رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كلب شارع الأهرام "..القتل بلا رحمة جزاء الوفاء

كلب شارع الأهرام
كلب شارع الأهرام


"مُعَذبة، مظلومة، مهدرة حقوقها"، هكذا تعيش معظم فئات "كلاب الشوارع" في مصر، مطاردة من الجميع بين الضرب والتعذيب وأحيانًا القتل، تاريخها الطويل في الشوارع المصرية مليئ بحكايات القتل والتعذيب وعدم الرفق بالحيوان، فتعيش مطاردة بين ليلة وضحاها قد تنجو فيها أو تستيقظ جثة هامدة.
"كلب شارع الأهرام " آخر حدث دل على انعدام الإنسانية لدى البعض بعد حادثة إعدامه التي تنبأ بمعاملة قاسية وإهمال واضح لتلك الفئة من الحيوانات الضالة، حيث تداول أمس نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" فيديو ذبح كلب في منطقة الهرم.
يظهر الكلب في الفيديو تعتليه إمارات الرعب والترقب، يلتفت حوله ليجد أكثر من 20 رجلًا، يحملون السيوف والأسلحة الحادة، يحاولون ترهيبه وإبعاده ليقدمون بعد ذلك على الخطوة الأخيرة وهي ذبحه بكل جبروت.
ظلت المناوشات والمحاولات مستمرة من قبلهم، وما على الكلب سوى المقاومة المستميتة في ضعف بسب الحبل المعلق في رقبته ومربوط في أحد أعمدة الإنار، حتى ينزل أحدهم عليه "بالضربة القاضية" ويتركه ينزف دماؤه معدومًا بسيفه.
لكن بداية القصة، كما سردها صاحب الكلب على حسابه - بموقع التواصل الاجتماعي "فيس يوك" -  وفي مداخلة هاتفية له مع برنامج "العاشرة مساءً" للإعلامي "وائل الإبراشي".
قال" محمد" صاحب الكلب والشهير "بأوشا": "أنا نزلت الشارع وكان معايا الكلب، اللي أنا مربية تربية عالية، وهو مش بيأذي حد، وبعديها جري الكلب ورا قطة فلقيت واحد بيقولي حوش الكلب بتاعك، وحصلت مشاجرة بيننا، الكلب لما شاف الراجل بيضربني جه وهجم عليه، بس أنا شيلته عنه ومضرهوش".

وتابع: "فوجئت بيه بيتصل بناس و40 واحد جايين ومعاهم أسلحة وأنا لوحدي فسبت الكلب يجري وراهم، وبالفعل جريوا من قدامه، وناديت عليه رجعلي تاني، وأول ما رجع الناس هجمت عليا فهو دافع عني وعض 8 منهم".

وأضاف: "فوجئت تاني يوم إن الشخص دا وأصحابه قدموا بلاغ ضدي، وفضلت أربع شهور بره البيت عشان خايف البوليس يقبض عليه".
وأكد أنه عرض عليهما الصلح بطريقة ودية للتنازل عن القضية إلا أن الشقيقين اشترطًا عليه تسليمهما الكلب لقتله انتقامًا منه، وهو ما دفع "أوشا"؛ للاستجابة لهما وسلمهما الكلب بالفعل، وقام الشقيقان الذى يعمل أحدهما جزار بالاعتداء عليه بالأسلحة البيضاء بوحشية حتى فارق الحياة، وفق رواية صاحبه.
وقال "أوشا": إنه خلال قيام الشقيقين بتنفيذ الجريمة التقط عدد من الأهالي مقطع فيديو للاعتداء.. مشيرًا إلى أن أحد الشقيقين ويدعى "حمادة" نشر فتوى للشيخ محمد "بن صالح العثيمين" تبيح قتل الكلاب المؤذية على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي.
أثار ذلك الفيديو جدلًا كبيرًا على الشبكات الاجتماعية التي دشنت هاشتاج "كلب شارع الهرم"، وتصدر تويتر حتى صباح اليوم، تضامنًا مع الحيوان المقتول، مطالبين كل مسئول أن يسارع بالقيام بدوره للثأر الجناة.
ومن جانبه، حذف موقع "يوتيوب" مقطع الفيديو الذي تداوله أمس رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ لبشاعة عملية الذبح التي قتل بها الكلب.
تذكرنا تلك الحادثة بما وقع في "نادي الجزيرة بالعادي"، والتي تدل أيضًا على حياة مليئة بالمعاناة تعيشها الحيوانات النافقة في مصر، والتي وقعت في أغسطس 2014، حين قام المسؤولون عن النادي بإلقاء السم للقطط الموجودة في النادي بحجة أنها تقوم بإزعاج رواد النادي.

وأزعجت هذه الصور وسائل الإعلام والشخصيات العامة لما فيها من وحشية في قتل القطط، وتداول عدد من نشطاء "فيس بوك وتويتر" صورًا لصور القطط وهي مسمومة، كما أن للنادى تاريخًا طويلًا في هذه الحوادث.