رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاد شاعر النيل


فى 24 فبراير 1872 وُلد حافظ إبراهيم فى ذهبية كانت راسية على شاطئ النيل عند قناطر ديروط القريبة من خزان أسيوط. وكان والده المهندس «إبراهيم فهمى» أحد مهندسى الرى المشرفين على هذه القناطر، وكانت والدته من أسرة تركية محافِظة عريقة تسكن حى المغربلين بالقاهرة. وفى الرابعة من عمره توفى والده فعادت به أمه من ديروط إلى منزل أسرتها بالقاهرة، فتولى خاله محمد نيازى تربيته وكان مهندساً بتنظيم القاهرة. التحق حافظ إبراهيم بالمدرسة الخيرية بحى القلعة بالقاهرة، ثم التحق بعدها بالمدرسة القربية الإيتدائية ثم مدرسة المبتديان ثم المدرسة الخديوية الثانوية. وعندما تم نقل خاله إلى طنطا مهندساً للتنظيم، ذهب حافظ ووالدته وأخته مع خالهما وهناك التحق حافظ بمدرسة ثانوية بطنطا ولكنه لم يستمر فى الدراسة وكان يذهب إلى المسجد الأحمدى بطنطا ليجلس فى حلقات الدرس.

اشتغل فى طنطا بمكاتب بعض المحامين وكان بعضهم من مشاهير المحامين أمثال محمد الشيمى بك، ومحمد بك أبو شادى، ولكن وظيفة المحاماة لم تجد قبولاً فى نفسه فتركها، فعاش فى طنطا بلا عمل يقوم به ولا مدرسة يتعلم فيها. فسعى زوج أخته وكان ضابطاً والحقه بالمدرسة الحربية، حيث تخرج فيها برتبة ملازم ثانٍ. أخذ يتنقل فى وظائف ضابط بالشرطة والجيش وخدم فى السودان. وفى عام 1903 طلب إحالته إلى المعاش وانتهت خدمته العسكرية.ويذكر داود بركات – رئيس تحرير جريدة الأهرام – أن جريدة الأهرام التى لقبت شوقى فى سنة 1899 بلقب «أمير الشعراء» ووصفت قصائده بالشوقيات، هى التى لقبت حافظ إبراهيم بلقب «شاعر النيل». كان «حافظ» متحدثاً بارعاً يجذب إليه السامعين، وكان كثيرون من عظماء مصر يحبون مجالسته، ومنهم سعد زغلول – زعيم الأمة – الذى كان يروق له أن يستمع إلى أحاديث حافظ الشيقة. فى إحدى المرات ذهب حافظ إلى سعد زغلول وهو رئيس للوزراء. فكتب إليه بيتين من الشعر سلمهما لسكرتير سعد زغلول. قال فيهما: «قل للرئيس جزاه الله صالحة .. بأن شاعره بالباب ينتظرُ، إن شاء حدثه أو شاء أتحفه .. بكل نادرة تروى وتبتكرُ».فى سنة 1908 توفيت والدته فاهتمت زوجة خاله بأمور حياته وقد توفيت سنة 1929 «أى قبل وفاته بثلاث سنوات». عُين رئيساً للقسم الأدبى فى دار الكتب المصرية فى سنة 1911 بمساعدة أحمد حشمت باشا وزير المعارف، وظل بها إلى فبراير 1932 حيث اُحيل للمعاش، وكان أحمد لطفى السيد مديراً لدار الكتب فى ذلك الوقت. طلب له حشمت باشا رتبة البكوية من الدرجة الثانية، فاُنعم عليه بها سنة 1912، ثم اُنعم عليه بنيشان النيل من الدرجة الرابعة.تعلق فى بداية حياته بالشيخ محمد عبده ولازمه ملازمة كاملة. وبعد وفاة محمد عبده عام 1905، اُصيب حافظ بالإحباط، فكتب فيه شعراً قائلاً: «لقد كنتُ أخشى عادى الموت قبله .. فأصبحت أخشى أن تطول حياتى». ومن قصائده الوطنية التى غنتها السيدة أم كلثوم: «وقف الخلقُ ينظرون جميعاً .. كيف أبنى قواعد المجد وحدى، وبناة الأهرامِ فى سالف الدهر .. كفونى الكلام عن التحدى». وفى الساعة الخامسة من صباح الخميس 21 يوليو 1932 توفى فى بيته الصغير بضاحية الزيتون بالقاهرة.

أستاذ بكلية الهندسة - جامعة الإسكندرية