التأمينات لدى الخزانة العامة من 7 مليارات خلال كل السنوات الماضية إلى 162 مليار عندما سيطر معيط عليها.. وحتى الآن لا يستطيع أى مسؤل مهما كان أن يعلم تفاصيل هذه المليارات أو حتى أين ذهبت ومن الذى اعتدى عليها..لكن فى بعض الأحيان يخرج علينا أحد المسؤلين ليردد كلمات «معيط».. « انها قرارات سيادية لعلاوات اجتماعية »!! وما لم يعلمه أى مسؤل أن الكثير من هذه الأموال ذهب مع الريح قروضًا لشركات استثمارية.. بل أجنبية..!! لكن ما تم لم يكن بالمجان أمام كبار المسؤلين بالمالية والتأمينات! طبقا لتقرير الجهاز المركزى للمحاسبات فإن عدد محدود من الكبار حصلوا على 3 مليارات جنيه فى 4 سنوات حوافز ومكافآت وبدلات مقابل الصمت والسكوت عن جريمة العصر وأولى هذه الأسماء «معيط» نفسه!! الغريب أن هذه الأموال استمرت حتى الآن وبدون أى فوائد على الإطلاق.. كانت نتائج هذه الجريمة مرعبة دفع اصحاب المعاشات الثمن غاليا.. هناك 5 ملايين أسرة تتقاضى أقل من 500 جنيه شهريا.. هل يمكن أن تعيش أسرة بهذا!!؟ وهناك 2 مليون أسرة تتقاضى أقل من 1000 جنيه.. وانخفضت معاشات 9 ملايين أسرة بالكامل 40% خلال الشهور الماضية نتيجة التضخم وارتفاع الأسعار.. هذه المأساة يعيش بداخلها 40 % من الشعب المصرى!! لكن الفزع يأتى عندما تقوم الحكومة بحماية وتحصين من اعتدوا علينا!! لقد قامت حكومة الإخوان بتعيين معيط فى أبريل 2013 نائب رئيس هيئة الرقابة المالية لشؤن التأمين.. ثم عينته حكومة ثورة يونيو مساعدًا لوزير الصحة للشون المالية!! رغم كل التقارير الرقابية.. أصبح معيط رجل الحكومة الأول والمسئول عما حدث لنا!! ليبقى لنا بطرس غالى المحكوم عليه بسنوات طويلة من السجن وهى أحكام غيابية.. أى فى حال عودته وتسليم نفسه.. وطبقًا للقانون تعاد محاكمته من جديد وتلغى جميع الأحكام السابقة.. وبما اننا نتمنى له البراءة كغيره «اشمعنا ده».. أى إننا نشعر بالبراءة حول عنقه!! أننا نقول لبطرس غالى.. ارجع تانى.. لم يعد هناك غيرك.. وعودتك تجعلنا نشعر أننا نعيش اليوم 24 يناير!! إن ما يحدث الآن يؤكد أن الملايين من أصحاب المعاشات هى المتهمة فى كل ما حدث لهم.. وعلينا كمتهمين أن ندفع ثمن ما ارتكبناه نحو أموال التامينات.. كنا نتوقع بعد ثورتين أننا سنعيش حياة هانئة ومستقرة.. لكننا ضللنا الطريق واصبحنا من المخطئين.

لقد فهمنا خطأ أننا سوف نتحرر من عبودية الجوع والمرض.. لقد كنا أكثر المساهمين فى بناء هذا الوطن.. بل كنا خط الدفاع الأول فى كل حروب الوطن السابقة.. تصدينا لكل أنواع الغزاة ولم نستسلم أبدا.. وبما إننا كذلك.. فسوف نساهم فى تخفيض عدد السكان من خلال ما يسقط منا يوميا اغتيالا بأشد الأسلحة فتكًا من الفقر والمرض..! وحتى لا نصبح عبئًا على الخزانة العامة ونسبب ضيق المسؤلين عنا.. أن الرحيل من هذا العالم أصبح ضرورة وطنية!! يا خسارة.. يا مائة ألف خسااارة على أحلامنا البريئة.. عندما نستيقظ منها نرى كابوس الحقيقة.. نعم.. إننا نعلن التوبة نهائيًا من أى ثورة بل براءتنا من كل الثورات.. لقد دافعنا الفاتورة كاملة غير منقوصة. ونعتذر لكل من اعتدوا على أموالنا وبددوا تحويشة عمرنا!!