رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

مسلمي فرنسا، خطر على إسرائيل و ليس على فرنسا

جريدة الدستور

أعتقد أن هناك فرقا بين مسلمي فرنسا و بين مسلمي المغرب، العربية السعودية، العراق، سوريا و بقية الدول العربية الإسلامية.

إسألوا مسلما من مسلمي الدول العربية الإسلامية عن شارلي إبدو، سيقول لكم بأن النظام الحاكم عليه سن قوانين تمنع رسوماتهم و تعاقب إساءتهم للدين بالقتل أو الحبس أو الجلد.

إسألوا مسلما من مسلمي الدول العربية الإسلامية عن حق الغير مسلمين في الأكل و الشرب أثناء فترات صوم المسلمين، سيؤكد لكم بأنه ضد هذا الحق و سيحدثكم عن ضرورة سن قوانين تمنع الإفطار العلني و تعاقب مرتكبيه.

إسألوا مسلمي العالم العربي الإسلامي عن موقفهم من العلاقات الجنسية التي تمارس خارج إطار الزواج، سيجيبونكم بأنهم ضد هاته العلاقات و بأنهم مع سن قوانين تمنع الزنا و تعاقب الزناة.

لكن، إن طرحتم هاته الأسئلة على مسلمي فرنسا فسيعطونكم إجابات مختلفة تماما عن الإجابات التي حصلتم عليها من مسلمي الدول العربية الإسلامية... ستكتشفون أن فكرهم الإسلامي يبتعد كثيرا عن الفكر السني أو الشيعي و يقترب بشكل كبير من الفكر القرآني.

إذا طرحتم نفس الأسئلة على مسلمي فرنسا، فسيتضح لكم بأنهم من أنصار العلمانية و القيم الديمقراطية و أنهم من أشد أعداء أنظمة الحكم الإسلامي و مختلف تياراتها و أحزابها السياسية.

مسلمو فرنسا لا يشكلون أدنى خطر على العلمانية. فكرهم لا يمكن إعتباره كتهديد لمستقبل القيم الفرنسية. لكنه يشكل خطرا على مصالح الصهاينة... و هذا ما يزعج اللوبيات الصهيونية التي تتحكم في جزء مهم من المؤسسات الإعلامية و الأحزاب السياسية بفرنسا.

هاته اللوبيات تعلم جيدا بأن الفكر الإسلامي السائد بفرنسا، فكر معادي للصهيونية. هي تعلم بأن إسرائيل ستفقد واحدة من أقوى حليفاتها إن أصبحت فرنسا بلدا غالبية ساكنته مسلمة. و لكي لا يحدث هذا، هي اليوم تستعمل كل أوراقها لتنمية كراهية الإسلام و المسلمين بفرنسا و أيضا ببلجيكا و هولاندا و بقية أوروبا.

كمال ازنيدر
مؤلف كتاب : الإسلام، أجمل ديانة في العالم