رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

25 يناير.. والشعب المصرى.. وأعظم ثورة فى التاريخ


تحل علينا بعد يومين الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير والتى كانت البوابة الرئيسية لثورة 30 يونيو العظيمة، والتى فتحت الطريق أمام الشعب المصرى ليعبُر عن رأيه فى رفضه لسياسات الظلم والفساد للحزب الحاكم «الوطنى المنحل».

ولا ننكر أن من بين أعضاء هذا الحزب من تعرضوا للظلم الكبير بعد سقوط النظام إأبان ثورة يناير العظيمة وكان بعضهم مخلصين لوطنهم ولم يرتكبوا ظلمًا أو جرمًا ضد الوطن.

وعلى الرغم من أن الحزب الوطنى كان يلجأ إلى كبار العائلات فى القرى والنجوع لكى يجمل ويحسن من صورته أمام الشعب إلا أن ذلك أدى إلى تعرض بعض أعضائه للظلم، وعندما فشلت منظومة الحزب وخرج عليها الشعب المصرى ثائرًا، ورغم أن ثورة 25 يناير لم تكتمل لأنها تحملت مؤامرات عملاقة وحملت أثقالاً ووزرًا كبيرًا من الإخوان والطابور الخامس إلا أنه لا أحد ينكر أنها كانت المدخل والممر إلى ثورة الشعب العظيمة التى أبهرت العالم وهى ثورة 30 يونيو.

إن ثورة 25 يناير فتحت الباب أمام حرية المواطن وقدرته على مواجهة الفساد والديكتاتورية ومواجهة أعباء الفقر والمرض التى تعرض لها خلال الأنظمة الفاسدة، ولا شك أن ثورة يناير بما لها وما عليها تعتبر نقطة تحول فى السياسة المصرية والعربية فى المنطقة ولولا ثورة يناير لكنا ما زلنا فى حكم أنظمة فاسدة، رغم أن الحالة التى كنا نعيشها لم تكن بقدر كبير من السوء مقارنة بما آلت اليه الأمور فى مصر بعد الثورة إلا أنه الطبيعى أن الدول والشعوب تحملت قدرًا كبيرًا من البطش وإهدار جزء من ثرواتها واقتصادها عقب أى ثورة ضد النظام.

فبلا شك أن الشعب المصرى سوف يتذكر دائمًا ثورة 25 يناير بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات، وكذلك انتهازية تنظيم جماعة الإخوان وخطورتهم وألاعيبهم التى كشفت أمام الراى العام ومدى انتهازية هؤلاء التنظيمات الذين تشدقوا باسم الدين وتستروا به حتى فازوا بحكم البلاد لمدة عام مارسوا فيه أبشع أنواع الديكتاتورية.

إن ثورة يناير ثورة فكرية زادت عزيمة المصريين فى التفكير والتأمل والتصور وجعلت المواطن أكثر استيعابًا لخطورة المتاجرين بالدين وكشف أهدافهم اللعينة فى القفز على الشعب وسرقة الوطن.

سنحتفى بالثورة لأنها التى أدت إلى سقوط أكبر عملية سطو فى التاريخ على مقدرات الشعب المصرى، وذلك من خلال العزيمة القوية التى يتمتع بها المصريون وكذلك إصرارهم على مواجهة الفكر المتطرف والتعصب والعنف وضرورة الخروج والثورة حتى من قبل كل من لم يكن مهتمًا بشئون السياسة أو سوء حالة الأوضاع التى كانت تتعرض لها البلاد، فثورة يناير ثورة دفعت بالشعب المصرى إلى أعظم ثورة عرفها وهى ثورة 30 يونيو.

مشاهد كثيرة ومتعددة نتذكرها جميعًا ولا يمكن لها أن تغيب عن أعيننا من تلاحم ومحبة بين كل الأطياف المسلمين والأقباط الكبير والصغير فالكل خرج يطالب بمطلب وطنى واحد وهو « العيش والحرية والكرامة الإنسانية» الكل خرج وملأ الميادين بلا خوف ولا تردد من بطش نظام فاسد، إنها ثورة 25 يناير العظيمة، فتحية لكل الشعب المصرى والجيش العظيم على ثورته المباركة.

■ رئيس تيار الاستقلال