رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

تلك عدالة ننشدها

جريدة الدستور


منذ سنوات تحدثت مصر كلها عن "عبدالحميد شتا" طالب الماجستير المتفوق خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. الذي كان متقدما لوظيفة ملحق تجاري في هيئة التمثيل التجاري التي تزود السفارات بالملحقين التجاريين. كان رومانسيا حالما اعتقد أن تخرجه في الكلية بامتياز مع مرتبة الشرف كفيل باجتيازه اختبارات الملحقين التجاريين لكن عبدالحميد ذهب لمقر الهيئة ليري النتيجة فوجد أنه نجح في جميع الاختبارات التحريرية والشفوية ولكن جاءت نتيجة كشف الهيئة "غير لائق اجتماعيا" لأن والده عامل في مصنع طوب باحدي قري مركز ميت غمر لم يتحمل عبدالحميد شتا الصدمة وسار علي غير هدي علي النيل واختار أن تكون مياهه وأسماكه قبرا لجسده النحيل وعقله العبقري الذي لم يقدره مجتمع التمييز بين أبنائه حسب نسبهم وحسبهم.
انتحر شتا وطفا ما بقي من جثته بعد الحادث باسبوع عل نيل المعادي. استدعت ذاكرتي واقعة عبدالحميد شتا وأنا أري أمامي 136"شتا" اخر
من اوائل كليات الحقوق والشريعه والقانون والشرطة من اوائل كلياتهم ممن اضناهم السهر واعيتهم سبل الحياه حتى يتحقق التفوق المنشود ليصل كل منهم الى ماحلم بة وهو الالتحاق باحدى الهيئات القضائية .كانت تداعبهم الامانى والاحلام يقينهم ان اللة لايضيع اجر من احسن عملا .على ثقة بان جهدهم وكفاحهم لن يضيع هباءا منثورا .ولكن وكما تعودنا دائما تأتى الريح بما لاتشتهى السفن فلم يتم قبولهم والسبب عدم حصول الوالدين على مؤهلات عليا. الايكفى اباءهم الفقراء الجهلة كما تدعون انهم اخرجو للمجتمع جيلا متفوقا مثقفا حرم نفسة من كل متع الدنيا وملذات الحياه حتى يحقق لمواطنينا العدالة الناجزة .تمنيت والالاف من بنو جيلى ان تظل مصر رائدة ابية عصية على كل مخترق .كنا صغار تراودنا المشاعر والامانى فى مصرنا الجديدة بلد الحريات الا لمن ابى .بلد العدالة الاجتماعية بلامنازع .لافرق فيها بين وزير وغفير عدالة فى التعيين و تولى الوظائف العامه بالكفاءة دون النظر الى المستوى الاجتماعى او مؤهل ومهنه الوالدين فكما تعلمنا فى مدارسنا وجامعاتنا لايؤخذ شخص بجريرة اخرعلى فرض ان الفقر والمستوى الاجتماعى جريمه كبرى .قامت ثورة يناير المجيدة وتبعتها ثورة يونيو لتحقيق العداله الاجتماعية باعتبارها احدى مكتسبات الثورة .ثورتين كان الشباب هو الخاسر الوحيد فبعضهم ضحى بدمائة الزكية وروحه الطاهرة من اجل تحقيق ذلك الحلم باعتبارة احد الاهداف الرئيسية للثورة وبعضهم عاش من وقتها على امل تحقيق تلك المعادلة الصعبة .ولكن فوجئنا بواقع مرير فمن تم تعيينه فى نفس الدفعه لم يجتهد وقضى حياته بين ملذات الدنيا وبهجتها .اتخذ المستبعدين كل الطرق القانونية لليصال صوتهم الى السيد / رئيس الجمهورية ولكن دون جدوى .سيدى الرئيس شباب مصر لن يبدا عهدة معك بنفاق ولا رياء فاللة يعلم ورسولة يشهد انك بالنسبة لشبابها القائد الذى لايخشى فى قول الحق لومة لائم .اضع هذا الملف وغيرة من الملفات المتعلقة بتحقيق العدالة الاجتماعية على مكتبكم وانى على يقين انهه سيلقى رعايتكم واهتمامكم فلانتمنى ان تتكرر مأساه عبدالحميد شتا .سيدى الرئيس ان مصر الجديدة وشبابها يناشدونكم الضرب بيد من حديد على مسؤول تسول لة نفسة محاباة الاقارب والاصدقاء على حساب الكفاءات والمتفوقين حينها تتحقق العدالة المنشودة فكفى ماضاع من عمر الاوطان