رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حزب النور السلفي" يرفع شعار "سنحيا في أي ناحية"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كثير من المواقف التي أخذها "حزب النور السلفي" في الفترة الأخيرة، كان التغيير بعد أيام قليلة هو سيد الموقف بها، فمنذ ظهور كذراع سياسي للدعوة السلفية وذيوع صيته عقب ثورة 25 يناير، عُرف بمواقفه المثيرة للجدل، وتقلباتها تبعًا للسياسة الحالية، فظل التناقض رفيقه والتغير مبدأوه.
فكانت أولى تلك المواقف التي غيرها النور حاليًا تبعًا لمصالحه في البرلمان، هو موقفه من الأقباط، عام 2012 خرج حزب النور السلفي بفتوى تحريم تهنئة الأقباط تحت زعم أن ذلك يتعارض مع الشريعة الإسلامية، التي تقر بعدم تهنئة الأقباط أو الابتسام في وجهوهم.
وفي تلك الآونة يرحب الحزب السلفي بدخول الأقباط إلى البرلمان وعلى قوائهم ليكسبوا من ورائه أصوات داخل مجلس النواب، كما أنه عام 2014، دشن الحزب حملة "أخي القبطي"، تدعو الأقباط إلى التحالف مع حزب النور من أجل إنشاء حزب واحد يحمل معتقدات الطرفين، ولكن خرجت الكنيسة الأرثوذكسية رافضة ذلك التحالف، ولقبت تلك الحملة بـ"مغازلة" للأقباط بعد الاعتداء عليهم.

أما موقفه من المرأة سار على نفس النهج، في عام 2011 وصف حزب النور ترشح المرأة إلى مجلس النواب أو الرئاسة "بالمفسدة"، وهاجم حزب النور قانون الانتخابات البرلمانية لذلك العام لما احتواه من وجوب ترشح امرأة واحدة، الأمر الذي تبدل الآن وأصبح على طاولة المناقشات.
جمع حزب النور خلال تاريخه تناقضات سياسية ودينية عديدة، كانت أولها عام 2012 حينما اعترض الحزب بشدة على تعديل المادة 219 من الدستور، ولكن لم يستمر الحزب طويلًا على موقفه إذا أجبر على التنازل عن تلك المادة.

وقبل حكم الرئيس المعزول محمد مرسي خرج حزب النور ليحتج على العلاقات المصرية الإيرانية، ونزول وفود سياحية إيرانية إلى مصر بحجة الحفاظ على المذهب السني، وهددوا الحكومة المصرية بمحاصرة المطارات وعدم السماح بنزول تلك الوفود.

لكن لم يلبث أن انهارت كل تلك الشعارات وكانت هباءً منثورًا، فور تولي مرسي الحكم، فنزلت الأفواج السياحية الإيرانية، ولم يعترض النور، فترددت أقاويل أن الجماعة الإرهابية ساومته على سكوته المفاجئ، بل قام "محمد نور" المتحدث الرسمي باسم الحزب، بحضور احتفالات الثورة الإيرانية داخل سفارتهم.

كان حزب النور أول الأحزاب التي أعلنت مساندتها لضباط الداخلية الذين تم إيقافهم عن الخدمة بسبب إطلاقهم اللحية، وأطلق نادر بكار، المتحدث الرسمي للحزب آنذاك بيانًا، أعلن فيه أن وزير الداخلية لم يطهر الوزارة من رجال العادلي، وإنما انشغل بالضباط الشرفاء الذين قرروا إطلاق لحيتهم استنادًا لسنة رسول الله، وقاموا بتدشين حملة تحمل اسم "لا للتمييز ضد اللحية".

ثم تتبدل المواقف سريعًا عقب ثورة 30 يونيو، ليخرج حزب النور يوم 8 فبراير الماضي، ويؤكد أن "مصر بها مشاكل أكبر من اللحية والضباط الملتحيين، وأهم من إطلاق اللحية، وعلينا عدم الالتفاف لتلك الأمور، والتركيز في المشاكل التي ينبغي حلها للنهوض بالمجتمع والخروج به من المأزق، على الإنسان الالتزام بعمل وبالقوانين التي ينتمي لها العمل".

كما أن ياسر برهامي خرج بتصريحات في نوفمبر قبل الماضي يطالب المعزول مرسي بالوفاء بوعده وتطبيق الشريعة الإسلامية، ثم يخرج عقب سقوط حكم المعزول ويؤكد أن تطبيق الشريعة ليست مسئولية الرئيس بل مسؤولية البرلمان.

فظلت تصريحات النور ومواقفه قبل وبعد 30 يونيو، تثبت أنه ينحني لأي شخص بحثًا عن مصالحه، وأن النور مواقفه متخبطة منذ تأسيسه، وتصريحات قياداته تعتبر بمثابة طعنة للتيار الإسلامي من الخلف.

وموقفه من الجماعة الإرهابية كان شاهدًا أيضًا على تغير مواقفه، فقد بث الحزب فيديو في سبتمبر الماضي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي وبعد رحيل دولة الإخوان تبرئ فيه من علاقته بالإخوان، فقد نسى الحزب موقفه الذي أعلن عنه يوم 28 مايو عام 2012، بأن حزب النور السلفي يدعم مرشح الإخوان المعزول محمد مرسي رئيسًا لمصر.

وجاء نص التأييد على صفحة الحزب بموقع "تويتر": "الهيئة العليا لحزب النور تؤيد الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة المقرر إجراؤها في 16 و17 يونيو، كما أعلنت جمعية الدعوة السلفية دعم مرشح الإخوان".