رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أثري: المصريون القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ وبرعوا في صناعتها

 الباحث الآثري أحمد
الباحث الآثري أحمد عامر

أكد الباحث الآثري أحمد عامر، أن الحلي كانت متواجدة في جميع الحضارات القديمة، وكان الهدف الأساسي منها هو الزينة والتزين، وكان يرتديها الرجال والنساء سويا في مصر الفرعونية، مشيرًا إلى أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ، وأقدم صناعة للحلي من المحتمل أنها تعود لحضارة البداري.
وأشار عامر - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إلى أن ارتداء الحلي في مصر القديمة كان يدل على الثراء، كما كان لها غرض ديني، حيث يعتقد أنها كانت تستخدم كتميمة لحماية جسد المتوفي من الشرور التي ربما تقابله في العالم السفلي، إلى جانب أنها كانت توضع على الحيوانات لكي تحميها من الحسد، وكحلية لتمائم الآلهة في المعابد أثناء الطقوس الدينية، وكان الزي الكامل للاحتفالات عبارة عن شعر مستعار ومجموعة كبيرة من الحلي والعقود والدلايات وحلي الصدور مزدوجة بالسلاسل.
وقال إن المصري القديم صنع الحلي من مختلف المواد منها الذهب والفضة وكانت الفضة أندر من الذهب، الذي كان متوافرًا في أماكن عديدة بالصحراء الشرقية، وبلاد النوبة، وقد أطلق المصري القديم على الذهب اسم "نبو"، واسم "حج" على الفضة، وأطلق على الذهب الأبيض إسم "جمعو" ، كما أطلق إسم "حمت" علي النحاس .
وأضاف أن الأحجار الكريمة ونصف الكريمة استخدمها المصرى القديم في صناعة وتطعيم الحلي وأهمها العقيق "حماجت" ومنه اليماني ، والأبيض ، والأحمر ، وحجر الجميشت ، والزمرد ، والمرمر المصري ، والمرجان ، والفلسبار ، وحجر الدم ، واللازورد ، والزبرجد ، واللؤلؤ ، والبلور الصخري ، والفيروز ، والكهرمان ، لافتا الى انه بالنسبة للياقوت والماس وعين الهر فلم تكن معروفة لدي المصريين القدماء .
وتابع أنه تبدأ مراحل الصناعة فى مصر القديمة بوزن الذهب والفضة في الورشة قبل تسليمها إلي الصائغ ، وقد أطَلق علي ورشة تصنيع الذهب إسم "حوت- نبو" وتعني "مقر الذهب" ، أما في عصر الدولة الحديثة فقد ظهر إسم آخر وهو "إس - إن - كات" وتعني "مقر العمل أو الورشة" ، وكانت أدوات الصاغة عبارة عن موازين لوزن المعدن ، أنابيب غاب ذات أطراف فخارية مثقوبة ، ملاقط للإمساك بالقطع المعدنية ، حجارة مستديرة الشكل لطرق المعدن ، بوتقات لصهر المعدن ، سندات حجرية للطرق فوقها ، قضبان معدنية طويلة لرفع البوتقات ، أزاميل للحك والقطع هذا بالإضافة للقوالب الخاصة بالتشكيل والمثاقب ، وبعد مرحلة الوزن تأتي مرحلة صهر الذهب علي النار .
وكشف عامر عن براعة ومهارة الصاغة المصريين وكان من أشهر الأدلة الآثرية بقايا الأساور الأربع التي عثر عليها بتري في أبيدوس وترجع لعصر الأسرة الأولي ، والصفائح والمسامير الذهبية التي كانت تزين التابوت الخشبي التي وجدت داخل أحد سراديب هرم سقارة المدرج ، ومجموعة آثار الملكة "حتب - حرس" من الأسرة الرابعة ، ورأس الصقر الذهبية التي عَثر عليها بمدينة "نخن" من الأسرة السادسة ، مجموعة آثار ملوك وأميرات عصر الدولة الوسطي التي عثر علي أهمها "دي مورجان" في اللاهون ودهشور ، مجموعة آثار الملك "توت عنخ آمون" وحلي مقابر "تانيس" ومقبرة "سابتاح" .
وعزا مهارة وإبداع الصائغين القدماء الى إسلوب وطرق الصناعة التي تنحصر في طريقة البرغلة "التحبيب" حيث أن تلك الطريقة تعتمد على صهر الشرائط الذهبية لتشكيل الحبيبات الذهبية ، ثم صقل الَحلي بالمينا حيث يتم وضع مادة فوق آخري وفيها يتم وضع مادة لامعة علي المعدن ، ثم نصل إلي آخر مرحلة وهي طريقة الغلق أو المينا المحجزة وتعني المواد المعزولة بحواجز صغيرة.
وأوضح أنه يسهل ملاحظة الفرق بين الحلي الجنائزية والدنيوية، فالأولى ثقيلة الوزن سهلة الكسر غير ملائمة للحياة الدنيا ولا يوجد بها مشابك للغلق، أما الثانية كانت تصنع من معادن ثقيلة وترصع بالأحجار نصف الكريمة وبها مشابك ذهبية للغلق.