رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

2014.. مصر "صداع" في رأس الغرب..إعلامه يخشى السيسي ويحذر من "بوتين جديد"

السيسي
السيسي

لم تغب مصر عن صفحات الجرائد والمواقع العالمية طوال عام 2014، حيث احتلت دومًا صدارة عناوين الصحف ووكالات الأنباء العالمية، لمرورها بالعديد من الأحداث والاستحقاقات المهمة، الأمر الذي جعلها محط اهتمام الصحف العالمية في أغلب الأحيان.
استفتاء دستور 2014
وبدأت مصر أول استحقاقاتها وأحداثها المهمة، بالاستفتاء على دستور 2014 يومي 14 و15 يناير، أول استحقاقات خارطة الطريق التي وضعها الجيش برفقة القوى السياسية والدينية في البلاد يوليو 2013، حيث تم إقراره بنسبة موافقة كاسحة، جعلت معظم الصحف الأجنبية ترى أن تلك الموافقة، تحمل في طياتها موافقة من الشعب المصري على منحه أمرًا للرئيس عبد الفتاح السيسي وزيرًا الدفاع حينها، أن يخوض الانتخابات الرئاسية، والتي تعد ثاني استحقاقات خارطة الطريق.
ومن أبرز ما قالته الصحف الأجنبية في هذا الوقت، هو تعليق جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية، على تمرير الدستور، "إن الجيش المصري نجح في تأمين البلاد، والعبور بها إلى بر الأمان، بعد الاستفتاء على أول استحقاقات خارطة الطريق"، مشيرة إلى أن الجيش المصري فضلاً عن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، دفعوا بقوة لتبني الدستور الجديد لتثبيت الحكم المدني المنتخب.
وسلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على عملية الاستفتاء، حيث أوضحت أن المزاج العام في البلاد يتجه لتمرير الدستور بنسبة كاسحة لـ"نعم"، وهو بالفعل ما شهدته الصناديق، التي أرجحت تمرير الدستور بنسبة فاقت 98 %.
وتحدث الصحيفة البريطانية، عما هو أبعد من مجرد تمرير الدستور، حيث قالت إن مرور الاستحقاق بتلك الصورة الآمنة والرائعة، قد تضع نهاية للرئيس المعزول محمد مرسي، كون الدستور الجديد –ولا شك- أتاح فرصة أكبر للبلاد للمضي قدمًا نحو الاستقرار.

زيارة السيسي الأولى لروسيا
ولا شك أن زيارة المشير السيسي حينها، وزير الدفاع المصري والقائد العام للقوات المسلحة إلى روسيا، والتي كانت في فبراير ، أثرت في نفوس الإعلام الغربي، وخاصة الأمريكي منه، والذي ساده حالة من الهلع، من إمكانية أن تتوصل مصر لاتفاق تام مع موسكو، فيما يتعلق بشراء الأسلحة، وهو الأمر الذي وضع السيسي خطوطه العريضة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينها.
وعلقت الصحف الأجنبية على زيارة السيسي برفقة نبيل فهمي وزير الخارجية حينها إلى موسكو، حيث وصفت صحيفة "التليجراف" البريطانية، زيارة وزير الدفاع المصري حينها، بأنها بداية لتحالف عسكري جديد بين البلدين، على غرار ما كان حاصلًا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وحتى حرب أكتوبر 1973.
واتسمت الولايات المتحدة الأمريكية بالطرافة الشديدة، وذلك في تعليقها على تصريحات بوتين، والتي أكد خلالها دعمه للرئيس السيسي حال خوضه للانتخابات الرئاسية في مايو من نفس العام، حيث قالت واشنطن "إن بوتين لن يتحم في اختيار رئيس مصر القادم".
وأثار هذا الرد لغطًا كبيرًا، حيث منح إشارات واضحة عن شعور الإدارة الأمريكية بالغيظ من تصريحات الرئيس الروسي، وهو ما تبعته بقرار باستمرار تعليق مساعدتها العسكرية وخاصة طائرات الأباتشي لمصر، الأمر الذي مهد الطريق للسيسي للحصول على أفضل وأكثر الأسلحة الروسية تطورًا في الآونة الأخيرة.
إعلان ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية
وشهد ترشح المشير السيسي في إبريل الماضي، اهتمامًا عالميًا وإعلاميًا واضحًا، حيث علقت الصحف الدولية المشهورة على قرار السيسي بالترشح لخوض الانتخابات الرئاسية في مايو، وذلك بعد أن نشر التليفزيون المصري، آخر خطاب لوزير الدفاع المصري حينها، والذي أعلن خلاله ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وكانت أبرز تعليقات الصحف الأجنبية على قرار السيسي بالترشح، ما قالته "نيويورك تايمز" الأمريكية، والتي وصفت ترشح السيسي للرئاسة بعودة الرجل القوي مجددًا لحكم البلاد، مشبهة الموقف بمطالبة الشعب المصري للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالاستمرار في الحكم، على الرغم من هزيمة عام 1967.
واتسمت بعض الصحف الإسرائيلية بالواقعية الشديدة، حيث رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن ترشح الرئيس السيسي كان أمرًا متوقعًا، مشيرة إلى أن الصغوط الشعبية الواسعة حسمت قرار الترشح، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يرفضه السيسي.
فوز السيسي بالانتخابات الرئاسية
على الرغم من المؤشرات الأولى، والتي كانت كلها تتوقع فوز السيسي بفارق واسع عن منافسه الوحيد حمدين صباحي، إلا أن الصحف الأجنبية اهتمت بتمديد فترة التصويت ليوم ثالث، لتصبح أيام الاقتراع 25 و26 و27 مايو، وهو الأمر الذي زعمت الصحف الأجنبية أنه جاء بعد أن شهد الأيام الأولى عزوفًا عن المشاركة، إلا أن نفس الصحف أكدت في نهاية المطاف أن تمديد التصويت جاء في صالح العملية الديمقراطية، حيث أتاح الفرصة للعديد من المصريين للمشاركة في الاستحقاق الديمقراطي، خاصة بعد وصول أعداد الناخبين لما يقرب من 25 مليون شخص.
وأجمعت الصحف العالمية، أن فوز الرئيس السيسي كان متوقعًا، ولا يمكن أن يعد مفاجأة بأي حال من الأحوال، مؤكدين أن مجيء السيسي على رأس قيادة الدولة المصرية، تعني عودة الرجل القوي للقصر الرئاسي مجددًا.
الإعلان عن مشروع قناة السويس الجديدة
تنمية اقتصادية كبرى تواجه يد الإرهاب في عقر داره، حيث دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع تنمية قناة السويس، ويعلنها صراحة إن مصر أقوى من الإرهاب ولن يوقفها أحد، ليسلط الإعلام الغربي الضوء على الحدث ويترقب نتائجه.
حيث نشرت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، تقريرا قالت فيه إن المشروع يهدف بشكل أساسي لرفع مكانة مصر الدولية.
وأضافت، في سياق تقريرها المنشور، أن الممر المائي الجديد سيجعل مصر مركزا تجاريا دوليا، كما سيقلل عدد ساعات الانتظار التي تقضيها كل سفينة للمرور من الممر الملاحي الأهم في العالم.
ومن جانبها، سلطت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، الضوء على الحدث، مشيدة بدور المشروع المتوقع في تسهيل عملية الملاحة والشحن في العالم.
وأكدت الشبكة الأمريكية في تغطيتها لخطاب الرئيس السيسي، أن قناة السويس الجديدة ستكون رمزاً لحكم السيسي في الفترة القادمة، مبرزة وعوده بالمزيد من المشروعات التنموية لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي أرهقته الاضطرابات السياسية على مدار السنوات الثلاث الأخيرة.
وأشاد التليفزيون الألماني "دويتشه فيله"، في تعقيبه على قرار السيسي الخاص ببدء حفر قناة السويس الجديدة بالمشروع، مشيرًا إلى أنه سيجعل عملية الشحن بين قارتي أوروبا وآسيا في أسرع صورها.
وأوضح في سياق تغطيته للحدث، أن تطوير محور قناة السويس أمر لطالما شغل رؤوس المصريين، مؤكدًا أن قناة السويس الجديدة ستسهم بشكل فعال في إسراع عملية الشحن بين أوروبا وآسيا.
وفي لندن، أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي البدء في حفر قناة السويس الجديدة، حيث أكدت أن مصر تهدف من وراء تلك الخطوة للاستفادة القصوى من عدد السفن التي تمر بمصر للعبور من قارة أوروبا إلى آسيا.
وأوضحت الصحيفة أن قناة السويس والتي تربط قارتي آسيا وأوروبا، تسمح للسفن فقط بالسفر في الاتجاه القادم من أوروبا إلى آسيا دون الحاجة إلى المرور بطريق رأس الرجاء الصالح والذي يمر بجنوب قارة أفريقيا، وهو ما يضيع الفرصة على مصر في الاستفادة من السفن التي تمر من آسيا إلى أوروبا.
زيارة الرئيس السيسي الثانية لروسيا
جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا في توقيت بالغ الأهمية باعتبارها أول زيارة للرئيس خارج المحيط العربي والأفريقي، وكونها ترسخ وتضع المرتكزات الثابتة لمبدأ استقلالية السياسية الخارجية الذي يسعى الرئيس السيسي لتأكيده في ظل تدشين بداية مرحلة جديدة من تاريخ مصر، ولأن سياسة تنويع الخيارات أصبحت جزءاً من السياسات الخارجية لدول العالم في هذه المرحلة.
فعلى المستوى الاقتصادي، وانطلاقاً من التأكيد على أن مصر بدأت مرحلة تنفيذ المشروعات الاقتصادية الكبرى، سعت مصر للاستفادة التكنولوجية من حليف استراتيجي ساهم في بناء أحد أهم المشروعات المصرية في القرن الماضي وهو السد العالي، لذا  تم الاتفاق على إقامة منطقة صناعية روسية كجزء من مشروع قناة السويس الجديد.
ولا شك أن زيارة الرئيس السيسى لروسيا ستسهم في فتح مجالات أكبر أمام المنتجات المصرية للتواجد في السوق الروسي، إلى جانب المساهمة في الإسراع في بدء مفاوضات منطقة التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الاقتصادي الأوروأسيوي والتي تضم كلا من روسيا الاتحادية وبيلاروسيا وكازاخستان بالاضافة إلى أرمينيا.
وستقوم روسيا بتزويد مصر بما لا يقل عن ٥ ملايين طن من القمح هذا العام، وستزيد وارداتها من السلع الزراعية المصرية في ظل استعداد مصر لزيادة صادراتها من السلع الزراعية إلى روسيا بنسبة ٣٠%، وستعمل روسيا على تسهيل دخول السلع المصرية إلى السوق الروسية.
وعلى الجانب العسكري، بعثت الزيارة برسالة مهمة للولايات المتحدة الأمريكية فحواها أن تسليح مصر ليس رهناً بدولة بعينها مهما كان حجم التعاون معها، خاصة بعد أن أعلنت واشنطن تقليص دعمها العسكري والاقتصادي لمصر، فأراد الرئيس السيسي أن يثبت أن مصر منفتحة على العالم كله خاصة فى المجال العسكرى، وأن التعاون العسكرى مع روسيا مطلوب لإعادة توازن التسليح للقوات المسلحة بين الشرق والغرب حتى لا يتحكم أحد في قرارات مصر المصيرية أو الداخلية.
ومن هنا فقد حققت الزيارة نتائج إيجابية كبيرة، إذ بدأ تنفيذ الاتفاق على تعاقدات لشراء قطع الغيار التي تحتاجها الأسلحة الروسية الموجودة بالقوات المسلحة بمصر، كما تركز لقاء الرئيسين السيسي وبوتين على بحث عمليات تسليم الصادرات العسكرية الروسية عالية التقنية ومن بينها مقاتلات من طراز "ميج ـ 29" وكذلك أنظمة صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات والمروحيات الهجومية "كاموف كا ـ 25" و"ميل مى ـ 28"، و"مى ـ 25".
كان قد تم خلال زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الى مصر في خريف عام 2013 الاتفاق على عدد من المسائل من ضمنها إجراء مناورات مشتركة، وإعداد وتدريب الضباط المصريين في المؤسسات التعليمية العسكرية الروسية، خاصة مع استمرار وجود 30% من الأسلحة الروسية لا تزال عاملة في القوات المسلحة المصرية، لاسيما مع وجود اتفاق تعاون استراتيجي لم يكن مفعلا، بين مصر وروسيا تم توقيعه منذ عام 2009، كما أن العلاقات العسكرية بين البلدين لم تتوقف منذ ثلاثين سنة.
كلمة السيسي في الأمم المتحدة
حظيت كلمة الرئيس السيسي في الاجتماع العام بمنظمة الأمم المتحدة، باهتمام شديد على مستوى العالم أجمع، حيث علقت بعض الصحف الأجنبية على كلمة الرئيس السيسي في الأمم المتحدة والتي اختتمها بهتاف "تحيا مصر" الشهير، وسط تصفيق حاد من الحاضرين.
وأبرزت تلك الصحف استخدام الرئيس السيسي للهجة العامية في خطابه الرسمي بالأمم المتحدة، وهو الأمر الذي فسرته الصحف الأجنبية برغبته في مخاطبة بسطاء الشعب المصري، حتى في المحافل الدولية.