رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولة في حساب شهداء الواجب الوطني.."كلمات برائحة الموت"

جريدة الدستور

"نعي، كلمات تتمنى الشهادة، دعوات لرفعة الوطن، بكاء ورحيل" حال جنود الجيش المصري، الذين أصبحوا ينعون بعضهم البعض، فلم يكن يعرف أحدهم وهو يخط ذلك النعي لزميله أنه سيلقى نفس المصير بعد عدة أيام.
كُتب له نعي مماثل خطت معه نهايته الفارقة في حياة أهله وأقرانه، كانوا جميعًا منذ ساعات قليلة يقفون جانب بعضهم البعض يتبادلون الضحكات والبسمات، فظهر لهم شبح الإرهاب حاصدًا أرواحهم، فتلاشت البسمات وخف صوت الضحكات، وعلا مكانها صوت الوطن ينعي أبطاله الأوفياء.
الشهداء المصريين الذين راحوا ضحية الإرهاب بمناطق متفرقة من الأرض الصامدة سيناء ومن سبقوهم في حوادث أخرى، الجميع كانت كلماتهم قبيل استشهادهم توضح توقعهم بحدوث تلك النكبة، وأيضًا اتفقوا في نعيهم لزملائهم الذين سبقوهم دون سابقة إنذار، تمنيهم للشهادة بات واضحًا حتى نالوها عن جدارة.
"
الدستور" قامت بجولة على صفحات بعض شهداء الواجب الوطني على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، نجدهم معلقين على حوادث زملائهم، متمنين أن يلحقوا بهم على عجلة.
الشهيد "وليد عصام" أحد الأبطال صفحته دلت على شخصيته التي حزن الجميع على فقدانها، بمجرد التجول فيها تجد الجميع ينعونه ببالغ الأسى، معربين عن صفاته الخلوقة، فكتبت والدته إليه: "ابني استشهد وسلاحه في يده موت به إرهابي لفداء الباقي، اتصل بي ضابط وقال للأمانة ابنك راجل وبطل عرفي والده زي ما كان يحب".
وخطيبته "أية هشام" التي تحدث عن فجيعتها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فقالت: "عشت راجل ومت راجل يا حبيبي كنت بتتمناها ونولتها، أنا مبسوطة أنك في أحسن مكان بس الفراق صعب أوي يا حبيبي يا سندي مش قادرة التخيل أني مش هشوفك تأني كان نفسي نفرح مع بعض وكان نفسي كل حاجة متفقين عليها نعملها سوا".
وتابعت تعبر عن مدى الأسى الذي لحق بها: "مفيش حاجة حلوة من بعدك يا وليد والله، ولا في حياة من بعدك، والله يا وليد لهفضل لآخر يوم في عمري مستنياك لحد ما تخدني معاك في أحسن مكان، يا رب ماليش غيرك يا رب حرقوا قلبي علي حبيب عمري".
"
احتمال بكرة أكون شهيد" كانت آخر كلماته التي تحققت بعد ساعات قليلة، للمجند الشهيد وأحد ضحايا العريش "محمد عاطف" من محافظة كفر الشيخ.
"
راجع بلدي بكرة مصر لن تركع" كانت أحد الصور التي نشرها الشهيد "خالد عبد العاطي" قبل استشهاده بساعات قليلة ، عبر من خلالها عن حبه الجارف للوطن وترابه، والذي لم يمنعه عنه سوى الموت والشهادة.