رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تظاهرات ميسوري.. 2014 يرفض الرحيل دون الكشف عن "همجية" أوباما

أوباما
أوباما

على ما يبدو أن هذا العام، لا يريد أن ينتهي دون ترك فضيحة تلو الأخرى تهز الصورة الأمريكية في نظر العالم، فقبيل تقرير الـ"CIA"، والذي كشف فضائح الاستخبارات الأمريكية والانتهاكات التي وجهتها في حقوق المعتقلين، جاءت مظاهرات ولاية ميسوري لتثبت للعالم أن الإدارة الأمريكية ليس لها الحق في التدخل في شئون الدول الأخرى بحجة المطالبة بحقوق الإنسان أو التفوه بكلمة واحدة في هذا الصدد.
وقعت هذه الحادثة أواخر الشهر الماضي، كما لو أن عام 2014 يرفض أن ينتهي دون أن يفضح العار الأمريكي أمام العالم، ويكشف انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها أكثر الدول التي تطالب بضرورة تطبيقها، فعلى النقيض من الكلمات الرنانة، اشتعلت مظاهرات مدينة "فيرجسون"، بعد قيام شرطي أبيض بقتل مواطن أمريكي أسود في التاسع من أغسطس الماضي.
وجاءت دعوات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بعدم تصعيد الموقف بعد أن اندلعت المظاهرات كشكل من أشكال رفض العنف والعنصرية، بنتيجة عكسية فقد تصاعدت التظاهرات بشكل أكبر مما اضطر حاكم ولاية فيرجسون "جاى نيكسون" إلى إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول، إلا أن ذلك لم يمنع التظاهرات واتجهت شرطة المدينة إلى محاربة المحتجين في الشوارع بعد تحذيرهم، ثم قامت بإطلاق قنابل الغاز والنيران وتم تقييد المتظاهرين.
ومما زاد الوضع سوءًا، وأدى إلى اشتعال المظاهرات مرة أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقبح الموقف الأمريكي بشكل أكبر، هو حكم البراءة الصادر في حق الضابط القاتل وخاصة بعد إثبات جريمة القتل عليه، الأمر الذي استفز العديد من الجموع الأمريكية ومن ثم شارك عدد كبير من المتظاهرين في مظاهرة بساحة تايمز سكوير في نيويورك موجهين اعتراضهم ضد حكم البراءة الأخير وأفعال الشرطة المتكررة تجاه أصحاب البشرة السوداء في أمريكا، حيث حملوا لافتات سوداء كتب عليها "العنصرية تقتل" و"لن نبقى صامتين"، وأخرى تندد بـ"عنصرية الشرطة"، وعلم جانب آخر ندد المتظاهرون بحكم البراءة للشرطي المتهم ووجهو اتهامات للشرطة بقتل الأطفال والهجوم على ذي البشرة السوداء خاصة. وامتدت المظاهرات ضد العنصرية إلى عدد من ولايات أمريكية أخرى مثل نيويورك، كذلك جرت تظاهرات في بوسطن ولوس أنجلوس وفيلادلفيا ودنفر وسياتل وأوكلاند "كاليفورنيا"، حيث قطع متظاهرون طريقًا سريعًا، وأيضًا في شيكاغو وسولت ليك سيتي.
وتأتي هذه الواقعة لتثبت أن أمريكا لا تتبع الشعارات التي تنادي بضرورة تطبيقها وخاصة في الدول العربية، ومنها شعارات الحرية والديموقراطية واحترام القانون، فنجد في حالة قتل الفتي الأسود قضية مصورة ويوجد عدة شهود على الجريمة، إلا أن الحكم صدر ببراءة الشرطي المتهم في محاولة لإرضاء السلطات والشرطة بدلًا من تنفيذ العدالة على قاتل، وكما نشاهد المظاهرات والاحتجاجات تضرب عدة ولايات أمريكية وتواجها الشرطة بأقصى درجات العنف وليس ضبط النفس، كما نسمع من أمريكا ليل نهار عن المظاهرات في الدول العربية ومصر خاصة.